كأس أوروبا: عامل الأرض يؤتي ثماره.. فهل غابت العدالة؟
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدولية الإثنين, 05 يوليو, 2021 - 04:04 مساءً
كأس أوروبا: عامل الأرض يؤتي ثماره.. فهل غابت العدالة؟

 

قدّمت كأس أوروبا 2020 دراما أكثر مما كان يتخيله الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقًا، عندما أعلن قبل تسع سنوات أن البطولة ستقام في جميع أنحاء القارة العجوز، رغم ان هذا النظام لا يزال يتعرض للانتقادات على انه "أضحوكة" و"غير عادل".
أقيمت البطولة في 11 مدينة على امتداد 11 بلدًا تيمنًا بفكرة بلاتيني للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، وإن كان أتت متأخرة لمدة عام بسبب انتشار جائحة كوفيد-19.
لكن النظام الفريد لهذا اليورو، الذي حقق اعلى معدل تهديفي في المباراة الواحدة منذ نسخة العام 1976، أدى إلى انتقادات كبيرة ووصول أربع من الدول التسع المضيفة المشاركة الى الدور نصف النهائي.
ففي الوقت الذي لعبت منتخبات إنكلترا، ايطاليا، إسبانيا والدنمارك مبارياتها الثلاث جميعها في دور المجموعات على ارضها، تحتّم على أخرى السفر لمئات وآلاف الكيلومترات لخوض مبارياتها.
لعبت ويلز على سبيل المثال أول مباراتين في باكو عاصمة أذربيجان الواقعة في اقصى شرق اوروبا، على بعد قرابة اربعة آلاف كيلومتر من العاصمة الايطالية روما حيث خاضت مباراتها الثالثة ضد الاتزوري.
المنتخب المرهق الذي حقق المفاجأة بوصوله الى نصف النهائي في 2016، سُحق برباعية نظيفة في ثمن النهائي في أمستردام ضد الدنمارك التي خاضت كل مبارياتها في الدور الاول على ارضها في كوبنهاغن.
وبسبب قيود السفر المتعلقة بالجائحة، لم تتمكن جماهير ويلز من حضور هذه المواجهة، في حين حصل الدنماركيون على تشجيع الآلاف.
اعتبر ظهير ويلز كريس غانتر "خرجنا حتى قبل أن نركل الكرة، على بعد ثلاثة آلاف ميل من وطننا (...) كل منتخب حظي بدعم الجماهير أينما ذهب. أنتم ونحن كنا نستحق اكثر من هذا النظام الهزيل للبطولة، ولكن من قال إن الحياة عادلة؟".
نجحت سويسرا في بلوغ الدور ربع النهائي على الرغم من رحلات شاقة مشابهة. بدأ رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش مشوارهم ضد ويلز في باكو، ثم سافروا الى روما قبل ان يعودوا الى اذربيجان لمواجهة تركيا.
وفي إنجاز لافت، نجحوا في إقصاء فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بركلات الترجيح في العاصمة الرومانية بوخارست - بعد أن لعبت الاخيرة مبارياتها في دور المجموعات في ميونيخ وبودابست - قبل أن يخرجوا ضد إسبانيا بركلات الترجيح ايضًا من ربع النهائي في سان بطرسبورغ.
قال بتكوفيتش بعد المباراة الاخيرة في دور المجموعات "غدًا ستكون المرة الرابعة التي نغير فيها المنطقة الزمنية. هذا ليس جيدًا لناحية التحضيرات".
وتابع "سافرنا كثيرًا. تنقلنا غالبًا وفي كل مرة تحتّم علينا تكييف الإيقاع البيولوجي للاعبين".
وأثنى بتكوفيتش على أداء لاعبيه بالقول "أريد أن أهنأهم لأنهم أظهروا تلك المرونة. لأن أحدًا منهم لم يشتكِ. علاوة على ذلك، أنتم الصحافيون، لم تتحدثوا كفاية عن هذا الامر، بحسب ما أعتقد".
- أفضلية انكليزية 
لم تلعب إنكلترا خارج أرضها الى حين فوزها 4-صفر على أوكرانيا في الدور ربع النهائي السبت في روما، وستعود إلى ويمبلي لنصف النهائي لمواجهة الدنمارك في دور الاربعة، الذي سيحتضن ايضًا المباراة النهائية الاحد.
في حالت تجاوزها الدنمارك، ستنهي البطولة بخوضها ست من اصل سبع مباريات على ارضها.
قال الاسباني روبرتو مارتينيس مدرب بلجيكا لشبكة "اي أس بي أن" الاميركية إن "انكلترا بالنسبة لي، تبقى المرشحة الاكبر للفوز".
وتابع "يلعبون كل مباراة على ارضهم. عندما تكون المباريات متقاربة في الادوار الاقصائية، هناك افضلية كبيرة في اللعب على ارضك".
إنها المرة الاولى التي تصل انكلترا الى الدور نصف النهائي للبطولة القارية منذ أن استضافتها في العام 1996، في حين لم تبلغ نهائي بطولة كبرى منذ فوزها في كأس العالم 1966 في ويمبلي.
يستضيف عادة بلدٌ او اثنان البطولات الكبرى، ما يمنحهما بطبيعة الحال افضلية عن باقي المنتخبات، لكن المرة الأخيرة التي فاز فيها بلد مضيف بلقب البطولة الأوروبية كانت فرنسا في عام 1984.
لكن الفارق هذه المرة، هو السفر الإضافي لبعض المنتخبات في ظل جائحة فيروس كورونا والقيود المتعلقة بها، حيث تحظى الفرق عادة بمقر تدريبي في البلد المضيف ويسافر المشجعون بالآلاف إليه.
قال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش الذي خاض رجاله غمار المجموعة الرابعة الى جانب انكلترا وتشيكيا واسكتلندا المضيفة ايضًا، إن جائحة كورونا جعلت الامور غير عادلة بسبب القيود الصارمة على سفر المشجعين إلى بريطانيا.
واعتبر "نحن تأذينا لأننا نلعب من دون جماهيرنا. نكون اكثر قوة بوجودهم. هذا الواقع ليس عادلا أبدًا. علينا ان نسافر ونبقى في الفقاعة".
لن يطول الوقت ليعود النظام الى سابق عهده، حيث تحتضن ألمانيا النسخة المقبلة في 2024 للمرة الاولى منذ ان استضافتها المانيا الغربية في 1988.


كلمات مفتاحية:

التعليقات