كشر منتخب المغرب عن أنيابه، وبعث برسالة شديدة اللهجة للمنتخبات المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2023 لكرة القدم عن قدومه بقوة للمنافسة على اللقب القاري في هذه النسخة المقامة على كوت ديفوار.
واستهل منتخب المغرب مشاركته في البطولة بفوز كبير 3 / صفر على منتخب تنزانيا، أمس الأربعاء، في الجولة الأولى بالمجموعة السادسة من مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، التي تضم أيضا منتخبي الكونغو الديمقراطية وزامبيا، اللذين يلتقيان في وقت لاحق اليوم بنفس الجولة.
ورغم الفوز الكبير، الذي يعد الأول للمنتخبات العربية المشاركة في النسخة الحالية للمسابقة، فإنه تحقق بأقل مجهود في ظل عدم رغبة لاعبي المغرب في الإفراط في بذل الجهد، كما قام مدرب الفريق وليد الركراكي بعدة تبديلات في الشوط الثاني بعد اطمئنانه على النتيجة، من أجل إراحة نجومه في ظل اللقاءات المقبلة التي تنتظره خلال البطولة، التي يحلم المغاربة بالتتويج بكأسها للمرة الثانية في تاريخهم بعد نسخة عام 1976 التي أقيمت في إثيوبيا.
وافتتح رومان غانم سايس، قائد الفريق، التسجيل لمصلحة المغرب 30، قبل أن تتضاعف معاناة المنتخب التنزاني، الذي لعب بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه نوفاتوس ميروشي في الدقيقة 70 لحصوله على الإنذار الثاني.
واستغل منتخب المغرب النقص العددي في صفوف منافسه، ليضيف عز الدين أوناحي الهدف الثاني في الدقيقة 77، فيما تكفل يوسف النصيري بإحراز الهدف الثالث في الدقيقة 80.
وبات النصيري، نجم فريق أشبيلية الإسباني، أول لاعب في تاريخ المنتخب المغربي يهز الشباك في 4 نسخ متتالية من كأس الأمم الأفريقية.
بتلك النتيجة، حصل منتخب المغرب على أول ثلاث نقاط في مسيرته بالمجموعة، قبل مواجهته المرتقبة مع منتخب الكونغو الديمقراطية بالجولة الثانية يوم الأحد المقبل.
وأصبح هذا هو الانتصار الأكبر لمنتخب المغرب في تاريخ لقاءاته المباشرة مع تنزانيا بمختلف المسابقات، علما بأنه الفوز الثاني، الذي يحققه منتخب (أسود الأطلس) على منافسه في غضون شهرين تقريبا.
وكان المنتخب المغربي، الحاصل على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر عام 2022، فاز 2 / صفر على مضيفه المنتخب التنزاني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026.
وأعاد منتخب المغرب البسمة من جديد على وجوه جماهير الساحرة المستديرة في الوطن العربي، بعد خيبة الأمل التي لحقت بها في ظل النتائج الباهتة التي حققتها باقي المنتخبات العربية المشاركة في البطولة خلال الجولة الافتتاحية.
وبدأت المباراة بهجوم مباغت من جانب منتخب تنزانيا، الذي حصل على أكثر من ركلة ركنية لم تسفر عن أي جديد، قبل أن يأخذ المنتخب المغربي زمام المبادرة.
واستحوذ لاعبو منتخب المغرب على الكرة وسنحت أول فرصة محققة للتسجيل في الدقيقة العاشرة عن طريق يوسف النصيري ، حيث أرسل حكيم زياش تمريرة عرضية من الجهة اليسرى، قابلها عبدالصمد الزلزولي بضربة رأس، ليهيئ الكرة لنجم إشبيلية الإسباني، الذي سدد مباشرة من داخل منطقة الجزاء، لكنه أطاح بالكرة بعيدا عن المرمى.
وترجم منتخب المغرب سيطرته على اللقاء، بعدما أحرز غانم سايس هدفا لمصلحة منتخب (أسود الأطلس) في الدقيقة 30.
وتابع سايس ركلة حرة مباشرة نفذها زياش، الذي سدد كرة صاروخية على يمين أيشي مانولا، حارس مرمى تنزانيا، الذي ارتدت منه الكرة، لتصل إلى سايس (المتابع)، الذي لم يجد أدنى صعوبة في التسديد مباشرة وإيداع الكرة داخل الشباك.
حاول المنتخب المغربي استغلال حالة الارتباك التي عانى منها نظيره التنزاني عقب هدف سايس، وأضاع النصيري فرصة محققة لمضاعفة النتيجة في الدقيقة 32، حينما تابع ركلة حرة من الجانب الأيمن نفذها زياش عرضية، ليسدد ضربة رأس، لكن الكرة علت العارضة بقليل.
وبعد مرور 4 دقائق، أهدر زياش فرصة أخرى للمغرب، حيث تلقى تمريرة بينية من عز الدين أوناحي، ليسدد مباشرة من على يمين منطقة الجزاء، غير أن مانولا أبعد الكرة بصعوبة لركنية لم تسفر عن شيء.
وكاد عبدالصمد الزلزولي أن يعزز تقدم المغرب في الدقيقة 39، عندما تلقى تمريرة أمامية من أوناحي، ليراوغ الدفاع بمهارة، قبل أن يسدد من داخل المنطقة، لكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة، لينتهي الشوط الأول بتقدم المغرب بهدف نظيف.
بدأ الشوط الثاني باستحواذ على الكرة من جانب لاعبي تنزانيا، ولكن دون أن يشكل أي تهديد على المرمى المغربي، فيما أضاع النصيري فرصة محققة في الدقيقة 50، حينما تابع تمريرة عرضية من سليم أملاح في الجهة اليمنى، لكنه فشل في التسديد بشكل جيد رغم تواجده خاليا من الرقابة بمواجهة المرمى مباشرة، ليضع الكرة بجانب القائم الأيمن.
هدأ إيقاع المنتخب المغربي نسبيا وإن ظل الأكثر استحواذا على الكرة، وسدد أوناحي من الناحية اليسرى لحدود المنطقة في الدقيقة 67، لكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة.
وازدادت الأمور صعوبة على المنتخب التنزاني في المباراة، بعدما اضطر للعب بعشرة لاعبين،عقب طرد لاعبه نوفاتوس ميروشي في الدقيقة 71 لحصوله على الإنذار الثاني.
وسرعان ما استغل منتخب المغرب النقص العددي في صفوف منتخب تنزانيا، حيث أضاف أوناحي الهدف الثاني في الدقيقة 77.
وبعد سلسلة من التمريرات السريعة المتقنة، وصلت الكرة إلى أوناحي، الذي تبادل الكرة مع أمين عدلي، قبل أن يسدد قذيفة زاحفة من داخل المنطقة، واضعا الكرة على يمين حارس مرمى تنزانيا وتحتضن الشباك.
وأنهى النصيري سوء الحظ الذي لازمه خلال المباراة، بعدما أضاف الهدف الثالث للمنتخب المغربي في الدقيقة 80.
وتلقى النصيري تمريرة زاحفة من الجانب الأيمن عن طريق أشرف حكيمي، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، دون مضايقة من أحد، واضعا الكرة على يمين مانولا وتعانق الشباك.
وكان الحكم المساعد أشار لوقوع النصيري في مصيدة التسلل، ليقرر إلغاء الهدف، قبل أن تثبت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) صحة موقف اللاعب ليتم احتسابه في النهاية.
وأهدر بلال الخنوس فرصة أخرى للتسجيل في الدقيقة الثاني من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بعدما تابع تسديدة زميله أمين عدلي التي ارتدت من مانولا، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، لكن الحارس التنزاني أبعدها لركنية لم تستغل، لينتهي اللقاء بفوز كبير للمغرب 3 / صفر على تنزانيا.