[ أ ف ب ]
أفاد مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء أن نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي سيلعب الموسم المقبل في السعودية بموجب صفقة "استثنائية وضخمة" بعد موسمين باهتين مع باريس سان جرمان الفرنسي.
وكان النجم الأرجنتيني البالغ 35 عاما يملك مروحة من الخيارات بين السعودية، الولايات المتحدة وحتى ناديه القديم برشلونة الإسباني التواق لإعادة "البعوضة"، بعد ارتفاع مؤشرات رحيله عن ناديه الحالي المملوك قطريا. لكن مصدرا في الرياض طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام، قال "صفقة ميسي تمّت. سيلعب في السعودية الموسم المقبل" بدون الإشارة للنادي الذي سيلعب له. وتابع أن "العقد استثنائي. أنه ضخم. نحن بصدد إنهاء بعض التفاصيل الصغيرة". من جهته، أفاد باريس سان جرمان الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية في شكل منفصل أن عقد بطل العالم لا يزال ساريا حتى 30 حزيران/يونيو المقبل. وقال مصدر ثان في النادي الفرنسي "لو كان النادي يريد تجديد عقده، لفعل ذلك في وقت مبكر".
ورغم تقارير عدة ربطت بين ميسي ونادي الهلال، إلا أن مصادر لدى حامل الرقم القياسي في عدد مرات إحراز الدوري السعودي قالت لوكالة الأنباء الفرنسية إن فريق العاصمة لم يكن على اتصال مباشر مع باريس سان جرمان. لكن والد اللاعب ووكيل أعماله خورخي أصر الثلاثاء أن نجله لم يحدد وجهته حتى الآن "ليس هناك أي اتفاق مع أي ناد للعام المقبل". تابع في حسابه على موقع إنستاغرام "لن يُتّخذ القرار قبل أن ينهي ميسي الدوري مع باريس سان جرمان". أضاف "هناك شائعات ويستخدم كثيرون اسم ليونيل لكسب الشهرة، لكن الحقيقة واحدة ويمكننا التأكيد أنه لا يوجد اتفاق مع أحد... لا شفهيا، لا توقيعا أو متفقا عليه. ولن يحدث ذلك حتى نهاية الموسم".
مواجهة رونالدو مجددا
وكان سان جرمان أوقف أخيرا نجمه المتوج بكأس العالم في كانون الأول/ديسمبر الماضي في قطر، بسبب سفره بدون موافقة النادي إلى السعودية، حيث ينشط كسفير للسياحة في المملكة الخليجية الثرية. والإثنين، عاد ميسي إلى التدريبات بعدما قدم اعتذارا للنادي وزملائه.
ويأتي وصول ميسي للسعودية بعد أشهر من وصول منافسه وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انضم لنادي النصر السعودي في صفقة مدوية في كانون الثاني/يناير الماضي. ويُقدّر عقد البرتغالي الممتد حتى حزيران/يونيو 2025 بأكثر من 440 مليون يورو، ما يجعله الرياضي الأعلى أجرا، بحسب فوربس.
ورغم التوقيع الكبير، يبتعد النصر بخمس نقاط عن صدارة جدول الدوري السعودي قبل 4 مباريات عن نهاية المسابقة، فيما خرج من السباق على كأس الملك. ويشهد النصر تخبطا إداريا إذ غادر مدربه الفرنسي رودي غارسيا فجأة في نيسان/أبريل.
ليس ناديا محددا
ويأتي التمويل الهائل للصفقتين المدويتين من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تتجاوز 620 مليار دولار، بحسب المصدر. وقال المصدر إنها السلطات "السعودية التي جلبته وليس ناديا محددا. المال يأتي من مكان واحد، صندوق الاستثمارات العامة". وأوضح أن "التفاوض لم يستغرق الكثير من الوقت مثل ذلك مع رونالدو. كما نعرف الآن وَصفة التعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي".
ويبدو أن المملكة الخليجية الثرية التي تشهد انفتاحا اجتماعيا واقتصاديا تستهدف البناء على دوري قوي يجتذب أنظار العالم، فيما ذكرت تقارير قبل أشهر أن السعودية ترغب بتقديم ملف مشترك مع اليونان ومصر لاستضافة نسخة 2030، لكن الترشح لم يصبح رسميا بعد.
وأوضح المصدر "الخطة ليست فقط ميسي ورونالدو بل جلب لاعبين رائعين مثل هذا الثنائي وأيضا لاعبين صاعدين يتمتعون بمستقبل واعد". وسعت المملكة على دفع ميسي للانضمام إلى الدوري السعودي، وإعادة تشكيل مبارزة ثنائية مع رونالدو بعد تلك التي خطفت أنفاس المشاهدين في إسبانيا عندما كان الـ"دون" يحمل ألوان ريال مدريد. وأشارت عدة تقارير في الآونة الأخيرة إلى تقديم نادي الهلال عرضا مغريا لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، قد يصل إلى 400 مليون يورو سنويا لجلب بطل العالم المتوج في كانون الأول/ديسمبر الماضي في قطر.
وقال المصدر "نريد أن يزور الناس المملكة العربية السعودية لمشاهدة نجوم كرة القدم"، متابعا "من كان يتخيل أن مباريات الدوري المحلي ستجذب الأجانب؟ إنه مجرد تأثير رونالدو".
غضب أنصار باريس
وكان ميسي، الذي سيبلغ من العمر 36 عاما في حزيران/يونيو، قضى موسمين باهتين في باريس بعد حقبة مجيدة في برشلونة الإسباني حيث فاز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا وعشرة في الدوري الإسباني، ولا يزال معبودا لجماهير هذه الفريق الكتالوني.
سجل أفضل لاعب في العالم سبع مرات، الذي يتشارك هجوما باريسيا شرسا يضم الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار، 11 هدفا فقط في موسمه الأول حيث ساعد باريس سان جيرمان على تحقيق لقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وهو أمر اعتيادي. لكن النادي لم يقترب من تحقيق فوزه الأول بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث خسر مرتين في دور الستة عشر حتى مع وجود الأرجنتيني اللامع في الملعب.
تفاقم الإحباط أكثر الأسبوع الماضي عندما أطلق متظاهرون يرتدون ملابس سوداء المشاعل وغنوا هتافات معادية تستهدف ميسي ونيمار وماركو فيراتي متهمين إياهم بالأداء الضعيف. وتناقضت هذه المشاهد الغاضبة مع لحظة الذروة في مسيرة ميسي في كانون الأول/ديسمبر، عندما قاد الأرجنتين للفوز بلقب كأس العالم في الدوحة. ولفّه أمير قطر برداء بشت تقليدي قبل تسليمه الكأس الذهبية، في تذكير بثروات البلدان النفطية التي تتدفق على كرة القدم ونجوم اللعبة أمثال ميسي ورونالدو.