تختتم اليوم الأحد منافسات النسخة الـ22 من بطولة كأس العالم، بإقامة المباراة النهائية التي ستجمع منتخبي الأرجنتين وفرنسا (حامل اللقب)، على ستاد لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، الساعة السادسة مساءً (بتوقيت اليمن).
وتكتسب موقعة اليوم بين منتخبي التانغو والديوك أهمية خاصة لكليهما، تنبع من طموحهما المشترك للتتويج باللقب العالمي الثالث، إذ أن كل منهما لديه لقبين في البطولة، وإن كان آخر لقب للتانغو تحقق قبل 36 سنة، بينما لا يفصل المنتخب الفرنسي سوى أربع سنوات عن آخر لقب حققه، وهو بذلك يسعى لتكرار الإنجاز البرازيلي والإيطالي، المنتخبان الوحيدان اللذان حققا كأس العالم في مونديالين متتاليين، من بين 8 منتخبات حاصلة على اللقب.
كما يسعى كلا المنتخبين إلى فض الشراكة القائمة بينهما، وحصد اللقب الثالث في تاريخ مشاركتهما، وبالتالي امتلاك كأس العالم على خطى منتخبات البرازيل وإيطاليا وألمانيا، التي سبق وأن امتلك كل منهما كأس العالم.
•الأرجنتين الأكثر مشاركة في النهائي
على مدى نسخ كأس العالم الـ21 السابقة، يتفوق المنتخب الأرجنتيني على نظيره الفرنسي بعدد مرات المشاركة في نهائي كأس العالم، إذ سبق أن كان طرفاً في المباراة النهائية في خمس مناسبات، وهذه هي السادسة، بينما المنتخب الفرنسي فسبق أن خاض ثلاث مباريات نهائية، وهذه هي الرابعة في تاريخه. مع الإشارة إلى أن آخر ثلاث مواجهات لمنتخب الأرجنتين في نهائي كأس العالم، كانت مع المنتخب الألماني، فاز مرة وخسر مرتان.
كانت أول مشاركة لمنتخب الأرجنتين في نهائي كأس العالم، في مونديال الأوروغواي 1930 أول نسخة من البطولة، وحينها تواجه مع منتخب البلد المضيف، وخسر بأربعة أهداف مقابل هدفين، واكتفى بالمركز الثاني خلف منتخب الأوروغواي الذي توج بلقب أول بطولة لكأس العالم، واللقب الأول في تاريخها.
ثاني حضور لمنتخب التانغو في نهائي كأس العالم كان في مونديال 1978، المقام على أرضه، حيث التقى حينها مع الطواحين الهولندية، واستطاع الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف، محققاً لقبه الأول في البطولة.
بعدها بثمان سنوات، وتحديداً في مونديال المكسيك 1986، لعب منتخب الأرجنتين ثالث نهائي في تاريخه، وكان ضد منتخب ألمانيا وتمكن حينها من الفوز بثلاثة أهداف لهدفين، ليتوج بلقبه الثاني والأخير في كأس العالم بفضل اللاعب الأسطورة دييغو مارادونا.
وفي مونديال إيطاليا 1990، التقى منتخب الأرجنتين مجدداً في المباراة النهائية، مع نظيره الألماني الذي ثأر من خسارة نهائي مونديال المكسيك، وفاز عليه بهدف نظيف، ليتوج الألمان بلقبهم الثالث في البطولة.
أما المشاركة الخامسة والأخيرة لمنتخب التانغو في نهائي البطولة فكانت في مونديال البرازيل 2014، وللمرة الثالثة كان الخصم فيها ألمانيا، التي جددت فوزها على الأرجنتين بهدف نظيف، في نتيجة مكررة لنهائي مونديال 1990.
•فرنسا الأكثر نجاعة في النهائي
إذا كان منتخب التانغو يتفوق على مستوى عدد مرات المشاركة في نهائي كأس العالم، فإن منتخب الديوك يتفوق على مستوى النجاعة، إذ أنه ومن أصل ثلاث مشاركات في المباراة النهائية استطاع تحقيق لقبين، وفشل مرة واحدة فقط، بينما المنتخب الأرجنتيني ومن أصل خمس مشاركات، حقق لقبين فقط، وفشل في ثلاث مناسبات.
يعد المنتخب الفرنسي واحد من المنتخبات التي بدأت مشاركتها في كأس العالم مع أول نسخة في عام 1930، لكنه انتظر 68 عاماً ليصل إلى المباراة النهائية، وكان ذلك في مونديال 1998 الذي أقيم على الأراضي الفرنسية، وحينها استطاع تحقيق لقبه العالمي الأول من أول مشاركة في نهائي كأس العالم، حيث فاز على المنتخب البرازيلي (حامل اللقب) بثلاثية نظيفة، وكان لنجمه زين الدين زيدان دور بارز في تتويج فرنسا باللقب.
بعدها بنحو ثمان سنوات وصل المنتخب الفرنسي إلى المباراة النهائية وللمرة الثانية في تاريخه، وذلك في مونديال ألمانيا 2006، حيث حاول المنتخب الفرنسي تكرار إنجاز 1998، وقطع نصف الطريق بعد تجاوزه منتخب البرتغال بهدف نظيف في نصف النهائي، غير أن المنتخب الإيطالي أوقف طموحه في المباراة النهائية بعد أن فاز عليه بركلات الترجيح (3:5) بعد انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لمثله، ليكتفي الفرنسيين بالمركز الثاني.
ولعل عشاق الرياضة يتذكرون النطحة الشهيرة التي وجهها النجم الفرنسي زين الدين زيدان للمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي في هذه المباراة، وطرد على إثرها، ما أدى بشكل كبير إلى تضاؤل حظوظ فرنسا في حصد اللقب الثاني لها، وتمكين إيطاليا من التتويج باللقب الرابع في تاريخها.
أما أخر مشاركة للمنتخب الفرنسي في النهائي فكانت قبل أربع سنوات في مونديال روسيا 2018، حيث تواجه مع المنتخب الكرواتي في المباراة النهائية واستطاع الفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليتوج باللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته الـ16 في بطولة كأس العالم.
•تاريخ المواجهات بين المنتخبين
سبق أن تواجه المنتخبان في خمس مناسبات سابقة، ثلاث منها في منافسات كأس العالم، واثنتان ودية، جلها كانت لصالح الأرجنتين الذي فاز في أربع مواجهات (2 في كأس العالم، 2 ودية)، فيما لم تحقق فرنسا الفوز سوى مرة واحدة. سجل المنتخب الأرجنتيني في مجموع اللقاءات 9 أهداف، مقابل 5 أهداف للمنتخب الفرنسي.
كانت أول مواجهة بين المنتخبين في أول بطولة لكأس العالم 1930، وانتهت لمصلحة التانغو بهدف نظيف. أما الثانية فكانت في مونديال 1978، وفاز فيها منتخب التانغو أيضاً بهدفين مقابل هدف.
أما المواجهتين الثالثة والرابعة بين المنتخبين، فكانتا وديتان، وأيضاً كان فيهما الفوز حليف منتخب الأرجنتين، الأولى بهدف نظيف؛ في فبراير 2007، والثانية بهدفين نظيفين؛ في فبراير 2009.
وتعود آخر مواجهة بين المنتخبين إلى مونديال روسيا 2018، واستطاع حينها منتخب الديوك من تحقيق الفوز الأول له على منتخب التانغو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وإقصائه من الدور ثمن النهائي (16)، وقد سجل للديوك كل من غريزمان ومبابي (هدفين) وبافارد، فيما سجل للتانغو كل من دي ماريا وميركادو وأغويرو.
