يخوض المنتخب المغربي مساء اليوم الأربعاء، مواجهة تاريخية مع المنتخب الفرنسي (حامل اللقب) على ستاد البيت بالعاصمة القطرية الدوحة، إذ لم يسبق أن تقابل المنتخبان إطلاقاً في بطولة كأس العالم من قبل، وسيكون هذا الصدام الأول بينهما في البطولة العالمية.
المواجهة التي ستنطلق الساعة العاشرة مساءً (بتوقيت اليمن)، وتأتي لحساب نصف النهائي الثاني من مونديال قطر 2022، هي الأولى على الإطلاق للمنتخب المغربي في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم، إذ لم يسبق له أن وصل إلى هذا الدور طوال مشاركاته الخمس السابقة في منافسات كأس العالم.
وكان أقصى ما وصل إليه المنتخب المغربي هو دور ثمن النهائي في مونديال المكسيك 1986، غير أنه في هذا المونديال تجاوز هذا الدور محققاً إنحازاً تاريخياً للعرب وقارة أفريقيا، بفضل ما يمتلكه من كوكبة متميزة من النجوم المحترفين في أقوى الدوريات والأندية في القارة العجوز.
واستطاع المنتخب المغربي في مشوار الوصول إلى المربع الذهبي تجاوز منتخبات أوروبية عملاقة كانت من المرشحين للتتويج باللقب، لعل أبرزها منتخبات إسبانيا والبرتغال وبلجيكا، الأمر الذي لا يقلل من حظوظه في الصعود إلى نهائي المونديال على حساب المنتخب الفرنسي.
ويسعى المنتخب المغربي لتحقيق الإنجاز العالمي الأول له شخصياً ولكل منتخبات قارات العالم الأربع التي لم يسبق لها الوصول إلى المباراة النهائية في كأس العالم، أو الفوز باللقب الذي لايزال محصورا بين قارتين فقط، هما أوروبا وأمريكا الجنوبية. أما المنتخب الفرنسي فإنه يدخل المباراة لمواصلة مشوار الصعود بنجاح إلى النهائي بطموح الحفاظ على اللقب الذي حققه في آخر مونديال (روسيا 2018).
•خبرة فرنسية في المربع الذهبي
يخوض المنتخب الفرنسي الدور نصف النهائي في مونديال قطر 2022 للمرة السابعة في تاريخه، والثانية على التوالي، طوال مشاركاته الـ17 في منافسات كأس العالم.
وخلال المشاركات الست السابقة للمنتخب الفرنسي في المربع الذهبي، تمكن من تجاوز خصومه في ثلاث مناسبات وصعد إلى النهائي، وحقق خلالها لقبين في البطولة، فيما حل ثانياً في مرة واحدة. فيما فشل في تجاوز نصف النهائي في ثلاث مناسبات، حقق فيهما المركز الثالث مرتين، ومرة واحدة المركز الرابع.
كانت أول مشاركة للمنتخب الفرنسي بالمربع الذهبي في مونديال السويد 1958، حيث تواجه حينها مع المنتخب البرازيلي، لكنه فشل في الوصول إلى النهائي، بخسارته بنتيجة 5 أهداف مقابل هدفين، ليحصد لاحقاً المركز الثالث بالفوز على نظيره الألماني بـ6 أهداف مقابل 3 أهداف.
وفي مونديال إسبانيا 1982، وصل المنتخب الفرنسي مجدداً إلى نصف النهائي، ليصطدم بنظيره الألماني الذي حرمه من الصعود إلى النهائي بالفوز عليه بركلات الترجيح (4:5)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكليهما. ثم خسر مجدداً في مباراة تحديد المركز الثالث أمام المنتخب البولندي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين مكتفياً بالمركز الرابع.
واصطدم المنتخب الفرنسي مجدداً في نصف نهائي مونديال المكسيك 1986 بالمنتخب الألماني الذي كرر الفوز عليه بهدفين نظيفين، لكنه حفظ ماء وجهه في مباراة تحديد المركز الثالث حين فاز على جاره البلجيكي بأربعة أهداف مقابل هدفين، في الشوطين الإضافيين، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما.
أما في مونديال 1998 المقام على أرضه، فكان المنتخب الفرنسي على موعد مع الإنجاز العالمي، حيث تجاوز في نصف النهائي المنتخب الكرواتي بهدفين مقابل هدف، وواصل تألقه في المباراة النهائية ليحصد أول ألقابه في كأس العالم، وكان على حساب حامل اللقب حينها، المنتخب البرازيلي، بعد الفوز عليه بثلاثية نظيفة.
وفي مونديال ألمانيا 2006 حاول المنتخب الفرنسي تكرار إنجاز 1998، وقطع نصف الطريق بعد تجاوزه في نصف النهائي منتخب البرتغال بهدف نظيف، غير أنه المنتخب الإيطالي أوقف طموحه في المباراة النهائية بعد أن فاز عليه بركلات الترجيح (3:5) بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدف لمثله، ليكتفي الفرنسيين بالمركز الثاني.
كان مونديال روسيا الأخير 2018، فأل خير على المنتخب الفرنسي، حيث تمكن فيه من تحقيق لقبه المونديالي الثاني في تاريخه، حيث تواجه في نصف النهائي مع نظيره البلجيكي، وتمكن من تجاوزه بهدف نظيف، ليصعد إلى النهائي ويفوز على المنتخب الكرواتي بأربعة أهداف مقابل هدفين، محققاً اللقب الثاني له في كأس العالم.
•تاريخ المواجهات بين المنتخبين
سبق وأن التقى المنتخبان المغربي والفرنسي في 11 مناسبة بين ودية ورسمية، كانت الغلبة في معظمها لمنتخب الديوك الفرنسية الذي حقق 7 انتصارات، مقابل فوز وحيد لأسود الأطلس، فيما انتهت ثلاث مواجهات بالتعادل، سجل الديوك في مجموع المواجهات 20 هدفاً مقابل 10 أهداف لأسود الأطلس.
كانت أول مباراة جمعت المنتخبين في 28 أبريل 1963 وانتهت بفوز أسود الأطلس بهدفين مقابل هدف، أما آخر مواجهة فكانت في 16 نوفمبر 2007 وانتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما.
ورغم أن تاريخ المواجهات يشير إلى أفضلية الديوك الفرنسية، إلا أن أسود الأطلس يتسلحون بالروح القتالية والانضباط التكتيكي الذي يبرعون فيه وأوصلهم إلى هذا الدور، مع العلم أنهم المنتخب الوحيد في هذه البطولة الذي لم يستقبل مرماه سوى هدف واحد فقط، وكان بالخطأ عن طريق أحد مدافعيه. كما أن الأسود يتمتعون بمعنويات عالية جداً لمواصلة تحقيق الحلم العربي وحلم كل قارتي أفريقيا وآسيا في الوصول إلى المباراة النهائية وتحقيق اللقب، ولما لا، فلم يعد يفصلهم سوى خطوتين لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
يذكر بأن المنتخب الذي سيفوز من مواجهة اليوم، سيضرب موعداً للصراع على اللقب، مع المنتخب الأرجنتيني في المباراة النهائية التي ستُقام، يوم الأحد القادم، على ستاد لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، فيما سيلتقي الخاسر مع منتخب الكرواتي في مباراة تحديد المركز الثالث التي ستقام على ستاد خليفة الدولي يوم السبت القادم.