دمشق: "وينون؟".. وجوه أربعة ناشطين سوريين تطل مجددا
يمن فيوتشر - العربية الخميس, 02 يناير, 2025 - 12:24 مساءً
دمشق:

سميرة خليل ورزان زيتوني ووائل حمادة وناظم الحمادي، أسماء لن تجد سورياً واحداً لا يعرفها سواء داخل البلاد أو خارجها.

فقد لعب هؤلاء الناشطون الأربعة دوراً مهماً في بداية "الثورة السورية" التي تحولت لاحقا إلى حرب مدمرة وصراع دامٍ.

لكنهم خطفوا في ديسمبر 2013، من قبل مجهولين، أثناء وجودهم في مكاتب منظمتهم لحقوق الإنسان في دوما بريف دمشق، التي كانت حينها تحت سيطرة "جيش الإسلام" .

إلا أن صورهم عادت مجددا أمس لترفع في تلك المدينة بعد ما يقارب 11 عاما على اختفائهم. إذ تجمع عشرات المتظاهرين بدوما أمس الأربعاء مطالبين بمعرفة مصيرهم.

 

"أين هم؟"

ووقف المتظاهرون بصمت رافعين صورا تحمل كلمة "حرية" وسؤال "أين هم؟"، موجهين إياه إلى السلطات الجديدة.

فيما قال الكاتب ياسين حاج صالح وهو زوج سميرة خليل: "نحن هنا لأننا نريد أن نعرف الحقيقة كاملة عن امرأتين ورجلَين غُيّبوا من هذا المكان قبل 11 سنة و22 يوما".

كما أضاف "لدينا قرائن كافية لتوجيه التهمة لتشكيل جيش الإسلام، ولدينا أسماء أشخاص مشتبه بهم، ونودّ أن نراهم موضع تحقيق من جهة مخوّلة".

علما أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختطافهم، كما لم تظهر أي معلومات عنهم منذ ذلك الحين.

 

"نغلق جراحنا"

من جانبها، قالت آلاء المرعي ابنة شقيقة سميرة من أمام مكاتب منظمتها غير الحكومية التي تحوّلت إلى متجر للأدوات المنزلية: "نحن موجودون هنا لأننا نريد الحقيقة والعدالة لهم، حتى نستطيع أن نغلق جراحنا"، وفق ما نقلت فرانس برس.

وأدى هؤلاء الناشطون دورا رئيسيا في انتفاضة العام 2011 التي أشعل قمعها من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، نزاعا استمرّ أكثر من 13 عاما.

كما كانوا يعملون أيضا على توثيق انتهاكات ارتكبتها جماعة جيش الإسلام في المدينة التي سيطر عليها مسلّحو المعارضة في العام 2012.

يشار إلى أنه قبل شهر، لم يكن من الممكن تصوّر خروج تظاهرة في دوما، أو غيرها من البلدات السورية مع تواجد نظام الأسد.

إلا أن سقوطه وتسلم إدارة جديدة شؤون البلاد مؤقتا فتح الباب أمام آلاف العائلات لمعرفة مصير أبنائهم وأحبابهم الذين فقدوا خلال الحرب.

إذ لا يزال مصير عشرات آلاف السجناء والمفقودين يشكّل أحد أكثر أوجُه المأساة إيلاما، في بلد دمّره نزاع استمرّ أكثر من 13 عاما وخلّف أكثر من نصف مليون قتيل.


التعليقات