اليمن: حملة نسوية تنهي عقودا من التمييز ضد سفر المرأة
يمن فيوتشر - عبدالله علي - IMPACT: الثلاثاء, 26 أبريل, 2022 - 04:18 صباحاً
اليمن: حملة نسوية تنهي عقودا من التمييز ضد سفر المرأة

[ IMPACT - Mythili Sampathkumar ]

كانت منال الشرعبي على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمها بدراسة الماجستير في القانون خارج البلاد بعد حصولها على منحة دراسية في كندا، وكانت مليئة بالبهجة عندما توجهت إلى مكتب الجوازات والهجرة في تعز، جنوبي غرب اليمن، لتقديم طلب الحصول على جواز سفر.
لكن آمال الفتاة البالغة من العمر 28 عامًا تحطمت عقب رفض المسؤولين في الهجرة والجوازات، منحها جواز سفر بسبب غياب ولي أمرها، إذ أن والدها رفض الذهاب معها لأنها كانت تعيش مع أمها المنفصلة عنه منذ طفولتها. 
 ألهمت قضية الشرعبي، إلى جانب عشرات النساء اليمنيات الأخريات، حملة نسوية لإلغاء قيود الوصاية التعسفية التي قيدت منذ فترة طويلة قدرة المرأة على السفر في بلد صُنف ضمن أسوأ الأماكن لعيش النساء في العالم.
وقالت الفت الدبعي أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز، إن دستور اليمن ينص على المساواة بين الجميع، ولا توجد قوانين تمنح الرجل وصاية على المرأة  لكن غالبًا ما تسود الممارسات الاجتماعية التمييزية.
وتقول الدبعي وهي من بين النساء المشاركات في الحملة النسوية "جوازي بلا وصاية"، :"لقد أصبح من المعتاد أن يُمنح الرجال مزايا على النساء بسبب العادات والتقاليد القبلية والتنشئة المجتمعية فبالتالي الكثير من النساء مثل الشرعبي "محرومات من الحصول على حقوقهن المشروعة. 
ويتم فرض تلك القيود بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة، التي تفاقمت خلالها معاناة المرأة اليمنية بفعل الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النزاع ضد النساء، بما في ذلك التعذيب، والاعتداء الجنسي والاعتقالات التعسفية والقيود على التنقل داخل البلاد، وسط انتشار العنف الأسري.
وخلال السنوات الماضية حفزت الحرب في اليمن الكثير من النساء للحصول على جوازات سفر حتى يتمكن من مغادرة البلاد لتلقي العلاج من إصابات الحرب أو أمراض أخرى أو مغادرة البلاد بحثاً عن اللجوء. 
و يقول مؤسس حملة "جوازي بلا وصاية" الحقوقي ياسر المليكي :" مر ما يقرب نحو عقدين من الزمن على فرض سلطات الجوازات تلك القيود التي تعتبرغير قانونية مضفيا بأن القيود تضاعفت خلال سنوات الحرب في البلاد".
و في أغسطس 2021 بدأ ناشطون في الحملة تنفيذ دراسة حالات حوالى 80 امرأة حُرمن من جوازات السفر على اثرها تم إقامة سلسلة من المؤتمرات للتوعية بالمشكلة وتوضيح انتهاكات حقوق المرأة، ومخالفة دستور البلاد في الهجرة والجوازات. 
بحلول فبراير / شباط  بدأت الحملة في تنظيم احتجاجات خارج مصلحة الجوازات في تعز.
وقالت داليا محمد 27 عاماً، وهي ناشطة مجتمعية بأنها شاركت في الوقفة الاحتجاجية لأنها حُرمت من تجديد جواز السفر بسبب عدم وجود ولي أمرها، لافتة إلى أنها تعرضت للمضايقات والاتهام بالفساد الاخلاقي بسبب مشاركتها في الحملة.
وتقول محمد : "ينظر العديد من الرجال إلى المرأة على أنها مصدر للفساد الأخلاقي، متناسين الدور الذي لعبته في السلام المجتمعي طوال الحرب".
وقالت الدبعي إنها تعرضت للسب والشتم من قبل بعض خطباء المساجد في مدينة تعز الذين اعتبروا الحركة تهديدا للمبادئ الدينية ودعوة لفجور المرأة.
كما لم يسلم المليكي مما وصفه بـ "العقلية الأبوية"، فهو يقول إنه تعرض للتشهير والمضايقة والتخويف إلى جانب أعضاء الحملة الآخرين، من قبل بعض الخطباء، لكن ذلك لم يثنيهم عن المضي قدما.
تقول الدبعي : "لقد جعلني ذلك أدرك الحاجة الملحة للمضي قدمًا في التغيير المجتمعي والنجاح في إحداث التغيير في اليمن نحو دولة المواطنة والنظام والقانون والتنمية، الذي لن يحدث دون ثورة اجتماعية تقضي على جميع أشكال الاستبداد الاجتماعي".
في فبراير من العام الجاري، التقى أعضاء الحملة برئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد في مدينة عدن جنوب اليمن وعقب الاجتماع، أصدر وزير الداخلية تعليماته للجهات المختلفة بمراجعة جميع اللوائح والقضاء على أي عوامل تمنع حصول المرأة على جوازات السفر.
وتقول منسقة الحملة رشيدة الزيادي، إن نجاح الحملة لن ينعكس على نساء تعز فحسب، بل النساء في مأرب وعدن ومناطق أخرى في ظل الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة".
و أنشأت الحملة منذ ذلك الحين خطاً هاتفيا للنساء للإبلاغ عن أي تحديات تواجههن في مكاتب الجوازات ومن الاخبار الجيدة تقول الزيادي : "لم نتلق أي شكاوى".
و في أواخر شهر آذار (مارس)، تقدمت الشرعبي أخيرًا بطلب للحصول على جواز سفرها دون الحاجة إلى ولي أمر، وعلى الرغم من أنها فقدت المنحة الدراسية، إلا أنها تتطلع للحصول على منحة أخرى عقب انتهاء القيود، وستجد طريقة لتحقيق أحلامها.


التعليقات