عاد الصياد اليمني ياسر رطين إلى الميناء بسمكة من نوع قرش الجيتار، وبعض أسماك القرموط واعتبرها حصيلة لا بأس بها بالنظر إلى أنه اضطر البقاء قرب الشاطئ لتحاشي الطائرات الحربية، ومروحيات الهليكوبتر التابعة للتحالف بقيادة السعودية على ساحل البحر الأحمر.
أفرغ حمولته في عربة يد بميناء الصيد المزدحم في مدينة الحديدة حيث تتقاسم القوارب التقليدية وطيور النورس المياه الملوثة.
انسحبت قوات التحالف من أطراف المدينة هذا الشهر، غير أن سكانا يقولون، إن الطائرات الحربية التابعة للتحالف ردت بهجمات جوية لا هوادة فيها بعد أن تقدمت قوات حركة الحوثي لتشغل المواقع التي انسحبت منها.
قال رطين، إنه لا يمكن للصيادين الوصول إلى الأماكن التي تكثر فيها الأسماك بسبب الطائرات المحلقة فوق الرؤوس.
ووصف صياد آخر يدعى محمد علي جنيد ما تملكه من فزع عندما اقتربت طائرات الهليكوبتر. قال "كنا فوق الحديدة بخمسة اميال، والأباتشي تدور فوقنا ترش (تقصف). مالهمش قانون ولا لهم مسافة محددة محل ما ييجي يقصف".
أثارت قيود الاصطياد على امتداد ساحل البحر الأحمر المزيد من المصاعب للأسر الجوعى في شمال اليمن حيث يندر الغذاء بعد حرب بدأت منذ ست سنوات، ووسط حصار يفرضه التحالف على الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وارتفعت أسعار الأسماك لأكثر من المثلين بسبب المخاطر التي تحيط بمغامرة الصيد في المياه التي تحفل بالأخطار وارتفاع أسعار الوقود.
وقد تمتعت محافظة الحديدة بهدوء نسبي منذ أواخر العام 2018 بموجب هدنة تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة وصمدت إلى حد كبير بينما كان القتال على أشده في مناطق أخرى في اليمن، لكن طائرات التحالف وسفنه الحربية لا تزال تجوب الأجواء والمياه قبالة الساحل.
ويسيطر التحالف على المجال الجوي اليمني ومعظم المياه في المناطق الساحلية.
في مارس اذار 2015، تدخل التحالف لمحاربة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران التي تسيطر على مدينة الحديدة في الغرب ومعظم شمال اليمن.
ويقول التحالف إنه يمنع عمليات تهريب السلاح ويحمي نفسه من القوارب التي ربما تكون محملة بالمتفجرات، وينفي استهداف قوارب الصيد. غير أن الصيادين يقولون إن عمليات التحالف تعرضهم للخطر.
قال رطين "الأماكن التي يتوفر فيها الصيد لا نستطيع الوصول إليها بسبب تحليق الطيران... لدينا أكثر من 300 قارب انضربت... لا نستطيع الوصول إلى أماكن الصيد. تحليق ليل نهار".