تحليل: الألغام في خطة ترامب.. كيف يمكن أن ينهار الاتفاق
يمن فيوتشر - The Jerusalem Post - ترجمة خاصة: الثلاثاء, 30 سبتمبر, 2025 - 09:56 مساءً
تحليل: الألغام في خطة ترامب.. كيف يمكن أن ينهار الاتفاق

طرح الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) تصورًا يتعهد بإنهاء الحرب ووضع خطة لإعادة إعمار غزة. غير أنّ سلسلة من الألغام السياسية والأمنية قد تُطيح بالاتفاق قبل أن يبدأ فعليًا.
ويتضمن اتفاق ترامب عشرات الخطوات، إلا أنّه يواجه عقبات كبرى: خلافات حول تبادل الأسرى والمحتجزين، وإشكاليات الرقابة الدولية، ومستقبل حركة حماس، ومصير غزة.


•تهديدات تُواجه الاتفاق
تشمل القضايا الشائكة المطروحة: الإفراج عن الأسرى، و منح العفو لمقاتلي حماس، وآليات الرقابة الخارجية.
كما يشهد الداخل الإسرائيلي انقسامًا حول الخطة بين دعاة عدم الضم وبين مطالب اليمين.
ويظل غياب الثقة الأساسية كفيلًا بتحويل الاتفاق إلى مجرد حبر على ورق.
وخطة ترامب تطرح أجندة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، غير أن التاريخ يثبت أن مثل هذه المبادرات غالبًا ما فشلت أمام التحديات السياسية والأمنية. فما هي الألغام التي قد تنسف هذا التصور قبل أن يرى النور؟


•اللغم الأول: قضية الأسرى
ينظر إلى الإفراج عن 250 سجينًا محكومًا بالمؤبد ونحو 1,700 معتقل فلسطيني آخر في إسرائيل على أنه تنازل أمني خطير. ومن المتوقع أن تعارضه بشدة عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية والمعسكر اليميني.

 

•اللغم الثاني: العفو عن عناصر حماس
يُثير مقترح منح العفو وحرية التنقل لعناصر حركة حماس مخاوف من إمكانية إعادة ترسيخ وجود الحركة بصورة غير مباشرة، واستئناف نشاطها من الخارج كما حدث في السابق.

 

•اللغم الثالث: الرقابة الدولية
إنشاء "مجلس سلام" برئاسة ترامب وتوني بلير قد يُقابل بريبة عميقة، لا سيما من جانب الفلسطينيين الذين يرونه شكلًا من أشكال الوصاية الخارجية على غزة، في ظل تجارب سابقة حاولت فيها الولايات المتحدة فرض قيمها على مجتمعات لا تتماشى معها.

 

•اللغم الرابع: نزع سلاح غزة وتجريد حماس من قدراتها
سيخضع تدمير البنية التحتية لحركة حماس لإشراف "مراقبين دوليين"، غير أن آليات مشابهة فشلت في الماضي. فمن الذي سيضمن عدم إخفاء الأسلحة؟

 

•اللغم الخامس: المعارضة السياسية الداخلية
في إسرائيل: يعارض الوزراء (بتسلئيل سموتريتش) و (إيتمار بن غفير)، إلى جانب مجلس "يشع"، أي تنازلات.
وفي رام الله: ترى السلطة الفلسطينية أن الاتفاق سيُضعفها، ومنذ البداية تبدو غير قادرة على تلبية المطالب الدولية بإجراء إصلاحات جوهرية.

 

•اللغم السادس: الجداول الزمنية الغامضة
تنص الخطة على انسحاب تدريجي لقوات الجيش الإسرائيلي (IDF) استنادًا إلى نزع سلاح غزة، لكن يبقى غير واضح من سيُحدد متى تحقق هذا الهدف.
ووراء اللغة المغرية التي يستخدمها ترامب تكمن حقيقة متقلبة، مثل انعدام الثقة، و الضغوط الداخلية، و المخاوف من التلاعب، والعقبات الكبرى أمام التنفيذ. ومن دون إزالة هذه الألغام، يظل الاتفاق مهددًا بأن يبقى مجرد كلمات على ورق، كما يحدث كثيرًا في المفاوضات مع الجماعات المسلحة.


التعليقات