قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن تطبيق "سيغنال" -الذي استخدمه كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته لمناقشة خطط عسكرية عبر مجموعة نصية ضمت صحفيًا- هو "أفضل تقنية متاحة في الوقت الحالي".
وقد تواصلت مجلة نيوزويك مع وزارة الدفاع عبر البريد الإلكتروني للحصول على تعليق.

•لماذا هذا مهم؟
أثارت التقارير حول استخدام كبار المسؤولين في إدارة ترامب لهذا التطبيق في مناقشة قضايا عسكرية حساسة مخاوف أمنية كبيرة في الولايات المتحدة. كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا عقب الكشف عن هذه المحادثات، التي شارك فيها نائب الرئيس جي دي ڤانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ورئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك جيفري غولدبرغ، وغيرهم.
وأكد غولدبرغ أنه كان جزءًا من سلسلة الرسائل المشفرة التي تبادلها مسؤولو ترامب عبر تطبيق "سيغنال" في وقت سابق من هذا الشهر، موضحًا أن المحادثات شملت خططًا عسكرية أميركية تتعلق بضربات جوية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وسط صراع على طرق الملاحة.
من جانبه، نفى وزير الدفاع بيت هيغسيث تقرير غولدبرغ يوم الاثنين، قائلًا: "لم يكن أحد يرسل رسائل حول خطط حرب، وهذا كل ما لديّ لأقوله عن هذا الموضوع."

•ما يجب معرفته
بعد توقيعه على أوامر تنفيذية في البيت الأبيض، وأثناء وجود مستشار الأمن القومي مايك والتز بجانبه، نفى ترامب وجود أي معلومات سرية في هذه المحادثات، قائلًا للصحفيين: "بحسب فهمي، لم تكن هناك أي معلومات مصنفة. لقد استخدموا تطبيقًا، إذا أردتم تسميته بذلك، وهو تطبيق يستخدمه الكثير من الناس."
وأضاف: "أما إذا كانت هناك معلومات مصنفة، فالأمر ربما يكون مختلفًا بعض الشيء."
وأكد ترامب أن تطبيق "سيغنال" يُستخدم بشكل واسع في وسائل الإعلام وكذلك في الأوساط العسكرية، مشيرًا إلى أنه كان فعالًا إلى حد كبير، لكنه حذر من مخاطر الاختراق، قائلًا: "أحيانًا قد يتمكن شخص ما من الوصول إلى هذه المنصات، وهذا أحد الأثمان التي تدفعها عندما لا تكون جالسًا في غرفة مغلقة للنقاش."
وأضاف: "في بعض الأحيان، عليك التحرك بسرعة كبيرة. هناك أجهزة أخرى جيدة جدًا، لكنها معقدة للغاية وصعبة الاستخدام من الناحية العملية. لذلك، كل ما يمكننا فعله هو البحث عن أفضل الحلول المتاحة باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ومن المحتمل أن تتحسن هذه التقنيات بمرور السنوات."
وخلال المؤتمر الصحفي، شدد ترامب على أن "تطبيق سيغنال هو أفضل تقنية متاحة في الوقت الحالي."

•ردود الفعل
قال مستشار الأمن القومي مايك والتز، خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب يوم الثلاثاء:
"سيدي الرئيس، لقد سألت عن الدروس المستفادة، وأعتقد أن هناك العديد منها. هناك الكثير من الصحفيين في هذه المدينة الذين صنعوا لأنفسهم أسماءً كبيرة من خلال اختلاق الأكاذيب حول هذا الرئيس، سواء كانت قضية روسيا المزعومة أو تلفيق الأكاذيب بشأن عائلات الجنود الذين سقطوا في الخدمة."
وأضاف: "أما هذا الشخص تحديدًا، فلم ألتقِ به أبدًا، لا أعرفه، ولم أتواصل معه مطلقًا. ونحن الآن بصدد التحقيق في كيفية تمكنه من دخول هذه المحادثة. لكن سأقول لكم هذا: العالم يدين للرئيس ترامب بفضل كبير."
وأردف: "في ظل إدارة بايدن، كان الشحن العالمي متوقفًا تمامًا، وكانت هناك هجمات متفرقة على فترات تمتد لأشهر، فيما تعرضت مدمراتنا لإطلاق النار عشرات المرات. أما الرئيس ترامب، فقد اتخذ إجراءاتٍ حاسمة مع فريقه للأمن القومي، حيث تم القضاء على قائد منظومة الصواريخ، وتدمير الصواريخ، والمقرات، ومواقع الاتصالات. ولأول مرة، كما تسمعون جميعًا من حلفائنا، هناك إجماع: الحمد لله أن القيادة الأميركية عادت، والحمد لله على عودة قوة أميركا."
وأشار والتز إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) جون راتكليف، خلال شهادته يوم الثلاثاء، كشف أنه تم تعريفه بتطبيق "سيغنال" كجزء من أجهزته المهنية. وأكد والتز أن أحد "الركائز الأساسية للسيادة" يتمثل في تأمين الممرات البحرية و"سحق الإرهابيين بلا رحمة"، مقدمًا شكره للرئيس ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

•ردود الأفعال
السيناتور الجمهوري ماركواين مولينز (أوكلاهوما)، عبر منصة X (تويتر سابقًا) يوم الثلاثاء:
"لم تتضمن محادثات سيغنال أي معلومات مصنفة. لسنوات، قامت هيلاري كلينتون بمشاركة أسرار الأمن القومي المصنفة عبر بريدها الإلكتروني الشخصي. ولا يمكن حتى مقارنة الأمر بين التفاح والبرتقال، بل هو أشبه بمقارنة التفاح بشريحة لحم!"
آدم كينزينغر، النائب الجمهوري السابق والمعلق في CNN، عبر X يوم الاثنين:
"أي فرد في الجيش فعل ما فعلوه على سيغنال، لكان قد طُرد أو اعتُقل."

•ما الخطوة التالية؟
كشف ترامب أنه طلب من مايك والتز التحقيق في المخاطر الأمنية المحتملة المرتبطة بتطبيق "سيغنال"، وذلك أثناء حديثه للصحفيين.