واشنطن: البحرية الامريكية تطلق خلال 15 شهر صواريخ دفاع جوي يفوق ما أطلقته في الثلاثين عامًا الماضية
يمن فيوتشر - Task & Purpose - ترجمة: ناهد عبدالعليم الإثنين, 10 مارس, 2025 - 04:39 صباحاً
واشنطن: البحرية الامريكية  تطلق خلال 15 شهر صواريخ دفاع جوي يفوق ما أطلقته في الثلاثين عامًا الماضية

[ Navy Photos ]

قال القائد البحري المتقاعد (برايان كلارك) من معهد هادسون إن البحرية الأمريكية استخدمت عددًا من الصواريخ للدفاع الجوي منذ بدء العمليات القتالية في البحر الأحمر في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يفوق ما استخدمته خلال السنوات الماضية منذ عملية عاصفة الصحراء في التسعينات.

وخلال تلك الفترة الممتدة من 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 19 يناير/ كانون الثاني 2025، شهدت البحرية أكثر المعارك البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا لما ذكره كلارك لموقع "تاسك آند بربوس".
وأضاف كلارك: "من المدهش كيف تمكنت البحرية من الصمود دون خسائر، لكن التكلفة كانت هائلة للغاية". وتقدر التكاليف بما يزيد عن مليار دولار من القذائف الاعتراضية المستخدمة لإسقاط هذه التهديدات من الطائرات المُسيّرة والصواريخ.
في الوقت الحالي، يبدو أن النزاع في حالة توقف مؤقت، ربما بسبب اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس الذي تم الإعلان عنه في 19 يناير/ كانون الثاني. ومع ذلك، ستحتاج البحرية لسنوات لتجديد مخزونها من الصواريخ، وهو ما يضع البحرية في وضعٍ صعب في حال نشبت حرب بين الولايات المتحدة والصين اليوم، وفقًا لما قاله كلارك.
و قال كلارك: "أعتقد أن معظم التقديرات تشير إلى أنه في غضون بضعة أيام من القتال، إذا كان هناك غزو لتايوان، فإن الولايات المتحدة -وبشكل خاص البحرية- ستنفد من الأسلحة". وأضاف: "هذه هي المشكلة: الأسلحة التي صممناها يصعب تصنيعها بالنسبة للقاعدة الصناعية، لأنها متخصصة للغاية؛ فهي تعتمد على سلسلة إمدادات مخصصة جدًا، ويتم تصنيعها يدويًا بكميات إنتاج منخفضة."

بعد فترة قصيرة من الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأ المتمردون الحوثيون في اليمن بشنِّ هجماتٍ على السفن في البحر الأحمر باستخدام صواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات مُسيّرة، وزوارق غير مأهولة. 
و في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قضت المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" 10 ساعات في إسقاط 15 طائرة مُسيّرة حوثية وأربعة صواريخ كروز، فيما وصفته البحرية الأمريكية بأنه "أشد مواجهة قتالية لسفينة حربية أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية."
وقال (جستن باركر)، فني التحكم في الإطفاء من الدرجة الثانية، إنه هو وأفراد آخرون من طاقم السفينة كانوا في مكان نومهم عندما سمعوا إعلانًا عبر نظام الإذاعة الداخلي على متن "كارني": "إخلاء السطح الخارجي للسفينة". ثم سمعوا السفينة تطلق صواريخ بالإضافة إلى مدفعها الرئيسي، وعرفوا على الفور أن هذا ليس تدريبًا.
و قال (غونر مات تشارلز كوري) من الدرجة الأولى في بيانٍ صادر عن البحرية: "لم نكن قد قمنا بشيء كهذا من قبل، كنا قد تدربنا عليه فقط، و كان هناك الكثير من الفزع ، الآن أصبح الأمر واقعيًا."
وكانت هذه بداية الحرب غير المعلنة ضد الحوثيين. حيث واجهت "كارني" ما مجموعه 51 مواجهة خلال فترة نشرها. وتلقى جميع أفراد الطاقم ميدالية العمل القتالي عندما عادت إلى مينائها.
وقال الملازم الشاب (هافن فيكرز) في البيان نفسه: "كل تجربة تدريبية قمنا بها قبل النشر، كانت هي التي اعتمدنا عليها."

احتدمت الأوضاع في البحر الأحمر بسرعة مع تصعيد الحوثيين هجماتهم ضد السفن التجارية والسفن الحربية، فيما شنّت إيران هجومين ضد إسرائيل. لكن البحرية الأمريكية كانت هناك لتستمر في المعركة.
و في ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن البحرية ستكون جزءًا من عملية "حارس الازدهار"، وهي جهد دولي لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر.
و على صعيد آخر، بدأت القوات الأمريكية والبريطانية تنفيذ ضرباتٍ جوية وصاروخية ضد أهداف حوثية في اليمن في الشهر التالي. وفي النهاية، شملت هذه الضربات قاذفات "بي-2 سبيريت" وطائرات "إف-35 سي" "جوينت سترايك فايتير" التابعة لمشاة البحرية. و في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، هاجم الحوثيون مدمرتين أمريكيتين، هما "يو إس إس ستوكدايل" و "يو إس إس سبروانس"، بطائراتٍ مُسيّرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز. و لم تتعرض أي من السفن لأضرار ولم يصب أي من البحارة.
كما ساعدت البحرية في إسقاط صواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل في أبريل/ نيسان، وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت المدمرتان "يو إس إس كول" و "يو إس إس بولكلي" صواريخ اعتراضية عندما أطلقت إيران صواريخ مجددًا على إسرائيل.
ثم في أواخر يناير/ كانون الثاني، أعلن الحوثيون عن توقف جزئي للهجمات في البحر الأحمر بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وكان آخر إعلان من القيادة المركزية الأمريكية بشأن الضربات ضد أهداف حوثية في اليمن في 8 يناير/ كانون الثاني. ولم يكن لدى أحد من المسؤولين العسكريين إضافة على البيان الصحفي عندما سأل موقع تاسك آند بربوس إن كانت هناك أي ضربات جوية أخرى ضد أهداف حوثية أو إذا كانت السفن الأمريكية قد دمرت صواريخ أو طائرات مُسيّرة أو زوارق حوثية منذ ذلك الحين.

كما كشفت البحرية في يناير/ كانون الثاني أنها أطلقت 160 قذيفة من المدافع الرئيسية ذات الخمسة بوصات كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر. وقد تم استخدام هذه القذائف لتدمير الطائرات المُسيّرة الحوثية، وفقًا لما قاله كلارك.
و أضاف: "لقد كانوا يستخدمون المدافع لإسقاط الطائرات المُسيّرة مؤخرًا، خاصة القذائف ذات السرعة الفائقة. و قد تم بناء جميع تلك القذائف ذات السرعة الفائقة في الأصل كجزء من برنامج المدافع الكهربائية. و أعتقد أنهم استخدموا حوالي 50 منها في الدفاع الجوي."

 تم تصميم القذائف ذات السرعة الفائقة لضرب الهدف مباشرة، في حين أن القذائف الأخرى ذات الخمسة بوصات تنفجر بالقرب من الهدف، مما يغمّر الهدف بالشظايا، حسبما ذكر.
وأوضح كلارك أن القذائف ذات الخمسة بوصات ليست فقط أرخص من الصواريخ، بل إن الطائرات المُسيّرة الحوثية غالبًا ما تحلق منخفضة جدًا أو قريبة جدًا من السفينة بحيث لا يمكن إصابتها بالصواريخ.
"ما يحدث غالبًا هو أن هذه الطائرات المُسيّرة الصغيرة جدًا تقترب بما يكفي بحيث لا يمكن للصاروخ أن يتفاعل في الوقت المناسب، لأن الصاروخ له مدى أدنى أيضًا"، قال كلارك.


مستوى الذخائر "المنخفض بشكل خطير":
وضعت العمليات القتالية في البحر الأحمر سفن وأفراد البحرية الأمريكية في مواجهة عدد غير مسبوق من هجمات الطائرات المُسيّرة المعادية. وقال الأدميرال (كافون حكيم زاده)، قائد مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية الثانية آنذاك، لموقع "جايينز"، المزود الاستخباراتي مفتوح المصدر، في تقرير إخباري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024: "لم يظن أي شخص على الإطلاق أنهم قد يرون تهديدات غير مأهولة بهذا الحجم."
وفي يناير/ كانون الثاني، كشفت البحرية أنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، ومجموع 20 صاروخًا من طراز ESSM وصواريخ SM-3. وتراوح تكلفة الوحدة لهذه الصواريخ بين 12.5 و28.7 مليون دولار لصواريخ SM-3، وحوالي 4.3 مليون دولار لصواريخ SM-6، وما يصل إلى 2.5 مليون دولار لصواريخ SM-2، وفقًا لموقع "ذا وور زون".
لكن بحلول منتصف عام 2024، تحولت البحرية لاستخدام صواريخ "سايدويندر" و"هيلفاير" الأقل تكلفة لإسقاط الطائرات المُسيّرة الحوثية، وفقًا لموقع "جايينز". وتكلف كل من صواريخ سايدويندر وهيلفاير عادة حوالي نصف مليون ومائة وخمسون ألف دولار على التوالي.

خلال جلسة تأكيد تعيينه وزيرًا للبحرية، اعترف (جون فيلان) بأن البحرية الأمريكية تواجه نقصًا في الذخائر.
وقال فيلان: "إذا تم تأكيد تعييني، فإنني أنوي التركيز على هذا الموضوع بسرعة وحله، لأننا نعتقد أننا في مستوى منخفض بشكلٍ خطير من حيث المخزون، وكذلك فيما يتعلق بالذخائر الجديدة."
وفي الإجابات المكتوبة على أسئلة المشرعين التي تم تقديمها قبل الجلسة، تعهد فيلان أيضًا بتوفير المزيد من الخيارات لقادة السفن الدفاعية "بما في ذلك الأسلحة، والطاقة الموجهة، والذخائر المتجولة، وغيرها من التقنيات المبتكرة."

لقراءة المادة من موقعها الأصلي عبر الرابط التالي: 

https://taskandpurpose.com/news/navy-missiles-red-sea/


التعليقات