تحليل: هل يستعد ترامب لتكرار إخفاقات بايدن مع الحوثيين؟
يمن فيوتشر - Responsible Statecraft- ترجمة ناهد عبدالعليم: الجمعة, 10 يناير, 2025 - 09:59 مساءً
تحليل: هل يستعد ترامب لتكرار إخفاقات بايدن مع الحوثيين؟

الحملة العسكرية الأمريكية غير الفعالة ضد الحوثيين في اليمن تدخل عامها الأول.
ووفقًا لتقارير جديدة نُشرت في صحيفة جيروزاليم بوست استنادًا إلى مصدرين، هناك مؤشراتٍ على أن إدارة ترامب المقبلة قد تخطط لتصعيد هذه الحملة. 
وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن تخطط -وفقًا للتقارير- لتكثيف الغارات الجوية قبل 21 يناير/ كانون الثاني. 
وبعد ذلك، وبحسب جيروزاليم بوست، يعتزم ترامب زيادة وتيرة الحملة العسكرية بمجرد توليه منصبه.
وقال (إليوت أبرامز)، المبعوث السابق لإيران في إدارة ترامب، للصحيفة: "ترامب لن يقف مكتوف الأيدي بينما تتعرض سفن البحرية الأمريكية للهجوم يوميًا من قبل الحوثيين باستخدام صواريخ إيرانية.
 وسيقوم بتوجيه ضربات أقوى للحوثيين، وسيوجه تحذيرًا لإيران مفاده أنه إذا أدى صاروخ إيراني الصنع إلى مقتل أمريكي، فإن إيران ستتعرض لضربة مباشرة."
و لم يُدلِ ترامب بأي تصريحاتٍ حول حملة القصف ضد الحوثيين خلال حملته الانتخابية، لكن أي تصعيد في اليمن سيكون متسقًا مع نهج فريقه للأمن القومي المعروف بميله للتصعيد العسكري، كما يتماشى مع سياساته تجاه اليمن خلال فترته السابقة في البيت الأبيض.
و حرب بايدن غير المصرح بها في اليمن بدأت في يناير/ كانون الثاني الماضي ردًا على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على الملاحة في البحر الأحمر. وشن الحوثيون هذه الهجمات احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة، ومن المرجح أن يستمروا بها طالما استمرت الحرب هناك. وكما هو متوقع، لم تؤد حملة القصف إلى ردع الحوثيين عن تنفيذ المزيد من الهجمات على السفن التجارية.
و بمقاييسها الخاصة، فإن التدخل الذي تقوده الولايات المتحدة في اليمن كان فاشلًا.
و الصراع في اليمن لم يحظَ باهتمامٍ كبير خلال العام الماضي، لكنه لا يزال يستنزف الموارد الأمريكية ويسهم في الضغط الزائد على البحرية الأمريكية. وقد شنت القوات الأمريكية ضرباتٍ جديدة على أهداف في اليمن الأسبوع الماضي. و في غضون ذلك، استمرت المواجهات بين الحوثيين وإسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة، حيث شنت إسرائيل هجماتٍ على مطار صنعاء الدولي وعدة موانئ في أواخر ديسمبر/ كانون الأول عقب إطلاق الحوثيين صواريخ جديدة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
و إلى جانب احتمال تصعيد الحملة العسكرية، قد تتعمد إدارة ترامب إلى إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO). فعندما أدرجت الإدارة السابقة المجموعة على هذه القائمة في أوائل عام 2021، حذّر (ديفيد بيزلي)، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي حينها، قائلاً: "نحن نكافح بالفعل دون هذا التصنيف، ومعه سيكون الوضع كارثيًا."
وأزالت إدارة بايدن الحوثيين من القائمة بعد أن حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن هذا التصنيف سيؤدي إلى آثار مدمرة على الاقتصاد اليمني ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
و انتقد صقور السياسة الخارجية خطوة إدارة بايدن باعتبارها دليلًا على "الضعف"، وطالبوا بإعادة التصنيف منذ ذلك الحين. وكان اختيار ترامب لمستشار الأمن القومي (مايك والتز)، من أبرز الداعمين لإعادة تصنيف الحوثيين منذ الأسابيع الأولى للحرب في غزة.
ومع انخراط الولايات المتحدة الآن في مواجهة مباشرة مع الحوثيين، من المرجح أن يصبح والتز أكثر إصرارًا على الدفع باتجاه هذا التغيير. كما أن مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، السيناتور (ماركو روبيو) "جمهوري من فلوريدا"، كان أيضًا مؤيدًا لإعادة التصنيف. ورغم أن إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية ستظل تحمل نفس العواقب الوخيمة كما في السابق، إلا أن ترامب وفريقه قد لا يكترثون للتداعيات المدمرة التي سيجلبها هذا القرار على الشعب اليمني.
و إذا كان ترامب يعتقد أن إعادة تصنيف الحوثيين ستجعله يبدو أكثر "حزمًا" مقارنة ببايدن، فقد يكون ذلك كل ما يحتاجه والتز وروبيو لإقناعه بالموافقة على الخطوة.
و لم يناقش الكونغرس أو يصوت مطلقًا لمنح تفويض بشن حملة قصف في اليمن. وبينما تزعم إدارة بايدن أن للرئيس سلطة بموجب المادة الثانية من الدستور الأمريكي لتنفيذ هذه العمليات دون موافقة الكونغرس، لا توجد مبرراتٍ قانونية حقيقية للإبقاء على السفن الأمريكية منخرطة في أعمال عدائية لمدة عام كامل ما لم يمنح الكونغرس تفويضًا صريحًا بذلك. لكن غياب التفويض من غير المرجح أن يشكل عائقًا أمام إدارة ترامب المقبلة. ففي ولايته الأولى، أشرف ترامب على تدخل عسكري أمريكي غير مصرح به في اليمن ضمن إطار التدخل الذي قادته السعودية. وعندما أصدر الكونغرس قرارًا يستند إلى صلاحياته في الحرب يطالب بإنهاء المشاركة الأمريكية، استخدم ترامب حق النقض (الفيتو) لإبطاله.
و قد اعتاد الرئيس المرتقب في فترته الأولى على تصعيد الحروب التي ورثها، بدءًا من الصومال إلى اليمن وأفغانستان (رغم أنه توصل لاحقًا إلى اتفاق مع طالبان لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان). وبالنظر إلى تجاهله السابق لدور الكونغرس في قضايا الحرب، فمن غير المتوقع أن يكترث ترامب بعدم قانونية الحرب في اليمن.
و تصعيد الوضع في اليمن يعد خطأً فادحًا. 
فمن غير المرجح أن يحقق هذا التصعيد أي نتائج سوى قتل المزيد من اليمنيين، وتعريض حياة البحارة الأمريكيين للخطر، وهدر المزيد من الذخائر الباهظة الثمن. و لم تثنِ العمليات العسكرية التي استمرت لأكثر من عام جماعة الحوثيين عن مواصلة شن الهجمات، ومن غير المتوقع أن يتغير موقفهم بمجرد تولي ترامب السلطة.
لذا يتعين على الولايات المتحدة أن تستغل كل نفوذها وتأثيرها لإنهاء الحرب في غزة بهدف تهدئة الصراع الإقليمي الأوسع المرتبط بها بشكل وثيق.
 وعلاوة على ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة البحث عن سبل للانسحاب من النزاعات في الشرق الأوسط بدلاً من البحث عن ذرائع لتوسيع نطاقها.

لقراءة المقال من موقعه الاصلي:

https://responsiblestatecraft.org/trump-yemen-houthis/


التعليقات