اليمن: الهجمات الحوثية على إسرائيل مجرد تدريب على المواجهة الحقيقية
يمن فيوتشر - YnetNews -ترجمة: ناهد عبدالعليم  الإثنين, 30 ديسمبر, 2024 - 01:39 مساءً
اليمن: الهجمات الحوثية على إسرائيل مجرد تدريب على المواجهة الحقيقية

لنكن واضحين.. لا توجد معلومات استخباراتية كافية حول المتمردين الحوثيين في اليمن أو عن البلاد بشكل عام. فالمسافة الجغرافية التي تزيد عن 2000 كيلومتر عبر البحر الأحمر، إلى جانب غياب أنشطة سابقة معادية لإسرائيل، لم تدفع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى دراسة هذا الخصم بجدية.

الآن، يعلن زعيم الحوثيين (عبد الملك الحوثي) والمتحدث باسم الجماعة (يحيى سريع) بشكل صريح أنه طالما استمرت الحرب في غزة، فإن الحوثيين ملتزمون تماماً بالقتال ضد إسرائيل.

و ينشط الحوثيون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يكتبون منشورات لا تنتهي. في إحداها، يصرح أحد أفراد الجماعة المتمردة أن الهجمات على يافا (وليس تل أبيب أو رامات غان) ما هي إلا تمهيد للهجوم الحقيقي على مدينة ديمونا. ويكتب: "استعدوا أيها العاملون في المفاعل النووي."

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مكان آخر، في طهران، ومع الحرس الثوري الإيراني (IRGC)، فمن هناك تصدر الأوامر، وهناك يتم إرسال الأسلحة. و حتى الآن، لم تقرر إسرائيل اتخاذ أي إجراء حاسم ضد إيران.

و المتمردون يمثلون فئة مختلفة من المواطنين اليمنيين، وهم يتصرفون بشكلٍ مستقل، وتبدو هجماتهم على إسرائيل تدريبات عملية لأهداف أكبر وأكثر أهمية.

وقد غادرت زوجات قادة الحوثيين بهدوء على متن طائرة عراقية، تنكرت كرحلة مدنية، لتبتعد بهن عن الخطر. و اختار عبد الملك الحوثي وشقيقه إرسال عائلاتهم إلى مكان آمن. ولا يزال من غير الواضح إلى متى ستبقى العائلات بعيدة، ولكن المسؤولية تقع على عاتق رئيس وزراء العراق (محمد شياع السوداني)، المعروف بدعمه للنظام الإيراني.

وفي نفس الوقت تقريباً الذي نُقلت فيه العائلات من اليمن، غادرت طائرة خاصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية صنعاء إلى الأردن، تحمل مدير المنظمة (تيدروس أدهانوم غيبريسوس) وعضواً في المنظمة أصيب في غارة إسرائيلية على المطار.

و يقود زعيم الحوثيين، مثل يحيى السنوار من حماس وحسن نصر الله من حزب الله، جماعته من نفق تحت الأرض. وعلى الرغم من المسافة الطويلة بينه وبين تل أبيب، فإنه يرفض المغادرة. و في الوقت ذاته، تدرس الجماعة احتمالية وجود خونة في صفوفها قد يغتالون القائد مقابل الثمن المناسب، بينما يدخل قادة الحوثيين النفق لتلقي الأوامر.

و من المؤكد أن إسرائيل ترغب في العثور على عبد الملك الحوثي وتصفيته كما تم التعامل مع قادة حماس وحزب الله. وكان حسن نصر الله شخصية محورية في اليمن، حيث أقيمت مراسم تكريمية له في صنعاء بعد اغتياله.

لكن ما هو الهدف النهائي للحوثيين؟ ماذا سيفعل ما بين 50 إلى 100 ألف مقاتل مسلح إذا اتفقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار؟ 

في صنعاء، بدأت الأنظار تتجه نحو الجائزة الحقيقية: السيطرة على كامل اليمن، أفقر الدول العربية. وتظل الضربات على أهداف إسرائيلية مجرد تدريبات تمهيدية للمعركة الحقيقية المقبلة.


التعليقات