تقرير: مشغلو السفن يتجاهلون هجمات الحوثيين
يمن فيوتشر - معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط- ترجمة ناهد عبدالعليم الخميس, 17 أكتوبر, 2024 - 01:05 مساءً
تقرير: مشغلو السفن يتجاهلون هجمات الحوثيين

في 20 يوليو/ تموز، حاول الحوثيون مهاجمة سفينة الحاويات بومبا (IMO 9302566) باستخدام مركبة سطحية مُسيّرة، مدعين أن السفينة كانت أمريكية. و تمكن أفراد الأمن على متن السفينة من تدمير الطائرة البحرية المُسيّرة، واستمرت السفينة التي كانت تبحر من جدة في المملكة العربية السعودية في رحلتها إلى ميناء كلانج في ماليزيا. و خلال الأشهر التالية، واصلت بومبا التجارة في البحر الأحمر، وتظهر البيانات من "مارين ترافيك" أنه في 27 سبتمبر/ أيلول عبرت مضيق باب المندب في طريقها إلى الصين. ومع ذلك، لم تواجه أي هجمة من الحوثيين هذه المرة.

السفينة بومبا التي تحمل علم ليبيريا تديرها شركة "سي ليد للشحن"، التي مقرها سنغافورة، ولا تمتلك أي روابط مع شركة أمريكية. و في الواقع، ذكرت سي ليد في بيانين منفصلين في وقت سابق من هذا العام أن السفن التي تديرها في البحر الأحمر ليس لها صلات بالولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل. كما أنها مرتبطة أيضًا بسفينة حاويات أخرى تحمل علم ليبيريا تسمى بينوكيو (IMO 9400112)، و التي وصفها الحوثيون بشكل خاطئ أيضًا بأنها سفينة أمريكية عندما أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن نحوها في 11 مارس/ آذار دون تسبب في أضرار أو إصابات للطاقم. و كانت السفينة مرتبطة سابقًا بشركة إدارة الأصول "أوكتري كابيتل مانجمنت" القائمة في الولايات المتحدة، كما يظهر في قاعدة بيانات الشحن. و في 5 أكتوبر/ تشرين الأول، عبرت بينوكيو، مثل بومبا قبلها، مضيق باب المندب بأمان قادمة من جدة في طريقها إلى ميناء كلانج.

و قام الحوثيون باستهداف عدة سفن بناءً على معلومات غير دقيقة أو قديمة. و يُظهر تتبع "ماريتايم سبوت لايت" أن بعض السفن التي تعرضت للهجوم بناءً على بيانات ملكية غير صحيحة قد عادت للتجارة في المنطقة، و تشمل هذه السفن التي تحمل نفطًا روسيًا أو ترتبط بشركات صينية. و في سبتمبر/ أيلول، كتبت (بريدجيت دياكون)، محللة المخاطر البحرية في "لويدز ليست انتيلجنس"، أن "زيادة اليقين في سلامة السفن بالإضافة إلى الحافز التجاري لمسار أقصر وأرخص حفز بعض المشغلين على الاستفادة من أزمة البحر الأحمر."

و من بين المشغلين الرئيسيين الذين يبدون واثقين من عدم استهداف الحوثيين لهم هم أولئك الذين يديرون سفنًا مرتبطة بالصين. و تم تأكيد هذه البيانات من قبل "لويدز ليست انتيلجنس"، ويشير التتبع السابق من "ماريتايم سبوت لايت" إلى الأمر نفسه. و على الرغم من أن الحوثيين استهدفوا في مارس/ آذار ناقلة نفط خام مرتبطة بالصين، فريدا، إلا أن الإجراء كان مبنيًا على معلوماتٍ غير دقيقة.

و شاركت شركة سي ليد في استئجار سفن للتجارة في البحر الأحمر على الرغم من تعرض ما لا يقل عن سفينتين من سفنها لهجمات. وبناءً على ما ظهر من قيام سفينتي "بومبا" و"بينوكيو" بالابحار بسلام في البحر الأحمر الجنوبي مع تشغيل نظام التحديد التلقائي للهوية (AIS)، يبدو أن الحوثيين لم يعودوا يعتقدون بوجود ارتباط لهذه السفن بالولايات المتحدة.

و لم تكتف شركة سي ليد بمواصلة خدمات الشحن الحالية، بل قامت بإطلاق خدمات جديدة أيضًا. و في نهاية عام 2023، ومع بدء الحوثيين في استهداف السفن التجارية، أعلنت الشركة عن خدمة شحن تربط موانئ البحر الأحمر في السعودية واليمن وجيبوتي. وفي الشهر الماضي، قامت الشركة، التي تعتبر نشطة في منطقة الشرق الأوسط وتمتلك مكتبًا في دبي، بإطلاق خدمة جديدة تربط بين الصين والهند وجيبوتي. ومن بين السفن الأخرى التي عملت بها شركة سي ليد في البحر الأحمر هي سفينة حاويات تحمل علم ليبيريا بإسم "هاكونا ماتاتا" والتي تمتلكها شركة مقرها في الصين، وفقًا لقاعدة بيانات الشحن وTradeWinds.

و كشفت بيانات من لويدز ليست إنتيلجنس أن حركة المرور عبر مضيق باب المندب خلال الأسبوع الماضي انخفضت بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بالعام الماضي. مع تصاعد هجمات الحوثيين في الصيف، خاصة ضد ناقلات النفط الخام المرتبطة بشركات يونانية، اضطرت عدة شركات أخرى إلى تجنب المنطقة.

في الوقت نفسه، تواصل شركات الناقلات الكبيرة اتخاذ المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح. و أعلنت ميرسك وهاباغ لويد مؤخرًا عن تعاون تشغيلي جديد طويل الأمد، بمشروع تعاون جيميني، والمتوقع أن يبدأ في فبراير/ شباط 2025. و مع ذلك ستتجنب شبكة الشحن، البحر الأحمر، وسيواصل الأسطول الإبحار حول جنوب أفريقيا.

و من المتوقع أن تظل أنماط التجارة التي ظهرت منذ بداية عام 2024 نتيجة لهجمات الحوثيين حتى عام 2025 وربما أبعد من ذلك. كما ستعتمد الاتجاهات الدقيقة على مسارات الحروب في غزة ولبنان، حيث ربط الحوثيون حملتهم البحرية بكليهما. بينما انخفضت الهجمات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بالأشهر السابقة، لكن تبقى المنطقة منطقة عالية الخطورة للشحن. و خاصة انه لدى الحوثيين القدرة على توسيع أنشطتهم، بشكل خاص هجمات الطائرات المُسيّرة، إلى بحر العرب والمحيط الهندي.


التعليقات