تقرير: هجمات البحر الأحمر والرسوم الجمركية الأمريكية على الصين تضغط على الموانئ الآسيوية
يمن فيوتشر - آسيا فانينشل- ترجمة: ناهد عبدالعليم: الخميس, 27 يونيو, 2024 - 11:42 مساءً
تقرير: هجمات البحر الأحمر والرسوم الجمركية الأمريكية على الصين تضغط على الموانئ الآسيوية

تواجه ضغوط التضخم العالمية خطر الارتفاع مرة أخرى نتيجة الهجمات المستمرة للحوثيين في البحر الأحمر، فيما تسبب التجار الراغبون في تجاوز الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على واردات الصين في ازدحام الموانئ الآسيوية.
ووصلت حدة الازدحام في الموانئ الآسيوية إلى مستويات لم تشهدها منذ جائحة كوفيد-19.
وفقًا لشركة بيانات بحرية تُدعى لينرليتيكا، فإن هناك سفنًا بسعة إجمالية تزيد عن 2.4 مليون وحدة حاوية معادلة لحاويات العشرين قدمًا (TEUs) كانت تنتظر في المراسي بحلول منتصف يونيو/حزيران، وتصل نسبة 60٪ من السفن المنتظرة في المراسي إلى آسيا.
ومن بين الموانئ الآسيوية التي تعاني أكثر، كانت سنغافورة، ثاني أكبر ميناء للحاويات في العالم.
ووفقًا للسلطة البحرية وموانئ سنغافورة (MPA)، فإن متوسط وقت انتظار رسو سفينة حاويات يتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام. 
وأشارت شركات تتبع حركة الحاويات مثل لينيرليتيكا وبورتكاست إلى أن التأخيرات قد تستمر لمدة تصل إلى أسبوع، وعادةً ما يستغرق رسو السفن وقتًا أقل من يوم واحد.
ويبقى السبب الرئيسي لتفاقم الازدحام هو استمرار العدوان الحوثي في بحر الأحمر الذي يجبر السفن على اتخاذ طرق أطول حول أفريقيا، أدت إلى تعطيل جداول السفن مع تأخير في جداول الإبحار وتقليل عدد مرافئ الوصول، ما يضطر السفن لتفريغ كمياتٍ أكبر دفعة واحدة في مراكز نقل الحاويات الكبيرة مثل سنغافورة وتخطي الرحلات البحرية التالية للتعويض عن الجداول الزمنية.
وتعتبر مراكز نقل الحاويات هي الموانئ التي يتم فيها تفريغ البضائع وإعادة تحميلها على سفن مختلفة للجزء النهائي من رحلتها.
وقال (جايندو كريشنا)، نائب رئيس استشارات درويري ماريتايم أدفايزرز المقرَّة في سنغافورة، إن "الحاويات تراكمت في سنغافورة وغيرها من المراكز الرئيسية".
ووفقًا للشركة، ارتفع متوسط حجم تفريغ الحاويات في سنغافورة بنسبة 22% بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار.
وتتوقع درويري أن يظل الازدحام في الموانئ الرئيسية لنقل الحاويات مرتفعًا، لكنها تتوقع بعض التخفيف مع إضافة الناقلات للقدرة واستعادة الجداول الزمنية.


• الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين قيد العمل:
مع تخطي بعض السفن سنغافورة لتجنب الازدحام، بدأت الموانئ المجاورة تتراكم أيضًا.
وتحولت الضغوط إلى ميناء كلانج بورت وتانجونغ بيليباس في ماليزيا، وزادت أيضًا أوقات الانتظار في الموانئ الصينية، حيث شهدت شنغهاي وتشينغداو أطول فترات تأخير.
وأعلنت ميرسك، ثاني أكبر ناقلة حاويات في العالم، هذا الشهر، أنها ستتخطى رحلتين في الاتجاه الغربي من الصين وكوريا الجنوبية في بداية يوليو/تموز؛ جراء الازدحام الشديد في الموانئ الآسيوية والبحر الأبيض المتوسط.
ويعتقد بعض اللاعبين في الصناعة أن جزءًا من السبب وراء تكدس الموانئ في الصين يعود إلى تسارع المستوردين الأمريكيين في شراء السلع الصينية مثل الصلب والمنتجات الطبية، التي ستخضع لزيادة حادة في الرسوم الجمركية اعتبارًا من الأول من أغسطس/آب.

ووفقًا لـ(جاريد بيرنستين)، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، فإن الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة من قبل الولايات المتحدة ستؤثر فقط على حوالي 4٪ من واردات الصين إلى الولايات المتحدة.
ويتوقع (جين سيروكا)، المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، أكبر مدخل بحري للصين في الولايات المتحدة، تأثيرًا محدودًا أيضًا.
وقال: "قد نشهد وصول بعض من هذه البضائع، لكنها لن تمثل فيضانًا".

 

• مواجهة موسم الذروة في وقت مبكر:
أفادت شركات الشحن وشركات البحوث أن الازدحام تفاقم أيضًا بسبب موسم الذروة للشحن السنوي الذي حدث في وقتٍ مبكر من المتوقع.
ويبدو أن هذا يعود إلى أنشطة إعادة التخزين، خاصة في الولايات المتحدة، وإلى إرسال العملاء للبضائع مبكرًا تحسبًا لزيادة الطلب المتوقع، وفقًا لـ (نيكي فرانك)، الرئيس التنفيذي لشركة دي إتش إل غلوبال فورواردينج آسيا والمحيط الهادئ.
وأفاد مزود البيانات ديسكارتس بأن حجم استيراد الحاويات في أكبر 10 موانئ بحرية في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 12٪ في مايو/أيار، بفضل ثاني أعلى حجم استيراد شهري منذ يناير/كانون الثاني 2023.
وقال (جوناثان جولد)، نائب رئيس الاتحاد الوطني للتجزئة: "يواصل المستهلكون الأمريكيون إنفاق مزيد المال مقارنة بالعام الماضي، ويقوم التجار بتعزيز المخزون لتلبية الطلب".
وتشير المخاوف من الرسوم الجمركية الجديدة على الصين وإمكانية التوقف في موانئ الولايات المتحدة هذا العام أيضًا إلى أن موسم الذروة قد يتقدم، في حين ذكرت دي إتش أن إضرابات الموانئ الألمانية تسببت في تفاقم الازدحام.
ويشير (يهودا ليفين) من منصة الشحن فريتوس إلى أن واردات المحيط الهادئ إلى أوروبا من آسيا تظهر أيضًا علامات على موسم إعادة التخزين يمتد إلى موسم الذروة.

 

• الاستعداد لمزيد من التضخم:
جميع هذه الاضطرابات تعني أن المشترين العالميين يواجهون خطر موجة جديدة من زيادة الأسعار مثل الارتفاع في التضخم بعد جائحة الوباء التي تحاول المصارف المركزية التحكم فيها.
وارتفعت أسعار الشحن البحري للحاويات من آسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا بمقدار ثلاثة أضعاف منذ بداية العام الجاري.
وكانت الأسعار مستقرة حتى أبريل/نيسان، ولكن في مايو/أيار "شهدنا زيادة كبيرة في صادرات الشحن البحري للتجارة الإلكترونية الصينية والمركبات الكهربائية والبضائع ذات الصلة بالطاقة المتجددة"، وفقًا لشركة الشحن المتخصصة في آسيا "ديميركو".
وقالت منصة الشحن "زينيتا" إن الأسعار من آسيا وسنغافورة إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة هي الأعلى منذ سبتمبر/أيلول 2022، بينما الأسعار إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة هي الأعلى منذ أغسطس/آب 2022.
وقال رئيس المحللين في "زينيتا" (بيتر ساند): "هذه ضربات مالية ضخمة يتعين على شركات الشحن استيعابها".


التعليقات