قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه على الرغم من أشهر من الغارات التي تشنها قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، على مواقع الحوثيين في اليمن، فإنهم لا يزالون قادرين على تهديد أحد أهم ممرات الشحن البحري في العالم، “اعتمادا على ترسانة من الأسلحة، التي تتطور بشكل متزايد، وتمكنهم من مهاجمة السفن في البحر الأحمر وحوله”.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، السبت، إلى أنه خلال شهر يونيو/حزيران الجاري وحده تمكن المقاتلون الحوثيون، الذين يعملون برا وبحرا، “من إغراق سفينة، وإشعال النيران بأخرى، وإطلاق أسراب من الطائرات المسيرة تجاه السفن الحربية الأمريكية، وإرسال قوارب يتم التحكم فيها عن بعد محملة بالمتفجرات”.
وأوضح تقرير واشنطن بوست أن قدرة الحوثيين على تصعيد هجماتهم بهذا الشكل ترجع، بشكل جزئي، إلى “تدفق مستمر للأسلحة والخبرة الإيرانية بهدف التصدي للغارات الأمريكية ومواصلة الهجمات”.
•قدرة الحوثيين على تعويض ما يتم تدميره
ونقلت الصحيفة عن جيرالد فيرستين، الباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن والسفير الأمريكي السابق في اليمن، قوله إن “قدرة الحوثيين على تعويض ما ندمره غير محدودة، بينما قدرتنا على منع وصول المواد لليمن ضئيلة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تمكنت لسنوات من تجاوز العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على اليمن، وإرسال أسلحة ومعدات من الموانيء الإيرانية إلى بحر العرب.
كما تمكن الحوثيون من تطوير الأسلحة القديمة التي كانت بحوزتهم وتطوير أسلحة جديدة، بحيث أصبحت أول مجموعة قادرة على استخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن لضرب أهداف بحرية، حسب ما قال قادة عسكريون أمريكيون للصحيفة.
وأكد فيرستين أن “قدرات الحوثيين بلاشك قد ارتفعت”، منذ أن بدأوا عملياتهم في البحر الأحمر، وأنهم “أثبتوا قدرتهم على مواصلة هجماتهم طالما كان لديهم الحافز على ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أدت إلى تخفيض عدد السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب ومنه إلى قناة السويس إلى نحو النصف، بنهاية شهر مارس/آذار الماضي، حسب بيانات البنك الدولي، رغم الجهود الأمريكية لوقف هذه الهجمات.
وحسب بيانات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شن الحوثيون 190 هجوما على سفن أمريكية وتجارية أمام سواحل اليمن، بما في ذلك 100 هجوم منذ بداية الغارات الأمريكية على الحوثيين في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.