تقرير: "فجأة اختفى كل شيء".. ماذا حدث للمساعدات المتجهة إلى غزة؟
يمن فيوتشر - الحرة الثلاثاء, 28 مايو, 2024 - 12:12 مساءً
تقرير:

تقلص حجم المساعدات التي دخلت قطاع غزة في شهر مايو بشكل كبير لدرجة أن مسؤولي الإغاثة الإنسانية يقولون إن عملياتهم معرضة لخطر التوقف، وإن خطر المجاعة أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وفي شمال غزة، ساعدت نقاط الدخول الجديدة من وصول كميات صغيرة من المساعدات الحيوية إلى الأفراد الذين كانوا الأكثر عرضة لخطر المجاعة منذ أشهر.

لكن هذه المساعدات غير كافية لدعم سكان غزة، وأغلبها لا يستطيع الوصول إلى المناطق الوسطى والجنوبية.

وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة، حيث نزح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قبل سبعة أشهر.

وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوض عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.

وفي الشهر الماضي، تعهدت إسرائيل بزيادة المساعدات إلى القطاع بعد أن أثار مقتل سبعة من عمال "المطبخ المركزي العالمي" في هجوم شنته القوات الإسرائيلية غضبا دوليا. 

وتحت ضغط من الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدأ المسؤولون الإسرائيليون في السماح بعبور مساعدات إضافية عبر ميناء أشدود وفتحوا معبر إيريز في الشمال، والذي أغلقته إسرائيل بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر. 

وبالتنسيق مع إسرائيل، قام الجيش الأميركي ببناء رصيف مؤقت لجلب المساعدات عن طريق البحر، وهو طريق مكمل للطرق البرية الرئيسية في الجنوب.

لكن إسرائيل أغلقت ذلك المعبر، وكذلك معبر رفح، الذي كانت تصل إليه أغلبية المساعدات. 

وقبل يوم واحد من اقتحام رفح، كانت قد عبرت 300 شاحنة مساعدات في يوم واحد من معبر رفح.

وقال جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب المساعدات التابع للأمم المتحدة في رفح: "لقد كان رقما قياسيا بالنسبة لنا منذ اندلاع الحرب... كنا نقول: ربما نصل إلى الهدف المرجو. ثم فجأة اختفى كل شيء".

وتوقف تقريبا دخول شاحنات المساعدات عبر المعابر الجنوبية لغزة، منذ أن بدأت إسرائيل في السابع من مايو، عمليات عسكرية برية في مدينة رفح، سيطرت خلالها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت إكمال إرساء الميناء العائم المؤقت قبالة شواطئ قطاع غزة، في خطوة طال انتظارها من أجل زيادة إيصال المساعدات إلى القطاع المهدد بالمجاعة.

وقالت "نيويورك تايمز" في تقييم للأوضاع خلال شهر مايو، إن معبر رفح لا يزال مغلقا بعد أن سيطرت عليه إسرائيل.

أما معبر كرم أبو سالم، فأعادت إسرائيل فتحه في 8 مايو، لكن لم تدخل إلى هناك سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات والوقود، ولم تدخل إليه أي إمدادات طبية تقريبا منذ ذلك الحين. 

ويدخل في المتوسط يوميا ثماني شاحنات مساعدات فقط.

ويوم الأحد، بدأت شاحنات مساعدات آتية من مصر، الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعهد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، "السماح بإدخال المساعدة الإنسانية التي تؤمنها الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم" الحدودي مع إسرائيل في جنوب قطاع غزة، حتى يتم إعادة فتح معبر رفح.

وفي يوم الأحد، وصلت 126 شاحنة تحمل مواد غذائية ومساعدات أخرى من مصر إلى هذا المعبر، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وقال سام روز، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن شاحنات التوزيع التابعة للأمم المتحدة، التي وصلت إلى كرم أبوسالم لنقل المساعدات المصرية، اضطرت إلى الخروج بسبب مشكلة أمنية. 

وقال مسؤولون، من بينهم روز، إن المساعدات لم تعبر المعبر حتى يوم الأحد. 

وقال بتروبولوس وسكوت أندرسون، أحد كبار المسؤولين في الأونروا، إن منطقة المعبر لاتزال منطقة عسكرية نشطة وإن التحديات المتعلقة بالسلامة واللوجستيات يمكن أن تعيق المساعدات التي تصل إلى المعبر وتمنع جمعها وتوزيعها على الفور.

وكانت غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت في رفح، مساء الأحد، أدت إلى مقتل 45 شخصا على الأقل. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت مجمعا لحماس.

أما بالنسبة لمعبري إيريز وإيريز الغربي، فقد وصلت منذ أوائل مايو أكبر كمية من المساعدات عبرهما مقارنة بالمعابر الأخرى لكنهما لا يلبيان سوى جزء صغير من الاحتياجات الإجمالية.

أما رصيف المساعدات الذي أقامته الولايات المتحدة فقد تم نقل حوالى 60 شاحنة من المواد الغذائية إلى المستودعات، وهو أقل من الهدف الذي حدده الجيش الأميركي.

وعلقت جماعات الإغاثة التوزيع مؤقتا، الأسبوع الماضي، بعد مشاكل أمنية.

والشاحنات الفارغة التي تتحرك من داخل غزة في طريقها لتحميل المساعدات من معبر كرم أبو سالم تقف في كثير من الأحيان لساعات طويلة خلف الشاحنات التجارية التي تحمل بضائع لبيعها في غزة، والتي يقول المسؤولون إن عددها يزيد عن 100 أو 200 شاحنة يوميا.

وفي حين تقول المنظمات الإنسانية إنها ترحب بوصول الإمدادات التجارية، فإن معظم الناس داخل غزة لا يستطيعون تحمل تكاليفها، وقد لا تشمل الشاحنات التجارية الضروريات الأساسية.

ومن الصعب أيضا توصيل المساعدات إلى سكان غزة لأن عمليات إسرائيل الموسعة في الجنوب والشمال أجبرت ما يقرب من مليون شخص على الفرار إلى مناطق لا يتوافر فيها الكير من المأوى أو الغذاء أو الماء.


التعليقات