مرت مئتا يوم منذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة، إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر، حيث تسعى الدولة العبرية للقضاء على الحركة التي تسببت في مقتل نحو 1200 شخص واقتادت إلى القطاع 250 آخرين كرهائن.
وبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة جوا ثم أتبعه باجتياح بري من الشمال ثم توغل أعمق حتى نواحي الجنوب.
ومع بداية حملتها، أعلنت إسرائيل أنها تهدف لضرب معاقل حماس في الشمال حتى تقضي على وجودها هناك.
وقبل أربعة أشهر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيسحب قواته من الشمال، قائلاً إنه طرد حماس من تلك المناطق.
والشهر الجاري، سحبت إسرائيل أيضا وحدات عديدة من قواتها من جنوب غزة.
ورغم أن هدفها المعلن كان اقتلاع حماس التي تحكم قطاع غزة منذ 2007، لم تنجح إسرائيل في طرد الحركة من الشمال أصلا، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" حمل عنوان "إسرائيل تريد إخراج حماس من غزة، لكن حتى إبعاد الحركة عن شمال القطاع لم يعمل" حتى الآن.
وبعد أن أسفرت حملتها العسكرية على غزة عن 34183 قتيلا وفق وزارة الصحة في القطاع، ودمار هائل في المنازل والبنى التحتية، تقول إسرائيل إن آلافا من مقاتلي حماس، ما زالوا موجودين في الشمال، وفق ما ذكرت الصحيفة.
تصعيد
كثفت إسرائيل ضرباتها في أنحاء غزة الثلاثاء، في بعض من أعنف عمليات القصف منذ أسابيع بينما أمر الجيش بعمليات إخلاء جديدة في شمال القطاع محذرا المدنيين من أنهم موجودون في منطقة قتال خطيرة.
وتقول الصحيفة الأميركية إن تجدد العنف في المناطق التي كانت القوات الإسرائيلية قد "طهّرتها" إلى حد كبير من حماس في السابق، "هو بمثابة مثال واضح على صعوبة تعزيز المكاسب" في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية لهجوم في مدينة رفح الجنوبية، "آخر معقل للحركة"، وفق ما تقوله السلطات الإسرائيلية.
وقال أمير أفيفي، نائب قائد الجيش الإسرائيلي السابق الذي أشرف على العمليات في غزة، إن "تحقيق الاستقرار" في شمال غزة سيستغرق وقتا.
وأضاف في حديث للصحيفة إن "التحدي الكبير ليس، عندما تتوسع على نطاق كامل وتسيطر على منطقة ما، بل الحفاظ على تلك السيطرة وتعميقها" ثم تابع "هذه حرب من نوع مختلف".
ووقعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالي غزة بالقرب من السياج مع إسرائيل.
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته شنت عمليات في بيت لاهيا ردا على إطلاق خمسة صواريخ باتجاه إسرائيل صباح الثلاثاء.
واستهدفت أربعة من هذه الصواريخ مدينة سديروت الإسرائيلية.
وول ستريت جورنال قالت إن "هذه الصواريخ، التي تم اعتراضها جميعها، بمثابة تذكير بالقدرة الدائمة لمسلحي حماس على استهداف الأراضي الإسرائيلية".
وقبل العمليات، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، في رسالة على منصة أكس، تعليمات للناس في منطقة بيت لاهيا بالإخلاء الفوري حفاظًا على سلامتهم، قائلًا "أنتم في منطقة قتال خطيرة".
وقال الجيش إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربات ضد مواقع إطلاق الصواريخ وأهداف أخرى في شمال غزة، بما في ذلك ممرات الأنفاق.
فشل؟
كان شمال غزة موقعًا لأول العمليات الكبرى التي شنتها إسرائيل ضد حماس في أعقاب هجوم أكتوبر.
وشن الجيش الإسرائيلي حملة قصف جوي واسع النطاق قبل أن يبدأ غزوه البري للجيب في المنطقة بعد بضعة أسابيع.
وتعتبر إسرائيل شمال غزة قلب الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية للحركة.
وفر معظم الفلسطينيين في ذلك الوقت جنوبًا بحثًا عن الأمان بناء على أوامر من الجيش الإسرائيلي.
ولكن حتى مع تحول تركيز القتال تدريجيا جنوبا في ملاحقة إسرائيل لمسلحي حماس، ظل شمال غزة نقطة اشتعال عنيدة في الحرب.
وقامت القوات الإسرائيلية إلى حد كبير بتفكيك كتائب حماس القتالية العاملة في شمال غزة، ولكن مقاتلي حماس أعادوا تنظيم صفوفهم في وحدات أصغر إذ انتقلت الحركة إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية، تؤكد وول ستريت جورنال.
الصحيفة نقلت عن مسؤول دفاعي إسرائيلي قوله "لا يزال هناك عدة آلاف من المسلحين في شمال غزة، ولا يزال يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص".
وتأتي الاشتباكات في الشمال في الوقت الذي قلصت فيه القوات الإسرائيلية بشكل مؤقت عدد قواتها وكثافة عملياتها في قطاع غزة.
وفي بداية الحرب قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن"إحماس منظمة بنت نفسها على مدار عقد من الزمن لمحاربة إسرائيل، وقد أقاموا بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض وليس من السهل تدميرها" وتابع "سيتطلب الأمر فترة من الوقت، سيستمر أكثر من عدة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم"