يتعامل فريق منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة، والذي يتخذ مقرًا له على تلة بورتسداون المطلة على بورتسموث، مع تقارير عن هجماتٍ وحوادث يوميًا، بدلاً من الاستلام الشهري، نتيجة لموجة الهجمات على السفن في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوڤمبر/ تشرين الثاني.
و للمرة الأولى، فتحت منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة أبواب مقرها لتسليط الضوء على جهود فريقها الصغير، المكون من 18 فردًا فقط، لمساعدة البحارة المرعوبين أو المضطربين، وتوجيه السفن الأخرى للمساعدة (أو تجنب المنطقة)، والتعاون مع شركات الشحن الدولية للحفاظ على انسياب التجارة.
و تعمل غرفة العمليات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع وعلى مدار السنة كمركز الاتصال "999" للشحن بجميع الجنسيات في الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي.
كما يقوم مشغلو منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) - ولا يتجاوز عددهم خمسة أفراد - بمراقبة آلاف السفن التي تتحرك في منطقة تزيد عن عشرة أضعاف حجم بحر الشمال، بالإضافة إلى منطقةٍ مماثلة من المحيط الأطلسي تركزت في خليج غينيا الذي تعرض لأعمال القرصنة والجريمة المنظمة، على الرغم من أنها ليست بنفس الدرجة.
و قد شهدوا زيادة بنسبة 475% في الحوادث التي أبلغ عنها البحارة في الشرق الأوسط منذ بدء الهجمات في الخريف، مع وصول أكثر من 2500 بريد إلكتروني إلى المقر الرئيسي يوميًا.
و على الرغم من الجهود المبذولة بالتنسيق بين سفن الحرب الدولية لحماية المرور التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن، وإسقاط الطائرات المُسيّرة والصواريخ بشكلٍ متكرر، بما في ذلك من قِبل سفن HMS Diamond وRichmond، إلا أن أكثر من دستة من السفن التجارية تعرضت لهجماتٍ من قبل الحوثيين في الأشهر الأخيرة، وتم غرق سفينة الحمولة الجافة روبيمار.
و تقول الملازم القائد (جوانا بلاك): "في بعض الأحيان نتلقى مكالماتٍ من بحارة مضطربين جدًا أثناء وقوع الهجوم، ومايحدث بالنسبة لهم، بمثابة لحظة قد تغير حياتهم"، وتابعت: "يمكنك سماع إطلاق النار، ربما دوياً أو انفجار - إنها في الوقت الحقيقي ويمكنك أن ترى من ملامح فريق العمل ما يحدث. نحن نشجع البحارة ونبذل قصارى جهدنا من أجلهم. و نفخر كثيرًا بأننا قادرون على مساعدة الناس في ساعة الحاجة. نحن الهيئة الوحيدة التي تقوم بما نقوم به".
صرح البحار السابق (دارين لونغهيرست)، الذي يعمل الآن كمشرف، أن معدل العمل في غرفة العمليات "ارتفع بمعدل 200 ميل في الساعة" منذ بدء الهجمات في منتصف نوڤمبر/ تشرين الثاني.
وأوضح قائلاً: "إنه إثارة كبيرة عندما يتصلون، ولكن الهدف هو تهدئة الكابتن أو أي عضو من طاقم السفينة الذي يتصل، و طمأنتهم قدر الإمكان ومحاولة مساعدتهم بأفضل طريقة ممكنة على الرغم من أنك بعيد نسبياً عنهم".
كما يقوم الفريق بالاتصال بكل سفينة مسجلة لدى منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) - والعديد من السفن الصغيرة للصيد التي تعمل في نفس المياه الغير مسجلة - في نطاق يتراوح بين 20 إلى 50 ميلاً من موقع الحادث، إما لطلب مساعدتهم أو لتحذيرهم من الخطر.
و قد تراجعت حركة التجارة التي تمر عبر البحر الأحمر بنسبة تقرب من ثلث واحد نتيجة الهجمات، وخاصة حاملات الغاز المسال التي تتجنب الممر بسبب حمولاتها القابلة للاشتعال.
و زيادة حركة المرور التي تسلك الطريق الأطول إلى أوروبا والأمريكتين عبر سواحل شرق أفريقيا تعني زيادة في التكاليف وانتظار أطول للبضائع.
و هذا يعني أيضًا أن السفن تبحر على طول ساحل الصومال لمسافة تصل إلى 1000 ميل - وهو مغرٍ للقراصنة والعصابات الإجرامية.
وأضافت الملازم القائد جوانا بلاك: "التركيز الحالي للصناعة والقوات العسكرية في المنطقة هو على احتمالية انتعاش القرصنة القائمة في الصومال على مسافة ممتدة تصل إلى 600 ميلاً بحريًا من الشاطئ، على الرغم من أن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على السفن، يُتوقع أن تتكيف التجارة الدولية من خلال إعادة توجيه المسارات لتجنب مناطق الخطر".
و سواء كانوا تحت هجوم القراصنة أو الطائرات المُسيّرة للحوثيين، أو يعانون من حريق أو إصابة خطيرة، و يتم تشجيع البحارة على الاتصال بمنظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) في حالات الطوارئ - بغض النظر عن جنسيتهم - وسيقوم الفريق بتنسيق الاستجابة.
و قد تأسست منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) عقب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتملك أيضًا مركزًا إقليميًا في دبي، حيث يقوم أفرادها بزيارة السفن في الخليج وإطلاع طواقمها على الوضع ومناقشة الرؤية الشاملة مع قادة الصناعة.
و صرحوا قائلين: "أصبحنا منظمة عالمية للطوارئ 999/911 في مجال الشحن التجاري في المنطقة. و لا توجد منظمة أخرى تقوم بما نقوم به، حيث يتضمن عملنا إعلام الناس والاستجابة لهم وتطمينهم؛ و أصبحنا مرجعًا موثوقًا به ومحترمًا من قبل البحارة كنقطة الاتصال المركزية لحالات الطوارئ المتعلقة بالنزاعات والقرصنة في المنطقة".