قضيتي حقوقية خالصة افتعلها نظام قمعي
الصحفي اليمني عدنان الراجحي يروي ل"يمن فيوتشر" محنته في اسطنبول:
يمن فيوتشر - الخميس, 03 يونيو, 2021 - 12:57 صباحاً
الصحفي اليمني عدنان الراجحي يروي ل

•خضعت للاستجواب ست مرات ونقلت الى ثلاثة سجون مختلفة
•النقابة لم تتسرع في بيانها بل تأخرت
•لهذه الاسباب اعتقلت ولهذه الاسباب تأخرت في رواية القصة
.....
يمن فيوتشر: بدى اعتداء سلطة المخابرات التركية على الصحفي اليمني عدنان الراجحي، كما لو أنه احدث دمارا كاملا في الكيان النقابي، او فتح جبهة اقليمية جديدة في حرب اليمن. 
لكن الأمر ليس كذلك، و ماكان له ان يأخذ هذا المنحى وفق مستشار اعلامي، الا لأن الزخم الأكبر ذهب للتركيز على قضايا ثانوية، ليقود المعركة والتضامن المفترضين الى وجهة خاطئة.
ومع ذلك يمكن ان يكون الخلاف الطارىء بين النقابة وقناة بلقيس بداية الطريق لتعزيز التضامن المهني، وتسليط الضوء حول معاناة مئات الصحفيين اليمنيين في الشتات.. قد يكون هذا نهج محفوف بالمخاطر غير أنه خيار لا مفر منه.
لذلك كان الانتهاك المروع الذي تعرض له الصحفي عدنان الراجحي في اسطنبول، موضوع هذا الحوار الموسع على"يمن فيوتشر".
كان عدنان وهو خريج قسم الاذاعة والتلفزيون عام 2009، احد الصحفيين القلائل في قناة بلقيس الذين شهدوا لحظة اقتحام الحوثيين للقناة في صنعاء، قبل التحاقه بمكتب اسطنبول في وقت لاحق عام 2015، ليعمل فيها محررا ومعدا للبرامج ومن ثم منتجا للأخبار، لكنه استقر مؤخرا في القاهرة للعلاج، وكملاذ اجباري جديد، مفلتا هذه المرة من قبضة الامن التركي المصنف على رأس ألد اعداء الصحفيين في العالم.

•دعنا نطمئن بداية حول مستجدات  حالتك الصحية؟
-بالنسبة لوضعي الصحي ما زلت اتلقى العلاج الطبيعي بعد ان اجريت عملية تثبيت بمسامير وصفائح للفقرة القطنية الخامسة، والفقرة العجزية الاولى، التي تضررت بفعل الاعتداء داخل السجن، الى جانب رضوض في الصدر.
 كنت على وشك فقد حركة الاطراف السفلى، لكن العملية الجراحية اوقفت ذلك الخطر، و مع ذلك لم اعد قادرا على الحركة بشكل طبيعي وكامل، فما زالت الاعصاب في القدم تؤلمني كثيرا خاصة اثناء النوم او عند المشي لمسافة طويلة.
كانت عملية المشي في البداية وبعد العملية مباشرة بطيئة للغاية لكني الان اشعر بتحسن مع استمراري في العلاج الطبيعي، الا انه في المقابل اعاني من اضرار نفسية مستمرة، بما في ذلك الكوابيس اثناء النوم وعدم القدرة على التركيز.
اصبحت شديد التوجس من كل شيء،
كما اعاني من حساسية مفرطة في التواصل، والميل الى العزلة والانزواء، خوفا من اي مشاكل قد تفاقم من حالتي النفسية.
•ما نوع الاعتداء الذي تعرضت له لكي تصاب بهذه الاضرار الجسدية؟
-السبب للاصابة هو اني كنت اعاني من مشاكل سابقة في الظهر وخضعت للعلاج في احد مستشفيات تركيا وتحسنت حالتي نوعا ما لكن تفاقمت حالتي بعد الاعتداء عليّ من قبل الامن التركي، حيث تعرضت لضربة شديدة بنفس المكان المتأثر وحصلت لي كسور في مفاصل الفقرة القطنية الخامسة والفقرة العجزية الاولى.
الاعتداء كان دفع قوي من قبل افراد الامن على حائط احدى الغرف جاءت على اسفل الظهر وضربة في مؤخرة الرأس، واخرى في الصدر حتى وقعت ارضا، ولدي تقارير عن وضعي الصحي قبل الاعتداء وبعده.
•كم يكلفك العلاج؟
-لا استطيع تحديد التكاليف حاليا لاني مازلت اتلقى مزيد العلاج، ولم اصل الى كلفة اجمالية اخيرة، لكنها في كل الاحوال مكلفة.
•كيف يتم تأمين هذه التكاليف؟
-هناك زملاء وجهات حاولت تساعدني بالقدر المستطاع لتغطية تكاليف العلاج والامور تسير رغم الصعوبات.
•كيف ومتى وصلت تركيا للمرة الاولى؟
-وصلت تركيا ضمن طاقم عمل مكتب قناة بلقيس بصنعاء، وغادرنا العاصمة بعد ان اقتحم الحوثيون مكتب القناة في العام 2015، ما اجبر الطاقم إلى مغادرة صنعاء الى اسطنبول.
•و كيف استقدمت عائلتك؟
-استقدمت عائلتي بالطريقة المعروفة والمعتادة والقانونية عبر دعوة لم شمل وتمت الاجراءات عبر السفارة التركية لدى اليمن المتواجدة في السعودية.
•البعض يعتقد ان اثارة قضيتك هذه قد تؤثر سلبا على اليمنيين في تركيا؟
-قضيتي حقوقية خالصة ليس لها أي دوافع سياسية، وانا لم افتعلها بل طالتني مخالب نظام قمعي وحشي، وليس لدي ادنى نية للاضرار بأبناء بلدي مهما اختلفت معهم، انا شخص مدني وصحفي وادرك مثل هكذا مخاطر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من وجهة نظري، هو كيف ولماذا سيتم التأثير على المهاجرين من خلال اثارة قضيتي، طالما وهم في حماية دولة معنية بحماية كافة الرعايا والمقيمين على اراضيها من اي مخاطر؟.
وفوق ذلك الجميع يعلم ان غالبية من يعيشون في تركيا هم من تيار سياسي واحد يتفقون بل ويدعمون النظام السياسي هناك، ولذلك لا يمكن أن يكون هناك أي تأثير سلبي عليهم، وانا في الحقيقة لن اقبل الاضرار بأي مواطن يمني سواء في تركيا او غيرها.
•هل لنا ان نقف عند اليوم الاول لاستدعائك من قبل الامن التركي؟
-الاستدعاء الاول كان مطلع يونيو 2018، تلقيت اتصالات من دائرة الهجرة والجوازات بمدينة اسطنبول وطلبوا مني الحضور بذريعة مراجعة بياناتي الشخصية، مع العلم ان اقامتي حينها كانت سارية المفعول، ولم يكن الامر يستدع مراجعة اي بيانات، لكن طلب الحضور كان اجباريا.
حضرت في اليوم التالي، وكان بمثابة لقاء تعارف والحديث عني وعملي ومدى علاقتي بالصحفيين اليمنيين المتواجدين في تركيا وخارجها، وكان التركيز على الذين لهم مواقف مناهضة لتنظيم الاخوان المسلمين، وقطر وتركيا.
في نهاية اللقاء طلبوا مني مساعدتهم والتعاون معهم وتزويدهم بمعلومات عن صحفيين ومسؤولين حكوميين وناشطين، وهذا كان بمثابة عرض عمل ومنحوني فرصة للتفكير للموافقة في اللقاء القادم، وكان موقفي حينها الرفض لكنهم قالوا لي فكر بالموضوع، وطلبوا مني بلهجة التهديد عدم ابلاغ جهة العمل بذلك، مع العلم ان القناة تعلم اني تلقيت اتصالا من الهجرة والجوازات وقد ابلغتهم بالامر حينها، لكني لم استطع اخبارهم بطبيعة اللقاء بناء على طلب المسؤولين الامنيين الاتراك.
وكما يعلم الجميع انا شخص مدني اعزل وليس بمقدوري تحدي الدولة او اللعب معها بهكذا امور، لاني مدرك انني وحيدا واعرف البيئة المحيطة بي ليست مشجعة لمواجهة اي مخاطر قد تطالني، وهذا ما اسميه الخذلان.
•كم مرة تم استجوابك؟
-تم استجوابي ست مرات اولها في تاريخ 6 يونيو 2018 وآخرها في 23 اكتوبر 2019.
•وكم مكثت في السجن؟
-مكثت في السجن من 3 يناير 2020 حتى 17 يناير 2020.
•ماهي الاستجوابات الاكثر تحولا في تعاملات الامن التركي؟
-الاستجوابات الاكثر تحولا بدأت منذ الاستجواب الثالث حينما تكرر رفضي العمل معهم، فقد تغيرت لجهتهم وبنبرات عدائية رافقها سيل من التهديدات والتهم، وهنا شعرت ان هناك خطرا كبيرا يحدق بي، مع العلم اني طالبتهم باستيضاحات كثيرة ومتكررة عن طبيعة ما يحدث معي، او اذا كان هناك عدم ترحيب بي في البلد وانا على استعداد لمغادرتها خلال ثلاثة ايام.
ابلغتهم بضرورة معرفة جهة العمل كونها المسؤولة عن تواجدي في تركيا لكنهم هددوني تارة بالاخفاء القسري وتارة أخرى بالتصفية الجسدية.
•هل لك وصف قصتك في المعتقل؟.
-قصتي في المعتقل طويلة سأكتب عنها في وقت لاحق، لكني سأختصر جزءا منها لكم.
عندما اعتقلوني من منزلي كنت في اجازة مرضية من العمل، وتم اقتيادي الى قسم الشرطة وقتها تم مصادرة هاتفي ومحفظتي الشخصية مع العلم اني ابلغت القناة قبل الذهاب معهم الى قسم الشرطة، تم تجريدي من كل شيء ولم يراعوا وضعي الصحي، ومنعت من تناول الادوية او نقلي للمستشفى، واعتدوا عليّ في قسم شرطة آخر لأني رفضت استكمال اجراءات متعلقة بالسجن، وطلبت حينها التواصل مع المحامي الذي نصبته القناة لي.
واود التوضيح هنا انه غير صحيح رفضي توكيل محامي، فقد تم توكيله من قبلي وبتكليف من القناة، لكن اجراءاته للقضية كانت بالنسبة لي غير مفهومة ومن حقي الاطلاع على كل شيء.
المهم اني تنقلت بين ثلاثة سجون كان السجنان الاولان سيئان للغاية ولا يصلحان للمكوث فيهما، فأنا اعاني من ضيق بالتنفس نتيجة تدهور حالتي الصحية وحرماني من العلاج.
•هل تم استخدام وسائل عنف في التحقيق معك بالمعتقل؟
-لم يتم التحقيق معي في المعتقل، كانت التحقيقات كلها قبل الاعتقال وهي اسوأ مرحلة مريت فيها بحياتي انهكت كثيرا جسديا ومعنويا في ظل التهديدات المتكررة لي والرقابة التي فرضت على تحركاتي، كانت تمر ايام لا استطيع النوم، وطوال الوقت اشعر بتوتر غير طبيعي ولا تمر ساعة إلا وانا افكر بما يحدث لي.
و رغم محاولات ايجاد طريقة للخروج من تركيا لانهاء تلك المعاناة، فقد منعوني من السفر سوى مرة واحدة لزيارة والدتي في السعودية، حينها لم تكن الامور قد تعقدت الى ذلك الحد وإلا لن اعود الى تركيا، ظنيت انها مرحلة وستنتهي دون ضجيج.
•ماذا عن اول تحقيق؟
-اول تحقيق كان في مبنى الهجرة والجوازات باقي اللقاء كانت في ادوار ارضية تحت اثنين من الفنادق وهي غرفة جدرانها سوداء ومعزولة من الصوت. وواحد من اماكن التحقيقات كانت في جناح خاص بأحد المطاعم بشارع استقلال قرب ميدان تقسيم.
•كيف سار اليوم الاخير لتواجدك في تركيا؟
-كان اليوم الأخير لي في تركيا مقلقا ومرعبا وكنت في سباق مع الزمن خشية ان تغير السلطات هناك موقفها من قضيتي وتطول مدة احتجازي وانا في وضع صحي مترد، وكما هو معروف فإن على الصحفي الابتعاد من أي دائرة خطر مهما كان وبأي طريقة كانت حفاظا على روحه وسلامته، وهذه توصية ايضا كانت من نقابة الصحفيين اليمنيين لي حينما كنت بالسجن باعتبار تركيا دولة معادية للحريات الصحفية وسجونها تكتظ بالصحفيين.
•هل ترددت اسماء نافذين اثناء التحقيق على علم بهذه الانتهاكات؟
-لا اعرف اسماء اشخاص بعينهم فقط الجهات وزارة الداخلية والمخابرات والرئاسة التركية التي بعثت شخص يقابلني في آخر تحقيق واسمه على ما اتذكر "اوكتان".
•هل بوسعك مساعدتنا في الوصول الى حسابات بعض المسؤولين الامنيين القريبين من الامر؟
-ليس لدي حسابات لاي مسؤول امني، حينما طلبت من المحققين التعرف على اسمائهم رفضوا وحينما كررت طلبي حاولوا الاعتداء عليا، عرفت اسم المترجم واسمه ( ايمرا) بالعربي عمرو ، ولا اعرف ما اذا كان اسمه الحقيقي ام لا.
•ومن هو محاميك؟
-اسمه Vefa yunus Taylan، وهو تركي لا يتحدث العربية وكان التواصل بيننا عبر مترجم وواجهنا صعوبة في هذا الامر .
•لماذا تعتقد ان الامن التركي اختارك انت بالذات دون غيرك من الصحفيين؟
-لا ادري لماذا اختارني انا بالذات، لكن ماهو معروف عني، اني لست ضمن التيار الاكبر المتواجد في تركيا وغالبيتهم ينتمون الى حزب الاصلاح وهذا معروف ليست معلومة جديدة، وكانت مواقفي معارضة وحدثت جدالات كثيرة فيما يتعلق بالوضع والحرب في اليمن.
ايضا بحكم ان لي تواصلات واسعة مع زملاء صحفيين وناشطين ومسؤولين حكوميين وهذا ما يتمتع به اي صحفي لست انا فقط.
كانت لي مواقف مناهضة لتعامل قطر مع الملف اليمني خاصة بعد الازمة الخليجية، ومواقف الاسلاميين هناك، وكانت مواقف غير معلنة على منصات التواصل لاني لم اجرؤ على ذلك بحكم الدولة التي اعيش فيها، بل جرت في جلسات ولقاءات بالعمل وخارج العمل، مع العلم اني قليل الاحتكاك باعضاء ومنتسبي حزب الاصلاح بتركيا ولا احضر فعالياتهم، او اي مناسبات يقيمونها.
•هل كان هناك يمنيون اخرون قيد الاستجواب؟
-نعم كان هناك استجوابات ليمنيين آخرين بعضهم ليسوا قادرين على الحديث وبعضهم اعتقلوا لفترات مختلفة وتم ترحيلهم، وعرفت بعض التفاصيل من سجناء اثناء فترة الاعتقال، واود الاشارة الى انه ما تزال هناك بلاغات على يمنيين في اسطنبول وبعض منهم غادروا تركيا بفعل تلك البلاغات..ليس لي الحق الكشف عن تفاصيل أخرى حتى لا يلحق الضرر بأحد.
•لكن ماهي التهم؟
-معظم التهم التي عرفت عنها هي نفس تهمتي، وهي ايضا نفس التهم التي لاقيت اصحابها بالسجن وخاصة السوريين والعراقيين والمغاربة ومن دول القوقاز، كانت نفس التهم التخابر والارهاب.
•هل علمت زوجتك وابناؤك بمستجدات هذه المخاطر؟
-عائلتي على علم واطلاع منذ اول استجواب، وحتى فترة الخروج من السجن.
•وماذا عن والدتك، واشقائك هل احيطوا علما؟
-اخفيت تفاصيل كثيرة عن اخواني ووالدتي حتى اجنبهم حالة الهلع والخوف والصدمات، لكني حاولت اشرح لهم بطريقة مبسطة على انها مشكلة عادية فقط. والدتي شعرت بصدمة نفسية كبيرة حينما علمت من شاشة التلفاز بحقيقة الامر، وبعثت لي تسجيلات صوتية عبر التلفون وهي تبكي وبحالة هستيرية، حاولت تهدأتها خوفا من ان تتفاقم حالتها الصحية.
•تحدثت ان الاتراك طلبوا منك العمل لصالحهم..هل تعتقد ان لديهم الكثير من المجندين اليمنيين؟
-نعم فقد جند الامن التركي الكثير من اليمنيين ونشرهم في الاماكن التي يكثر فيها اليمنيون، وقد حدثت قضايا كثيرة كان ضحيتها اشخاص لا علاقة لهم بما يحدث، وهذا موضوع في غاية الحساسية، ولا اريد الحديث عن تفاصيل اكثر لما له من اثر سلبي محتمل على زملاء ومواطنين يمنيين يعيشون على الاراضي التركية.
•هل شاهدت في السجن معتقلين اخرين من مواطنيك؟
-لم اجد يمنيين فقط اخبروني سجناء انه قبل وصولي بايام تم نقل اربعة يمنيين الى اماكن غير معروفة.
غالبية من وجدتهم هم من السوريين والعراقيين، بنفس تهم التخابر مع نظام الاسد بالنسبة للسوريين فيما العراقيون كانت تهمهم اكثرها ارهاب.
•ما تفسيرك لهذه العدائية ازاء الصحفيين من جانب الامن التركي؟..هل للامر علاقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس اردوجان مثلا؟
-عدائية الامن التركي للصحفيين برزت بشكل اكثر منذ صعود الاسلاميين للسلطة، واصبحت تركيا من اخطر الاماكن على الصحفيين في العالم.
زجت السلطات التركية بعشرات الصحفيين الاتراك والعرب في سجونها، وهذا ما اكدته التقارير الدولية ويمكن العودة الى التقرير الاخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش لهذا العام عن الانتهاكات التي طالت الصحفيين بتركيا، وهذه الانتهاكات زادت وتيرتها بالفعل بعد الانقلاب الفاشل عام 2016.
في واحدة من التحقيقات لمحوا لي بحادثة الانقلاب، وطلبت منهم اغلاق هذا الموضوع، لان كل شيء غير مرتبط بالوضع في تركيا، وهو متعلق فقط باليمنيين حسب استجواباتهم لي.
•كم عدد اليمنيين هناك؟ 
-عدد اليمنيين ربما لا يتجاوز خمسين ألفا، او اقل ليس لدي احصائية رسمية.
لكن تقييم اليمنيين بالنسبة للالتزام بالقوانين ايجابية، وهناك انضباط كبير مقارنة بباقي الجنسيات. وهذا فيما يتعلق بين اليمنيين والسلطات لكن بيننا كيمنيين، هناك اشياء لا تسر احد.
•هل المح المحققون الاتراك الى علاقات لهم بالاطراف اليمنية المتحاربة؟
-المحققون هم مجرد ادوات للجهات العليا في الدولة، وهذه الجهات لها تأثير وتواصل بأطراف كثيرة في الحرب، وعلى رأسها حزب الاصلاح وهذه ليست معلومة من عندي او تخمين بل يعرفها الجميع، اضافة الى تواصل بالحوثيين الذين زاروا تركيا اكثر من مرة.
•السؤال المطروح الان على نطاق واسع لماذا تأخر عدنان الراجحي في الكشف عن محنته كل هذه المدة؟
- نعم هذا هو السؤال الاهم بالنسبة لي ايضا، واتمنى ان تصل الفكرة للجميع 
فرضت السلطات التركية رقابة شديدة عليّ وعلى كل تواصلاتي الالكترونية، وواجهت صعوبة في التواصل مع اي شخص خوفا من تهديدهم.
 كان القلق والخوف الاكبر خلال فترة الاستجوابات، لم تعتقلن السلطات وهذا جعلني اكثر عرضة للاخفاء القسري في أي وقت ومكان، لكني خاطرت من خلال تطبيق "واتس آب" برقم يمني وابلغت عضو مجلس نقابة الصحفيين الزميل نبيل الاسيدي ووافيته بكل التفاصيل، وابلغته ان حدث لي مكروه، بحيث تكون النقابة على علم بذلك.
البلاغ تأخر قليلا، لكنه بالاخير وصل للنقابة التي طالبت مني الهدوء والاستمرار في تلقي العلاج، لاني خرجت من السجن رغم انها فترة قصيرة لكن حالتي النفسية والصحية ظلتا متدهورتين، ولا استطيع تحمل صدمات اخرى حتى استعيد حالتي.
وربما هذا حق طبيعي ومنطقي بالنسبة لي، وايضا مراعاة لاسرتي ووالدتي التي لم تكن تعلم حينها.
وفي وقت لاحق تواصلت بالنقابة ممثلة بالامين العام الاستاذ محمد شبيطة، حول بعض القضايا الخلافية مع القناة.
وحاولت النقابة التوصل لحل ودي فيما يتعلق بالتزمات القناة الاخلاقية تجاهي، فيما قضيتي الاساسية مع الجهات التركية.
اضف الى ذلك انني صحفي وغيري من الصحفيين ندرك تماما الاوقات المناسبة للحديث عن مثل هكذا قضايا، متى ما توفرت لنا كافة الامكانيات القانونية والحماية الكاملة.
والاهم من ذلك يجب ان يعرف الجميع ان الجرائم وانتهاك الحقوق والحريات لا تسقط بالتقادم، و لو بعد مئات السنين.
•ولماذا لم تتشارك انت بنفسك مع القناة هذه المشاكل والتهديدات التي تعرضت لها؟
-عدم مشاركة محنتي مع جهة العمل بسبب التهديدات بالتصفية الجسدية، مع العلم واكررها للمرة الألف اني ابلغت السلطات التركية اني سأبلغ جهة العمل ولم يسمحوا لي بذلك وزادت حدة التهديدات، وانا ادرك ايضا ان محيطي ليس لديه الاستعداد الجريء للوقوف معي.
بالاضافة اني طلبت من السلطات مخاطبة جهة العمل، ولكنهم ايضا رفضوا، وحينما قررت ابلاغ مجلس ادارة القناة قبل آخر استجواب لم اتمكن من الوصول المباشر للحديث معه وجها لوجه بحكم ان كل تواصلاتي مراقبة ويصعب عليا التواصل الكترونيا.
•هل تعتقد ان النقابة تسرعت ام تأخرت في بيانها الاخير؟
-النقابة لم تتسرع، وكان هناك تواصل مشترك بيني وبينها، واتحاد الصحفيين والقناة، واوصى الاتحاد بالاستماع للطرفين، واقترحت النقابة التوصل لحل ودي فيما يتعلق بمسألة التعويض وكلفت الزميل نبيل الاسيدي بالتواصل مع القناة، لكن القناة كان تجاوبها بطيئا ومتثاقلا، مع العلم ان النقابة تأخرت في اصدار البيان لهذه الاسباب، وهي من حاولت تهدئة الوضع تجنبا لاي استغلال.
•وماذا عن حساباتك الالكترونية؟
-بعض من حساباتي تم اغلاقها ومنعت حينها من الكتابة عبرها.
•هل تعتقد ان الاتراك يمكنهم ايذاءك في اي بلد اخر؟
-نعم يمكنهم ايذائي في اي مكان وهذا تهديد ووعيد تلقيته منهم في آخر استجواب حينما اجبروني تحت تهديد السلاح على الاعتراف بالتهم المنسوبة لي، وقالوا انهم قادرين الوصول الي في اي مكان، ولا اعتقد ان خروجي من بلدهم سيبعدني عنهم.

#يمن_فيوتشر


كلمات مفتاحية:

عدنان الراجحي حوار
التعليقات