اليمن: الحوثيون يدخلون صراع الشرق الأوسط مما يزيد من مخاوف امتداده
يمن فيوتشر - رويترز- ترجمة ناهد عبدالعليم: الثلاثاء, 31 أكتوبر, 2023 - 10:46 مساءً
اليمن: الحوثيون يدخلون صراع الشرق الأوسط مما يزيد من مخاوف امتداده

دخل الحوثيون في اليمن في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس على بُعد أكثر من ألف ميل من مُعقل سُلطتهم في صنعاء وأعلنوا اليوم الثلاثاء، أنهم أطلقوا طائراتٍ مُسيّرة وصواريخ على إسرائيل في هجمات تُسلط الضوء على المخاطر الإقليمية لتهديد إسرائيل.
 واحتشد الحوثيون، وهم جزء من حلفاء إيران في المنطقة، خلف الفلسطينيين منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما فتح جبهةً جديدة للحركة التي تشنّ حرباً منذ تسع سنوات مع تحالف تقوده السعودية في اليمن.  
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين (يحيى سريع) في بيانٍ تلفزيوني: "إن الجماعة أطلقت عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة باتجاه إسرائيل، وسيكون هناك المزيد من هذه الهجمات في المستقبل و ذلك لمساعدة الفلسطينيين على تحقيق النصر".
 وأكد بيانه اتساع نطاق الصراع الذي أثار قلق الدول بما في ذلك السعودية أكبر مُصدّر للنفط في العالم، مما زاد المخاوف من امتداده في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تدمير حماس في معقلها بقطاع غزة.
وقال (سريع) إن هذا هو الهجوم الثالث للحوثيين على إسرائيل منذ بداية الصراع، ويبدو أنه يؤكد أنهم كانوا وراء هُجومٍ بطائرة بدون طيار في 28 أكتوبر/ تشرين الأول أدى إلى انفجاراتٍ في مصر وألقت إسرائيل باللوم فيه على الحوثيين في 28 أكتوبر. 
إضافةً الى حادثة 19 سبتمبر/أيلول التي اعترضت فيها البحرية الأمريكية ثلاثة صواريخ كروز.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي (تساحي هنغبي) إن هجمات الحوثيين لا يمكن التسامح معها، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل عندما سُئل عن الكيفية التي قد ترد بها إسرائيل.

 
•محور المقاومة
 ويُشكل الحوثيون جُزءاً هائلاً من "محور المقاومة"، الذي يُعارض إسرائيل والولايات المتحدة، ويشنُّ هجماتٍ في جميع أنحاء المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
 وتطلق الميليشيات العراقية المدعومة من إيران النار على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بينما يتبادل حزب الله اللبناني إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقد أظهر الحوثيون قُدراتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار خلال حرب اليمن في هجماتٍ على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المُتحدة.
 ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتسليح وتدريب وتمويل الحوثيين.  
وتنفي الجماعة كونها وكيلة لإيران وتقول إنها تطور أسلحتها الخاصة.
 كما نشرت الولايات المتحدة -الحليف الرئيسي لاسرائيل- حاملات طائرات كرادعٍ لمنع اتساع نطاق الصراع في غزة.  
وقالت إيران أيضاً إنها لا تريد أن تنتشر الحرب 
لكن وزير الخارجية الإيراني (حسين أمير عبد اللهيان) أشار يوم الثلاثاء إلى أن حلفاء طهران قد يتحركون بشكلٍ أكبر.
 وأضاف أن "فصائل المقاومة لن تصمت أمام جرائم النظام الصهيوني ودعم أمريكا الكامل للنظام الصهيوني". ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع أمير قطر: "إنهم لن ينتظروا نصيحة أحد، وإذا خرج الوضع عن السيطرة، فلن يكون أي طرف في مأمن من عواقبه".
 وحَمّل (سريع) المتحدث باسم الحوثيين إسرائيل مسؤولية عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، قائلا إن "دائرة الصراع في المنطقة تتسع بسبب جرائمها المستمرة. وسيواصل الحوثيون شن هجماتهم حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
وفي إشارة إلى إسقاط صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار خلال الأعمال العدائية الأخيرة، قال (مهند الحاج علي) من مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن هجماتهم في الوقت الحالي "تتعلق بالرسائل أكثر من كونها تهديداً عسكرياً حقيقياً".
 وأضاف: "الخطر على إسرائيل سيكون إذا كان هناك اشتباك شامل، مع إطلاق صواريخ متعددة من جميع الاتجاهات، وهو ما يمكن أن يطغى على الدفاعات الجوية".


•المخاوف السعودية
 ويتمتع اليمن بأكثر من عام من الهدوء النسبي وسط جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. كما تُجري المملكة العربية السعودية مُحادثاتٍ مع الحوثيين في محاولةٍ للخروج من الحرب، حيث تُركز الرياض على الأولويات الاقتصادية في الداخل.
 لكن هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل زادت من مخاطر الصراع بالنسبة للسعودية.
 حيث يمُر مسار الطيران المباشر لأي طائرة بدون طيار أو صاروخ يتم إطلاقه من اليمن فوق غرب المملكة العربية السعودية بالقرب من البحر الأحمر قبل التحليق فوق الأردن وإسرائيل.
 ولم يستجب مكتب الاتصال الحكومي السعودي لطلب التعليق على مخاوف المملكة بشأن هجمات الحوثيين.
وقال المحلل السعودي (عزيز الغشيان) إن السعودية ستشعر بالقلق من امتداد الصراع عبر حدودها.
 وقال: "أعتقد أن المشكلة تكمن في أن هذه الحرب لديها القدرة على وضع السعودية في موقف حيث يُنظر إليها على أنها تنحاز إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، و أعتقد أن السعودية تريد تجنب ذلك".
 واتفقت السعودية وإيران، القوتان السُنية والشيعية الرئيسيتان في المنطقة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام، مما خفف سنواتٍ من التوترات التي أججت الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
 وفي عام 2019، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم أدى إلى قطع أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي مؤقتاً. و قالت الولايات المُتحدة بأن إيران تقف وراء الهجوم، وهو ما نفته طهران.


التعليقات