لايزال طريق هيجة العبد الرابط بين تعز وعدن مغلقا أمام حركة الشاحنات لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على عدم وفاء الحكومة بتعهداتها في مباشرة العمل بتنفيذ مشروع صيانة وتأهيل الشريان الحيوي الذي صار يطلق عليه "طريق الموت"، بسبب إرتفاع معدل ضحايا الحوادث المرورية المتكررة، بعد أن بات شبه خارج عن الخدمة.
ويشعر سكان المناطق المجاورة لطريق هيجة العبد في مديرية المقاطرة شمالي محافظة لحج بإحباط شديد من مماطلة السلطات الحكومية في بدء تنفيذ أعمال الصيانة وإعادة التأهيل للطريق الحيوي المتهالك الذي يربط بين عدن وتعز.
يقول السكان المحليون أن الطريق تحول من شريان حياة لملايين السكان المحاصرين في تعز، إلى منفذ عبور للموت واستنزاف يومي للأرواح بعد أن جرى استهلاكه وتدميره تماما خلال الحرب المستمرة في البلاد منذ ثماني سنوات.
وتكفل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بتمويل عملية صيانة وإعادة تأهيل الطريق الجبلي الوعر بمبلغ 20 مليون ريال سعودي، لكن بعد نصف عام من وضع حجر الأساس لم يلمس أهالي المنطقة اي تحرك جدي في إتجاه الشروع بتنفيذ المشروع.
يقول الشيخ أحمد حسين الأكحلي ” كان من المقرر أن يبدأ العمل بالمشروع حسب الإتفاق بين الحكومة وبرنامج الإعمار السعودي في 15ديسمبر /كانون أول الجاري، لكن لم نشاهد اي بصيص أمل يتمثل بوصول معدات العمل لمقاول المشروع".
وباشر الأهالي الخميس بإغلاق الطريق تماما أمام حركة مرور المركبات الكبيرة، في مسعى للضغط على الحكومة من أجل الشروع فورا في تنفيذ عملية صيانة الطريق حفاظا على ارواح الأبرياء، ولفت الأنظار الى حجم المعاناة اليومية للسكان المجاورين الذي اصبحت حياتهم جحيما لايطاق بسبب التلوث و تصاعد الأتربة والغبار الى عنان السماء.
يؤكد الشيخ الأكحلي بأن الطبقة الإسفلتية انتهت بشكل كلي خلال العام الحالي ولم تعد صالحة لعبور شاحنات البضائع التجارية وحافلات المسافرين.
وأشار الى أن معاناة السكان بلغت حدًا لايطاق بسبب الحوادث المتكررة التي تؤدي لقطع الطريق وإغلاقها لساعات طويلة بالشاحنات، علاوةً على سحب الغبار والأتربة المتصاعد الى داخل المنازل المجاورة.
ويشكو سكان المنازل المجاورة للطريق عدم استطاعتهم بسبب تصاعد سحب الغبار والاتربة، فتح أبواب ونوافذ منازلهم، اونشر غسيلهم او طهي طعامهم، اوحتى استنشاق هواء نظيف.
وعبر أبناء المنطقة في بيان عن أسفهم للإضطرار الى إغلاق الطريق، نظرا لتجاهل السلطات الحكومية مناشداتهم واستغاثاتهم المتكررة، وعدم التزامها بالموعد المتفق عليه للبدء في تنفيذ مشروع صيانة وتأهيل الطريق، وحملوا تلك السلطات كامل المسؤولية عن التداعيات الإنسانية والإقتصادية المترتبة على ذلك.
ويعد الطريق الصخري الذي يتلوى كالافعى في عرض سلسلة من الجبال الشاهقة شديد الإنحدار عند الأطراف الشمالية لمديرية المقاطرة، من ابرز العلامات المضيئة لحركة التطوير التعاوني والمبادرات الأهلية الرائدة التى اتسمت بها مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي،
ولسنوات عدة ظلت حركة المرور في الطريق الضيق المحفوف بالمخاطر مقتصرة فقط على السيارات المرتفعة ذات الدفع الرباعي المصممة للتعامل مع ظروف الطرق الجبلية الوعرة، قبل قيام الحكومة اليمنية في العام 2003، بإعادة تأهيل وتوسعة وسفلة 9 كيلو متر من الطريق بتكلفة 15 مليون دولار بتمويل من البنك الدولي.
ومنذ اندلاع الصراع الدامي في اليمن قبل ثماني سنوات تحول طريق هيجة العبد، من طريق فرعي يمر فيه عدد محدود من السيارات الخاصة بابناء المنطقة، الى شريان حيوي تعبره يوميا مئات الشاحنات الثقيلة المحملة بالسلع والبضائع من ميناء عدن بإتجاه محافظة تعز.
وادى الضغط اليومي الكبير من قبل الشاحنات والمركبات الثقيلة، فضلا عن الإهمال وإنعدام الصيانة الى الحاق اضرارا بالغة في الطريق المهدد بالخروج كليا عن الخدمة.
وفاقمت الأمطار الغزيرة والسيول والإنهيارات الصخرية من تدهور الطريق الى حد اصبح السير فيه مجازفة كبيرة، مع ارتفاع عدد حوادث سقوط السيارات والمركبات والتي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.