ترجمات: كأس العالم لكرة القدم.. "نفاق ومعايير مزدوجة ومركزية أوروبية" - نقد لنقد قطر
يمن فيوتشر - الوكالة الألمانية للأنباء DLF ترجمة: نشوان دماج: الأحد, 27 نوفمبر, 2022 - 04:18 مساءً
ترجمات: كأس العالم لكرة القدم..

تتعرض دولة قطر، التي تستضيف مونديال كأس العالم، لانتقادات بسبب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان. كما تتعرض، إلى جانب الاتحاد العالمي لكرة القدم FIFA، لانتقادات بسبب الفساد. هكذا يحاول الغرب وضع إصبعه على الجرح. غير أن الحماس الذي يتم من خلاله ذلك، يقابل بنقد على المستوى العالمي.

يشير فراس أبو هلال، رئيس تحرير موقع عربي 21، إلى أن الكثير من كبريات شركات البناء المشاركة في مشاريع كأس العالم في قطر كانت غربية. علاوة على ذلك، كان العمال الغربيون في تلك المنشآت والمشاريع يتقاضون أجورا أعلى بكثير من العمال الآسيويين. ومع ذلك، نادرًا ما يتم تناول هذه الحقائق من قبل النقاد الغربيين لسجل قطر في مجال حقوق الإنسان. فنقاشاتهم متخمة بالنفاق والاستشراق والنزعة الأوروبية. ففي حين أن كثيرا من الأحداث الرياضية الدولية قد أثارت جدالات حول وضع حقوق الإنسان في البلدان المضيفة - كالجدل حول قمع الصين للأويغور في شينجيانغ قبل أولمبياد بكين- لم يحدث أن تعرض أي منها لهجوم شديد كما فُعل مع قطر.
الأمر كذلك بالنسبة لأيمن محيي الدين من محطة MSNBC الأمريكية، فما حدث قبل العرض الأول لكأس العالم يكشف عن هاوية "التحيزات الغربية، والغضب الأخلاقي المزعوم، وربما الأهم من ذلك المعايير المزدوجة الفادحة"، متهما الأوروبيين بأنهم يعتبرون أنفسهم الحراس التقليديين لكرة القدم العالمية، والذين على ما يبدو لا يستطيعون تحمل فكرة استضافة دولة عربية لمثل هذا الحدث الجلل.
تصريح مماثل أدلى به لوتز هيردين، المحرر السياسي للمجلة الأسبوعية الألمانية "der freitag". وتصف دنيا رمضان، من صحيفة "زود دويتشه تسايتونج"، الانتقادات بأنها عموما "حق ذاتي". فيما يكتب مراسل" فوكوس" أولريش ريتز: "بعد عصر التنوير الذي أحدثه فلاسفتنا، عملنا نحن الألمان بجد من أجل بلد قائم على القيم، بعد أن كنا ثد تسببنا في تيارات الدم في جميع أنحاء العالم. ربما علينا أن نكون أكثر حذرًا في تعليم الآخرين". 

 

•انتقادات حتى من داخل البوندسليجا

أوتو أدو، مدرب منتخب غانا ومحترف البوندسليجا السابق، يعتبر الانتقادات الأوروبية لكأس العالم في قطر نفاقاً. وقال أدو لوكالة الأنباء الألمانية إنه من المهم للغاية معالجة المظالم في قطر. لكن قبالة سواحل الاتحاد الأوروبي، يموت الناس كل يوم لأنهم غير مقبولين. لقد هربوا لأسباب اقتصادية لعل الأوروبيين قد ساهموا في صنعها.
أما فولفجانج سيدكا، المدرب السابق لفيردر بريمن، والذي سبق له أن عمل أيضًا في قطر ودول أخرى في المنطقة، فيسلط الضوء على الصفقات العديدة التي أبرمها الألمان في قطر، موضحا أن من الواضح أن العمال هناك يتعرضون للاستغلال، فالتعامل معهم غير صحيح. إلا أنه لهذا السبب بالذات، يعد كأس العالم أيضًا فرصة لممارسة التأثير وتحسين ظروف العمل. تصريح مماثل أدلى به أولي هونيس المدرب السابق لبايرن ميونيخ.


•ماذا يقول خبراء سوق العمل

خبراء سوق العمل بالنسبة لقطر أكدوا ذلك مؤخرًا. فوفقًا للنقابي ديتمار شيفرز، تحسنت الظروف في منشآت البناء القطرية بشكل ملحوظ. وبحسب نائب رئيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال BWI من المجموعة الفرانكفونية (Frankfurter Allgemeine)، فإنه بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها في السنوات الأخيرة، تم استيفاء المعايير الألمانية أو الأمريكية مؤخرًا. ومع ذلك، فإن التحسينات في ملاعب كأس العالم لم تنطبق على مجموع أكثر من مليوني عامل مهاجر في قطر، بل على حوالي 40 ألف عامل فقط. ويضيف شيفرز، الذي قال إنه تحدث شخصيًا إلى مئات العمال الأجانب في الماضي، أن الدول الاستبدادية لا يمكنها تغيير الوضع بين عشية وضحاها، قائلا: عليك أن تمنح القطريين الوقت. لا فائدة من "جلدهم" كل يوم. فـ"النقد غير المتمايز جزئيًا إلى حد ما" يمكن أن يؤدي إلى سيطرة القوى المحافظة. ويرى شيفرز أنه في السنوات الأخيرة تعلم المرء أنه يمكن تحقيق المزيد من خلال الدبلوماسية في قطر. رئيس مكتب منظمة العمل الدولية في قطر ، ماكس تونيون ، يرى أن هناك منذ عام 2018 "تقدمًا هائلاً". 
وقال في تصريح لــDLF (وكالة الأنباء الألمانية) إنه تم تمرير قوانين جديدة. حيث ساعدت الأنظمة الجديدة في تعزيز أصوات العمال وتمثيلهم. وهذه ديناميكية مختلفة تمامًا عما كان يحدث هنا قبل بضع سنوات.

 

•ناشطون حقوقيون يطالبون بتوضيح عدد الضحايا

من الواضح الآن أن الناس فقدوا حياتهم أثناء العمل من أجل كأس العالم. ولكن حتى قبل كأس العالم بفترة وجيزة، انتقدت منظمة العفو الدولية مجددا عدم وجود أرقام موثقة.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة فيسمولر لـ MDR إنه منذ تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية العام الماضي، كان هناك حديث عن 6500 عامل أجنبي. ومع ذلك، فإن الرقم لا يعني أن هؤلاء الأشخاص ماتوا في كأس العالم أو بسببه. لم يتم تقسيم الرقم حسب الوظائف أو حسب أسباب الوفاة. كما أن البيان الرسمي الذي تحدث عن ثلاث وفيات فقط أثناء بناء الاستاد لا يمكن الاعتماد عليه ، حيث لا يتم تصنيف جميع حوادث العمل على هذا النحو. وقالت المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية إن قطر فشلت في تشريح الجثث.

تونون دعا أيضا، في مقال له بصحيفة "Spiegel"، إلى فرز البيانات حسب سبب الإصابة ومنطقة العمل والعمر والجنس، مؤكدا أن هذا أمر بالغ الأهمية أيضًا لضمان دفع التعويضات. 
وبالنسبة للمحرر الرياضي في وكالة الأنباء الإلمانية ماكسيميليان ريجر، فإن السؤال الذي يجب التحقيق فيه عن كثب هو: "كم عدد العمال الأجانب الذين قضوا في قطر؟ .
وفيما دعت محامية حقوق الإنسان سيلفيا شينك إلى "مناقشة متباينة"، أكد المسؤول الرياضي السابق في وكالة الأنباء الألمانية إن اللعبة الحالية "معطلة تمامًا" ولا تساعد أحداً، مضيفا: عليك أن تذكر الحقائق وموقفك بهدف نقل شيء إلى الأفضل. وينطبق هذا أيضًا على الاتحاد الألماني لكرة القدم والاتحادات الرياضية الألمانية الأخرى. "إذا هاجمناها فورا، تقل احتمالية التأثير أيضًا". وانتقد شينك أيضًا "مضايقة" منتقدي قطر مثل هونيس أو رئيس الفيفا إنفانتينو أو وزير الخارجية الاتحادي السابق غابرييل. هذا يثير أعصابها "لأنه يأتي بنتائج عكسية تمامًا". 
تحذيرات من الوزيرين السابقين جبرائيل وفيشر
كان جبرائيل قد أكد أنه منزعج من الغطرسة تجاه قطر لبعض الوقت. وقال السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لموقع "شتيرن" إن التحسينات في قطر سيتم تجاهلها بالكامل، خاصة في ألمانيا. وبدلاً من ذلك، يغرق البلد في النقد المفرط. وهذا يساعد عن غير قصد أولئك المعارضين للإصلاحات في قطر. وسبق أن انتقد "الغطرسة الألمانية" عبر موقع تويتر.
خلال زيارة لقطر قبل سبع سنوات، كوزير للاقتصاد الاتحادي، قام جبرائيل بحملة من أجل معاملة "عادلة" لقطر.
اشتكى وزير الخارجية السابق فيشر من "بعض الانتقادات من أعلى الهرم إلى أسفله" في الجدل حول استضافة قطر لكأس العالم في ألمانيا. وقال السياسي السابق من حزب الخضر البالغ من العمر 74 عامًا لـ"شتيرن" إن إنفاذ حقوق الإنسان يتطلب "المثابرة"، موكدا أن الأمر يستحق كل جهد لضمان أن تمضي قطر قدماً على المسار الذي تسير فيه.


التعليقات