حوار: الفنانة فاطمة مثنى..من اذاعة مدرسة في عمران الى كبرى مسارح القاهرة
يمن فيوتشر - ازهار فؤاد: السبت, 15 أكتوبر, 2022 - 10:21 مساءً
حوار: الفنانة فاطمة مثنى..من اذاعة مدرسة في عمران الى كبرى مسارح القاهرة

-الثقة بالنفس والايمان بالموهبة اقوى من اي عادات وتقاليد.
-خُلقت لأنشر الجمال والفن والحب ولن التفت لأي اصوات نشاز.
-اختار الاغاني على اساس الموضوع واللحن ومدى مناسبته لطبقات صوتي. 
-الدعم الاسري  للفتاة هو الدرع والحصن الذي يجعلها صلبة قوية.
-أنا حاليا أحد أعضاء فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وهذا التكريم يعني لي الكثير.
-اعمالي المقبلة متنوعة ما بين احياء جلسات عود قديمة واغان حصرية واعمال وطنية.
-لا أؤيد فكرة انحياز الفنان سياسيا، الفنان هو الذي ينحاز لوطنه وشعبه فقط
.

 

تشق فاطمة مثني طريقها بكل ثقة كفنانة صاعدة نحو النجومية في مجتمع لايزال يهيمن عليه موروث محبط من العادات والتقاليد التي تكبل المرأة وحضورها الاجتماعي، فهي تؤمن بأن "القوة والثقة بالنفس والإيمان بالموهبة اكبر واقوى من عادات وتقاليد عفى عليها الزمن ومصيرها الزوال" كما تقول مثنى في حوار صحفي ل"يمن فيوتشر".
ولدت الفنانة فاطمة محمد مثنى، في ديسمبر1999، بمحافظة عمران شمالي العاصمة صنعاء، ونشأت في أسرة فنية، فهي شقيقة للفنانين الحسن والحسين اللذين برزا في مجال التمثيل الدرامي على الفضائية اليمنية وقنوات محلية اخرى.
قدمت الفتاة الموهوبة التي تمتلك صوتا ساحرا وكاريزما مُلفتة ومتميزة عديد الأغاني التي حازت شهرة واسعة مثل "ياهزاري"، "زمان الصمت"، "عودتني" وغيرها، كما شاركت في عددا من الفعاليات الفنية المحلية والخارجية، التي كان اخرها اعتلائها للغناء مسرح أم كلثوم في القاهرة.
تقول " بدايتي كانت انطلاقة مليئة بالشغف اوصلتني من اذاعة المدرسة الإبتدائية في محافظة عمران الى اكبر مسارح جمهورية مصر العربية".
لا معنى للفنِ دون أُنثى تُحييه بِلونٍ هي صانعتهُ، فالغِناء على لِسان النساء آيةٌ فكيف إن كان على لِسانِ الجميلة فاطمة، التي تدين بالعرفان لاسرتها وزوجها في دعمها والوقوف الى جانبها.
"اخوض انا وزوجي واسرتي حربا دائمة مع عادات وتقاليد المجتمع،، نواجه الكثير والكثير لكننا مستمرون ولن نتوقف لمجرد اراء نشاز تريد ان تعيدنا لعصور الظلام والتقييد"، تقول فاطمة التي تدرس الآن في أكاديمية الفنون بالمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، في لغة تحمل في طياتها نبرة تحد.

 

الى نص الحوار:

•مؤخرا قمتِ بالمشاركة في العاصمة المصرية القاهرة بحفلة مع الفرقة الموسيقية لأم كلثوم، و هي مشاركة كانت رائعة كما وصفها الجمهور، حدثينا عن تجربتك هذه بصفتك أول يمنية تغني على هذا المسرح؟
كنت سعيدة جدا كوني اقف على اهم المسارح في جمهورية مصر العربية وتحت تدريب وقيادة دكتور محمد عبدالستار مايسترو عظيم خبرته تزيد عن 35 عاما في مجال التدريب للغناء العربي والموشحات التي تعتبر من اصعب انواع الفنون الغنائية اداءً،، كنت سعيدة جدا ان فتاة يمنية وصلت الى هنا وستستمر في شغفها لتصل للاعلى دائما. 


•هل لديك فعاليات وحفلات غنائية أخرى في مصر؟
نعم بإذن الله، أنا حاليا أحد أعضاء فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وهذا التكريم لي من قبل دكاترتي في المعهد وإيمانهم بي وبصوتي يعني لي الكثير ويدفعني للمزيد. 


•تدرسين الآن في أكاديمية الفنون في المعهد العالي للموسيقى، ما الذي اضافته الدراسة  لموهبتك وادائك الفني؟
أضافت الكثير والكثير مما لا يسعني الوقت لذكره، نحن ندرس الموسيقى بشكل مختلف تماما عما كنا نعتقد في السابق، الدراسة الأكاديمية تضيف الكثير للفنان الذي يسعى لتطوير نفسه ويحاول ان لا يقف عند حد معين بل يسعى للمزيد دائما. 


•حديثنا عن الفنانين الذين تتعاملين معهم، و على أي أساس تختار فاطمة مثنى أغانيها؟
اتعامل مع الكثير من الفنانين والعازفين الذين يحاولون تقديم فن جميل وقوي للمستمع ويحاولون الارتقاء بالأغنية اليمنية واعادة امجادها، لا يسعني ذكر الاسماء لانهم كُثر ولا اريد ان اذكر احد وانسى آخر.
أما بالنسبة لاختيار الأغاني فانا دائما أضع امامي عناصر في كل عمل اختاره اراها اساسية لنجاحه،، اولها الموضوع والمحتوى وتاليها اللحن ومدى مناسبته لي ولطبقات صوتي. 


•لو عدنا إلى البدايات الأولى، كيف كانت إنطلاقتك إلى عالم الغناء؟ 
انطلاقة مليئة بالشغف اوصلتني من اذاعة المدرسة الإبتدائية في محافظة عمران الى اكبر مسارح جمهورية مصر العربية 


•يتسأل الكثير كيف يمكن لصوت غنائي نسائي ان يخرج من وسط مجتمع محاصر بالعادات والتقاليد، يرى ان صوت المرأة عورة؟
القوة والثقة بالنفس والإيمان بالموهبة اكبر واقوى من عادات وتقاليد عفى عليها الزمن ومصيرها الزوال.


•انت متزوجة ونادراً ما نجد فتاة متزوجة تحظى بدعم زوجها..؟ 
الحمدلله اولا على هذه النعمة، ومن الجيد جدا ان تحظى احدانا بزوج متفهم لوضعها ولموهبتها ولعلاقتها مع الجمهور،، وتحظى بدعمه ووقوفه الى جانبها. 


•فاطمة مثني، انت من أسرة فنية، وبدأت بالغناء وانت طفلة لكن انطلقت وكسبت شعبية كبيرة وانت متزوجة، وهذه مسألة ليست سهلة في بلد الفن والزواج فيه لا يلتقيان، كيف تمكنت من تجاوز ذلك؟ 
اخوض انا وزوجي واسرتي حربا دائمة مع عادات وتقاليد المجتمع،، نواجه الكثير والكثير لكننا مستمرون ولن نتوقف لمجرد اراء نشاز تريد ان تعيدنا لعصور الظلام والتقييد. 


•دائما ما نسمع عند دعم عائلتك لك، هل ترين أنه بدون دعم الأسرة لا يمكن أن يحقق الإنسان شيئا، خصوصا إن كانت امرأة ؟ 
الدعم المعنوي اكبر عنصر يجب توفره لأي شخص طموح،، سواء كان رجل او امرأة،، لكنه يكون اكثر احتياجا للمرأة كونها في مجتمع لا يتقبل بسرعة فكرة ظهورها ويحاربها ويصفها بابشع الصفات ويطلق عليها اقبح التهم،، الدرع والحصن والداعم لها هو الدعم الاسري الذي يجعلها صلبة وقوية وتستطيع الاستمرار. 


•ما ثمن الشهرة بالنسبة لك؟
لا تعليق..


•ما القيود التي واجهت فاطمة مثنى في مشوارها الفني ؟ 
اعتقد ان اكبر قيد وعائق لأي امرأة يمنية هي العادات والتقاليد التي تكبل المجتمع وتقيد المرأة،، تحد من ابداعها ومن قدرتها على تقديم نفسها وما تملكه من ابداع لمجتمع لاتزال تسيطر عليه بعض افكار الجهل وعادات الخرافة وثقافة العيب. 


•حدثينا عن تأثير آراء الجمهور عليك، و هل الإنتقادات السليبة تزعجك وتؤثر عليك وعلى رغبتك بالغناء؟
لا التفت لأي شيء سلبي،، انا خُلقت لأنشر الجمال والفن والحب،، لن يستطيع اي شخص سيء او سلبي ان يغير اتجاه مساري او ان يجعلني التفت له وللهراء الذي يكتبه،، انا لا اهتم سوى بآراء ذوي الخبرة فقط. 
مقتنعة جدا ان ما اوصلنا للحضيض في كل مجالات الحياة هم الاشخاص السلبيون والذين يحشرون انوفهم فيما لايخصهم،، لذا وجد فن رديء واقتصاد رديء واوضاع بلد رديئة،، لذا ان اردنا الارتقاء بمستوى حياتنا في كل المجالات يجب ان ندع الخبز لخبازه والنقد للخبراء الفنيين فقط.


•أن يكون الفنان منحاز لطرف سياسي ماذا يعني هذا، وهل لهذا تأثير على مسيرته الفنية؟
لا أؤيد فكرة انحياز الفنان سياسيا،، لانها ستجعله يخسر الكثير،، انا مؤمنة ان الفنان ملك للجميع،، فنان للوطن وللشعب،، الفنان الحقيقي هو الذي ينحاز لوطنه وشعبه فقط. 


•هل نجحت الأغنية اليمنية في إيصال رسالتها للناس ومعالجة قضايا الواقع في اليمن؟ 
قد تنجح في تغيير الوضع ان كانت هادفة،، فالفن رسالة ودائما ما يحاكي الواقع ويلمسه ان كان محتواه جيدا،، ان كان قريبا للشعوب ويحكي معاناتهم ويشرح أوضاعهم. 


•ما الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً في انتشار الأغنية ؟
اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لا تقل اهمية عن وسائل الاتصال المعروفة الراديو والتلفاز والصحف،، فئة ليست قليلة من المجتمع تستخدمها وبهذا فهي فعالة جدا في انتشار كافة الاشياء والاغنية ضمن هذه الاشياء التي انتشرت عبر هذه الوسائل. 


•في زمن المنصات المفتوحة، قامت بعض مؤسسات الإنتاج الفني في اليمن باحتكار الأعمال الفنية للفنانين، الأمر الذي وصل إلى حد منع الفنانين من استخدام أغانيهم.. كيف تقرأ فاطمة ذلك؟ 
لا تعليق.


•هل تتلقون دعما من قبل وزارة الثقافة والجهات المعنية؟
لا.. للاسف جميعهم مشغولون بدعم اقاربهم وذويهم وهذا ما جعل الأنشطة الثقافية قليلة وقد تكون محتكرة على شلل معينة لقربهم وعلاقاتهم مع اصحاب المناصب. 


•ماهي أعمالك الفنية القادمة، و ما هي أجمل الألوان الغنائية لك؟
احب الألوان لقلبي هو الطرب. واعمالي المقبلة متنوعة ما بين احياء، واعادة جلسات عود قديمة وما بين اغاني حصرية وجديدة خاصة بي واعمال وطنية بإذن الله. 


•ما طموحات فاطمة المستقبلية؟
لازلت اطمح للكثير وسأحققه دون ذكره هنا او تحديده،، لكن طموحاتي لا حصر لها.


•رسالة ترغبين بتقديمها للجمهور والفنانين وكل من يمتلك موهبة ورغبة بالغناء؟
كن قويا وقدم ما تستطيع تقديمه ان كنت صاحب موهبة حقيقية لن يعيقك شيء من معوقات مسيرة اي شخص صاحب طموح. 
اما الجمهور فرسالتي الدائمة له هي الشكر الجزيل لهم،، نحن بدونكم لا شي، احبكم جميعا واحاول دائما ان ارتقي بكم وبذائقتكم الفنية وامتاعكم بكل جميل.


التعليقات