"حتى الابد، ستحمل صنعاء ذكرى هذا اليوم كخجل عميق، هذا يوم لا للفرح و لا للحزن، هذا يوم للعار"، بهذه العبارة الجزيلة يختزل الناشط السياسي مطيع دماج ما يكنه السواد الاعظم من اليمنيين من مشاعر الخزي تجاه ذكرى اجتياح الحوثيين المسلح للعاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
في صبيحة هذا اليوم الاسود، دقت جماعة الحوثيين بالاستيلاء على صنعاء، اخر مسمار في نعش عملية الانتقال السياسي السلمي بجر البلاد الى اتون حرب اهلية مدمرة لا تزال مستمرة، خلفت اسوء ازمة انسانية من صنع البشر.
وتسببت الحرب في أفقر دول بشبه الجزيرة العربية بسقوط نحو400 الف قتيل بشكل مباشر وغير مباشر، وتدمير البنية التحتية والاقتصاد وانعدام الامن الغذائي والرعاية الطبية، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة.
وإذا استمر الصراع حتى عام 2030، تتوقع الامم المتحدة ان يتجاوز عدد الوفيات 1.3 مليون شخص.
وتشير التوقعات الى ان نسبة متزايدة من تلك الوفيات لن تحدث بسبب القتال، ولكن بسبب الآثار الثانوية التي تخوضها الأزمة على سبل العيش، وأسعار المواد الغذائية، وتدهور الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
فبعد ثماني سنوات من النزاع الدامي تذهب تقديرات الامم المتحدة الى ان هناك اكثر من 23 مليون يمني يواجهون الفقر والجوع والمرض وغيرها من المخاطر التي تهدد الحياة.
وقذف انهيار الاقتصاد وتراجع سعر العملة الوطنية من 214 ريالا مقابل الدولار عشية اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 الى نحو 1180 ريالا مقابل الدولار، بملايين السكان الى حافة المجاعة، حيث يعاني ما مجموعة 17.4 مليون شخص أو 54 في المائة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وفاقم عجز سلطات الحكومة والحوثيين عن دفع الرواتب والاجور لنحو مليون موظف، فضلا عن تسريح عشرات الاف من العاملين في القطاع من تدهور الوضع المعيشي وتوسيع دائرة الفقر، اذ تشير تقارير اممية الى ان هناك اثنين من كل ثلاثة يمنيين يعيشون في فقر مدقع.
ويذكر البرنامج الانمائي للامم المتحدة ان الحرب كبدت اليمن خلال الست السنوات الاخيرة خسائر اقتصادية مباشرة تبلغ 126 مليار دولار أمريكي.
في الاثناء، كشفت دراسة حول مؤشرات القطاع الصناعي في اليمن، صادرة حديثاً عن الاتحاد العام اليمني للغرف التجارية والصناعية، عن تسجيل القطاع الصناعي بشقيه الاستخراجي والتحويلي انكماشاً سنوياً مستمراً وصل إلى حوالي 17 في المائة.
ويقدر حجم الانكماش التراكمي في قيمة الناتج المحلي الإجمالي الجاري لقطاع الصناعة بنسبة 52 في المائة مقارنة بحجمه قبل الحرب.
ووفقا لتلك الدراسة بلغت الخسائر الاقتصادية التراكمية في ناتج هذا القطاع خلال سنوات الحرب نحو 14.1 تريليون ريال (ما يعادل 35 مليار دولار) منها 30.5 مليار دولار خسائر القطاع العام والمتمثل في عوائد الصناعات الاستخراجية (النفط والغاز) وحوالي 4.5 مليارات دولار خسائر القطاع الصناعي.
الى ذلك اجبرت الحرب أكثر من 4 ملايين شخص على النزوح من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، فيما القت بنحو 2 ملايين طالب وطالبة خارج المدرسة.
وحسب إحصائيات حديثة لصندوق الأمم المتحدة فأن8.1 مليون فتاة وامرأة في سن الأنجاب يعانين من صعوبة الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، من بينهن 1.3 مليون امرأة سيضعن مواليدهن في العام الجاري.
وتعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة حاليًا من سوء التغذية، فيما من المحتمل وفاة امرأة واحدة من 60 امرأة أثناء الحمل أو الولادة، كما يموت طفل يمني دون سن الخامسة كل تسع دقائق بسبب النزاع، وفق المعلومات الأممية.
#يمن_فيوتشر