هناك مزحة يتم تداولها في الولايات المتحدة مفادها، أن امرأة كان لديها ولدان أحدهما أصبح بحارا، والثاني نائبا لرئيس الولايات المتحدة، فانقطعت أخبار الأول والثاني.
ماهو دور نائب الرئيس الأمريكي؟
"النسيان"..هذا هو باختصار مفهوم نائب الرئيس لدى الشعب الأميركي. لكن خلال العقود الماضية تغيرت هذه الصورة واكتسب المنصب أهمية وصاحبه نفوذا في المكتب البيضاوي.
ويمنح الدستور نائب الرئيس دورا محدودا، فهو ينص على توليه رئاسة مجلس الشيوخ، لكنه ليس مخولا التصويت الا إذا عجز أعضاء المجلس ال100 عن اتخاذ قرار.
كما ينص على أن يحل مكان الرئيس في حال توفي أو استقال. وفي هذه الظروف تولى تسعة نواب رؤساء منصب رئيس، كان آخرهم ليندون جونسون بعد اغتيال جون أف كينيدي وجيرالد فورد بعد استقالة ريتشارد نيكسون جراء فضيحة ووترغيت.
وصرح جويل غولدشتاين أستاذ الحقوق في جامعة سانت لويس لفرانس برس "حتى وان بقيت هذه الأدوار فهي لا تعكس فعليا مهام نائب الرئيس حاليا".
وكان نائب الرئيس لفترة طويلة بعيدا عن السلطة التنفيذية لان مكتبه كان في مجلس الشيوخ. والتغيير في الجوهر وفي الشكل بدأ في عهد الرئيس جيمي كارتر (1977-1981) الذي خصص موقعا حقيقيا دائما في الجناح الغربي في البيت الأبيض.
ومذاك لم يغير أحد هذا الموقع وأصبح مكتب نائب الرئيس بين الأمين العام ومستشار الأمن القومي. إضافة إلى ذلك يمكنه الوصول مباشرة إلى مكتب الرئيس ورمزية هذا الأمر كبيرة.
ما هي سلطة نائب الرئيس؟
ويقول غولدشتاين إن نائب الرئيس المعاصر "مستشار أول حول كافة المواضيع".
واعتمد رونالد ريغن بشكل كبير على إلمام جورج بوش الأب السفير السابق لدى الأمم المتحدة والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، في مجال السياسة الخارجية. وبدوره اعتمد بيل كلينتون على آل غور لخوض عدة معارك سياسية.
وبفضل هذا المنصب تخطى ديك تشيني عتبة كبرى، وفقا لعدد من المراقبين، إذ أن نفوذه خصوصا بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر توسع لدرجة باتت تطرح تساؤلات بشأن دور الرئيس جورج بوش الابن.
وكان الرئيس الأسبق باراك اوباما سخر من هذه المسألة خلال عشاء المراسلين في البيت الأبيض بقوله "قال ديك تشيني انني كنت أسوأ رئيس عرفه. والمضحك أنني اعتقد أنه هو كان أسوأ رئيس عرفته".
خلال القرن ال19 والنصف الأول من القرن العشرين لا يختار المرشح للانتخابات الرئاسية نائبه، بل يتولى حزبه ذلك. وبالتالي لا تدخل في المعادلة مسألة التقارب الفكري أو توارد الأفكار.
وتطورت هذه العلاقة بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح أكثر تماسكا.
وتجاوز باراك اوباما، وجو بايدن حاجزا جديدا بعد أن أظهرا انسجاما حقيقيا خلال تعاونهما الذي دام ثماني سنوات.
وأوضح بايدن بوضوح انه يبحث عن تطوير مثل هذه العلاقة مع هاريس المرأة التي ستتولى منصب نائب الرئيس.
واعلن في 2012 "اني آخر شخص يبقى مع الرئيس في القاعة هذه طريقة عملنا".
وتتناقض هذه التصريحات مع تلك التي أدلى بها قبل أكثر من عقدين جون أدامز أول نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الذي اشتكى بمرارة من دوره في رسالة بعث بها إلى زوجته أبيغايل.
وجاء فيها "صممت بلادي لي رغم حكمتها أتفه منصب يمكن للعقل أن يتصوره".
و نظمت الولايات المتحدة 58 انتخابات في تاريخها، ولم تنتخب يوما امرأة رئيسة أو نائبة للرئيس.
وكان مرشحان قبل بايدين اتخذا الخطوة نفسها، الديموقراطي وولتر مونديل مع جيرالدين فيرارو في 1984 والجمهوري جون ماكين مع سارة بالين في 2008، غير انهما لم يكونا وافرا الحظ كبايدن، وكاملا هاريس.