تجددت في محافظة شبوة النفطية جنوب شرقي اليمن، مساء الإثنين، مواجهات بين قوات حكومية وأخرى موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي بعد أيام من الهدوء، فيما غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي البلاد في "جولة غير رسمية" تشمل الإمارات والسعودية.
وقال مصدر محلي بشبوة، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول، إن "المواجهات تجددت بين القوات الحكومية من جهة وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة من جهة أخرى بمنطقة قرن الورك".
وأوضح المصدر المقرب من القوات الحكومية، أن "المنطقة تبعد نحو 30 كيلو مترا عن مدينة عتق عاصمة المحافظة، وتقع على الخط الدولي الرابط بين محافظتي شبوة وحضرموت باتجاه السعودية".
وأفاد بأن "المواجهات صاحبها قصف بطيران مسير استهدف مواقع القوات الحكومية".
وحتى الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش لم تصدر إفادة من الحكومة ولا المجلس الانتقالي.
وساد هدوء حذر في شبوة منذ الأربعاء بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على عتق، إثر مواجهات ضد القوات الحكومية.
وفجر الإثنين، اندلعت اشتباكات بين قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا وأخرى موالية للمجلس الانتقالي الذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الأربعاء، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في مواجهات عتق، وتحديد مسؤولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية، ورفع النتائج إلى المجلس لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وتدخل المجلس لاحقا وأصدر قرارات بإقالة 4 قيادات بالجيش والشرطة في شبوة وتعيين 3 قيادات جديدة.
وبدأ احتقان المشهد الأمني في عتق قبل يومين من اندلاع المواجهات، إثر قرار محافظ شبوة عوض بن الوزير إقالة قائد القوات الخاصة (حكومية) عبد ربه لعكب.
وتقول القوات الحكومية إن إقالة "لكعب" ليست من صلاحيات المحافظ، بل تتم بقرار من وزير الداخلية.
ولا تزال مناوشات واتهامات مستمرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي، رغم توقيعهما اتفاقا في الرياض عام 2019، ودخولهما في شراكة بعد تشكيل مجلس قيادة رئاسي جديد في أبريل/ نيسان الماضي.
وفي 11 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت قوات "دفاع شبوة" سيطرتها على محافظة شبوة النفطية الواقعة ضمن ما تُعرف بالمحافظات الجنوبية.
وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية، مساء الإثنين، أن العليمي توجه إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في "زيارات عمل غير رسمية" تستغرق عدة أيام وتشمل أيضا السعودية.
وأضافت أن هذه الزيارات تأتي تجسيدا للعلاقات التاريخية الراسخة مع الإمارات والسعودية ودورهما الفاعل في إطار "تحالف دعم الشرعية"، فضلا عن دعمهما الإنساني والاقتصادي السخي للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
ومنذ مارس/ آذار 2015 تقود السعودية، جارة اليمن، تحالفا عربيا يقدم دعما عسكريا للقوات التابعة للحكومة الشرعية اليمنية في مواجهة مسلحي جماعة الحوثي المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وأفادت الوكالة بأن العليمي قد يبحث الإجراءات المطلوبة لاستكمال تخصيص وديعة إماراتية سعودية للبنك المركزي اليمني، والتدخلات المشتركة في القطاعات الخدمية والانمائية، وسبل التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، ولاسيما جهود تأمين طرق الملاحة الدولية.