يترقب اليمنيون بحذر شديد ماستسفر عنه الساعات المقبلة من نتائج بشأن الاتصالات الاممية والدولية والاقليمية للضغط على الاطراف المتحاربة من اجل تمديد الهدنة الانسانية التي تنتهي مساء غدا الثلاثاء.
ولايزال مصير الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع ابريل الماضي مجهولا حتى الان، مع تمسك كل طرف باشتراطاته للقبول بمقترح اممي ينص على تمديدها لمدة ستة اشهر، اضافية لدعم استكمال تنفيذ جميع عناصر بناء الثقة المتعثرة، تمهيدا لبدء عملية سياسية شاملة لانهاء النزاع الذي طال امده في اليمن.
وتطالب الحكومة اليمنية بالزام الحوثيين بتنفيذ استحقاقات الهدنة المتعلقة بفتح الطرقات حول مدينة تعز، ودفع الرواتب من عوائد مواني الحديدة قبل اي شئ اخر، فيما تشترط الجماعة المدعومة من ايران مزيد التسهيلات الاقتصادية التي تشمل فتحا كاملا لمطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة على البحر الاحمر، ودفع رواتب جميع الماظفين من عوائد تصدير النفط والغاز.
وقاد الوسيط الاممي غروندبيرغ على مدى الايام الاخيرة جهودا منسقة مع المجتمع الدولي لتشجيع الاطراف على توسيع وتجديد الهدنة، دون الاعلان عن التواصل الى اي اتفاق حتى هذه اللحظة مع استمرار التعثر باحراز تقدم في عديد ملفات بناء الثقة بعد قرابة اربعة اشهر من التهدئة العسكرية.
وفي هذا السياق، تلقى الرئيس رشاد العليمي مكالمة هاتفية الاحد من وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكين، الذي حضه على دعم تمديد الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة، وتوسيع الفوائد الملموسة لليمنيين، والبناء عليها نحو" تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية أكثر شمولاً وشمولية".
في الاثناء استقبل رئيس مجلس الحكم التابع للحوثيين مهدي المشاط امس الاحد وسطاء عمانيين، بعد ساعات من وصولهم الى صنعاء، في مهمة لاقناع الجماعة بشان تمديد الهدنة و فتح الطرق حول مدينة تعز.
وجدد المشاط تمسك جماعتة بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وصرف مرتبات كافة الموظفين من إيرادات النفط والغاز ، معتبر تلك المطالب "محقة وعادلة، ولا تنطوي على أي تعجيز أو تستدعي تنازلاً من الطرف الآخر"، حسب ما نقلت قناة المسيرة التابعة للجماعة.
وباستثناء التقدم المحرز في ملف فتح مطار صنعاء الدولي امام الرحلات التجارية الى وجهات محددة والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية الى موانئ الحديدة، لاتزال استحقاقات الهدنة تراوح مكانها فيما يتعلق بملفات فتح الطرق حول مدينة تعز وتبادل الاسرى واطلق سراح المحتجزين ودفع رواتب الموظفين المنقطعة منذ سنوات.
لكن مع ذلك ترى الامم المتحدة بان الهدنة رغم هشاشتها ساهمت في تحسين الوضع الانساني ووصول المساعدات الى جميع انحاء البلاد، كما فتحت فرصا نادرة لملايين النازحين داخلياً وقللت من عدد الأشخاص الفارين من النزاع.
وتذهب التقارير الى ان فترة الهدنة شهدت تسيير اكثر من 22 رحلة عبر مطار صنعاء الدولي، ودخول نحو 30 سفينة وقود عبر موانئ الحديدة تحمل اكثر من 750 الف طنا من المشتقات النفطية.
ووفق مبعوث الامم المتحدة هانس غروندبيرغ في اكثر من مناسبة" فان الشيء المهم هو ان اليمن، وشهد انخفاضا كبيرا في العنف، وهو مصدر ارتياح كبير للعائلات في جميع أنحاء البلاد"، مضيفا "لهذا السبب ندفع باتجاه تمديد الهدنة بشكل أوسع".
وتأمل الأمم المتحدة بان توفر الهدنة الممتدة والموسعة منصة لبناء المزيد من الثقة بين الطرفين وبدء مناقشات جادة حول الأولويات الاقتصادية، لا سيما فيما يتعلق بالإيرادات والرواتب، فضلاً عن الأولويات الأمنية، بما في ذلك وقف إطلاق النار.