حذرت منظمة (PAX) الهولندية، من وقوع كارثة بيئية جديدة في السواحل اليمنية، إذا لم تتخذ السلطات أي إجراء للتخلص من السفن الصدئة الراسية في ميناء عدن.
وقالت المنظمة التي تنشط في مجال السلام في جميع مناطق النزاع حول العالم، في تحقيق حديث لها، تحت عنوان "تسرب ناقلات الأشباح: التلوث بميناء عدن"، نشرته اليوم الاثنين: "يكشف بحث جديد عن انسكابات نفطية متعددة من السفن الصدئة التي تلوث المناطق الساحلية حول ميناء عدن. وإذا لم تتخذ السلطات أي إجراء لإزالة هذه السفن، فهذه مسألة وقت فقط قبل وقوع كارثة جديدة".
وأضافت بأن ميناء عدن مليء بالسفن التي خرجت من الخدمة، بما في ذلك تلك الراسية في الخليج وغيرها، والتي غرقت بالفعل واستقرت في القاع، "ناقلات الوقود (متوقفة) تقوم بتحميل حمولتها في مرفأ النفط الواقع على الجانب الغربي من الميناء بالقرب من شركة مصفاة عدن".
وأشارت المنظمة إلى أنه: "فيما يتركز الاهتمام الدولي الحالي بشكل أساسي على إيجاد حل لناقلة النفط المتحللة "صافر" المعرضة لخطر الغرق أو الانفجار، لكن على مدار السنوات الماضية، تصاعدت أيضاً حوادث أصغر حول ناقلات النفط في موانئ اليمن والبحر الأحمر وخليج عدن. بدءاً من الهجمات المباشرة على ناقلات النفط إلى غرق السفن المهجورة والحرائق في مصافي الموانئ".
وأوضحت بأن النتائج التي توصلت إليها المنظمة تظهر أن هناك العديد من الناقلات الأصغر حجماً المتحللة معرضة لخطر الغرق. وهو ما قد يتسبب بمشاكل خطيرة لمجتمعات الصيد الساحلية في اليمن. كما أن تصاعد مخاطر الحوادث مع صدأ ناقلات النفط يمكن أن يهدد بشكل خطير عملية استيراد السلع الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها جراء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن.
وأردفت "اتضحت حقيقة مخاطر التلوث هذه في أوائل شهر يوليو، عندما اكتشف (PAX) تسرباً نفطياً كبيراً قادماً من إحدى ناقلات النفط المهجورة في ميناء عدن، والذي استمر لأسابيع".
وحدد البحث مسؤولية سفينة "لؤلؤة أثينا"، بالتسبب بااتسرب النفطي الهائل الذي حدث في يوليو الماضي، وذلك بعد عام واحد تقريباً (في يوليو 2021) من غرق الناقلة (DIA-1) في ميناء عدن، مما تسبب أيضاً في حدوث تسرب نفطي واسع النطاق.
أما ناقلات النفط التي لا تزال راسية في الميناء فهي: نفط اليمن 1، نفط اليمن 6، المرجان، (SICHEM FENOL)، دوكين، شط العرب 1، سمفوني، الهلال، أميرة البحر -1، اسطنبول -1، والناقلة المتهالكة كورال، وتشكل هذه الناقلات النفطية مخاطر جسيمة على سواحل اليمن وعلى البيئة والأشخاص المعتمدين عليها.
كما حملت المنظمة رجل الأعمال العيسي المسؤولية، كون أغلب هذه الناقلات النفطية تتبع مجموعته التجارية وهي مرتبطة بمجموعة من حوادث التلوث في الميناء، وقالت: "يتعين على مالكي هذه السفن، وفي هذه الحالة مجموعة العيسي، تحمل المسؤولية وتمويل عمليات الإزالة والتنظيف الآمنة حول الميناء، بما يتماشى مع قانون حماية البيئة الوطني اليمني".
ودعت المنظمة المجتمع الدولي لدعم السلطات اليمنية ومنظمات المجتمع المدني لتطوير وتنفيذ استراتيجية شاملة لإزالة جميع السفن المتعفنة في ميناء عدن، وتنظيف التلوث الساحلي والبحري الموجود، وإنشاء أنظمة مراقبة لمنع أي حوادث مستقبلية من السفن الراسية.
للإطلاع على التحقيق كاملاً على الرابط التالي:
https://paxforpeace.nl/news/overview/leaking-ghost-tankers-pollution-in-the-port-of-adens