قال مصدران مطلعان إن الأمم المتحدة تضغط على الأطراف المتحاربة في اليمن للاتفاق على تمديد الهدنة لستة أشهر، والتي ستكون الأطول في الصراع المستمر منذ سبع سنوات مع تزايد الضغوط الدولية على الجانبين لإنهاء الحرب.
واكتسبت جهود السلام دفعة بعد أن زار الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية في مطلع الأسبوع، حيث أعلن عن اتفاق مع القيادة السعودية من أجل "تعميق وتمديد" وقف إطلاق النار الذي ينتهي في الثاني من أغسطس آب. وتدور الحرب في اليمن منذ 2015 بين حلفاء بقيادة الرياض وجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
وقال المصدران إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج يتعين عليه معالجة شكاوى الجانبين قبل موافقتهما على تجديد إضافي للهدنة القائمة منذ شهرين والتي بدأ سريانها لأول مرة في أبريل نيسان.
وإذا تم الاتفاق، فإن التمديد لمدة ستة أشهر سيكون أكبر خطوة حتى الآن في عملية الأمم المتحدة نحو حل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وترك الملايين يواجهون المجاعة في أزمة إنسانية حادة.
وقال أحد المصدرين "الاقتراح (التمديد لستة أشهر) مطروح على الطرفين منذ فترة".
وأضاف المصدر أن جروندبرج سيسافر في الأيام المقبلة إلى سلطنة عُمان، حيث يوجد مقر كبير مفاوضي الحوثيين، وإلى مدينة عدن الساحلية في جنوب اليمن، حيث يقع مقر الحكومة المدعومة من السعودية، لإجراء محادثات.
وقالت إسميني بالا، المتحدثة باسم مكتب جروندبرج، إن مبعوث الأمم المتحدة يناقش مع الطرفين تجديد الهدنة الحالية، بما في ذلك إمكانية تمديدها لفترة أطول ولكن "لا يمكنه مناقشة التفاصيل في الوقت الحالي".
وأبلغت بالا رويترز عبر البريد الإلكتروني "السيد جروندبرج سيواصل اتصالاته المكثفة مع الأطراف في الأيام المقبلة. نأمل أن يتعامل الطرفان مع جهوده بشكل بناء... وألا يفوتوا هذه الفرصة للتوصل إلى نهاية عادلة ومستدامة للصراع في اليمن".
* إحباطات
يواجه الطرفان إحباطات فيما يتعلق بتنفيذ البنود الكاملة للاتفاق، بما في ذلك السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وبعض الرحلات الجوية التجارية من العاصمة صنعاء، الخاضعة أيضا لسيطرة الحوثيين، ومحادثات لإعادة فتح الطرق في منطقة تعز المتنازع عليها.
وقال المصدران إن السلطات المدعومة من السعودية تلقي باللوم على الحوثيين في عدم إعادة فتح الطرق الرئيسية في تعز وتتهمهم بعدم تقاسم عائدات الضرائب من ميناء الحديدة، فيما يتهم الحوثيون التحالف بتقليص عدد سفن الوقود التي تصل إلى الحديدة خلال الأسابيع الأخيرة، وقالوا إن مصر لم تسمح بأكثر من رحلة واحدة من صنعاء إلى القاهرة.
ولم يصدر أي رد حتى الآن من الحكومة اليمنية والمسؤولين الحوثيين ووزارة الخارجية المصرية على طلبات من رويترز للتعليق.
وأجرى ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وسلطنة عُمان محادثات افتراضية اليوم الاثنين لمناقشة تمديد الهدنة، وقال أحد المصدرين إنه من المتوقع أن يبدأ المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج زيارة للمنطقة غدا الثلاثاء.
وتحاول السعودية الخروج من الحرب المكلفة التي أضرت بسمعتها ودفعت واشنطن إلى فرض قيود على مبيعات الأسلحة إلى الرياض.
وقال أربعة أشخاص مطلعين إن إدارة بايدن تدرس استئناف المبيعات الأمريكية للأسلحة الهجومية إلى المملكة، لكن من المتوقع أن يتوقف أي قرار نهائي على النجاح في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في اليمن.