ذكرت صحيفة ذا غارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إنشاء لجنة دولية جديدة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن والإبلاغ عنها، بعد أشهر من حملة ضغط سعودية أبطلت تحقيقاً مستقلاً للأمم المتحدة في جرائم حرب محتملة.
ويأتي الكشف عن الأمر عشية جولة يقوم بها بايدن إلى المنطقة تشمل إسرائيل والسعودية.
وقال المدافع اليمني البارز عن حقوق الإنسان عبد الرشيد الفقيه، الذي يزور الولايات المتحدة، في مقابلة مع الصحيفة، إنه ناقش خطة واشنطن لإنشاء آلية دولية جديدة للتحقيق في جرائم حرب، في اجتماع عُقد أخيراً في مقر الخارجية الأميركية.
ولفت الفقيه إلى أن خطة الإدارة المقترحة لاستبدال هيئة الأمم المتحدة المستقلة التي كانت تحقق في جرائم حرب محتملة، معيبة للغاية، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية تدرس ضمّ ممثلين عن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرياض، كشريك في الآلية الدولية الجديدة.
واعتبر أن الأميركيين يعملون على آلية سيئة جداً لاستبدال هيئة الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن التفويض أولاً ضعيف، والآلية ليست مستقلة على الإطلاق.
وأشار الفقيه إلى أنه إذا تابعت الإدارة الأميركية الاقتراح، فسيكون الأمر أشبه بمطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحقيق في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين على المناقشات الأولية، طلبا عدم ذكر اسميهما بسبب حساسية القضية، قولهما إنهما كانا على دراية أيضاً بالجهود التي تبذلها الإدارة للوصول إلى المنظمات غير الحكومية لمناقشة الخطط.
ورفض متحدث باسم الخارجية الأميركية الردّ على أسئلة محدّدة بشأن مخاوف الفقيه. وعبّر متحدث في بيان عن خيبة أمله العميقة من إنهاء مجموعة الخبراء البارزين التابعة للأمم المتحدة "جي إي إي" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مسؤول كبير في مجموعة حقوقية تتخذ من جنيف مقراً لها، إن المناقشات حول كيفية استبدال المجموعة كانت في حالة تطوّر لبعض الوقت، وكانت هناك فرصة لإثارة القضية أمام مجلس حقوق الانسان في سبتمبر/أيلول. وفي وقت أعرب عن اعتقاده بأن المناقشات حتى الآن تمثل جهداً جدياً للعمل، عبّر عن مخاوفه من أن آلية جديدة قد تكون أكثر مراعاة للسعوديين.