قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها جنيف، إن فرص حصول النساء والفتيات في اليمن على أبسط خدمات الرعاية الصحية الأساسية تضاءلت كثيراً، جراء استمرار النزاع المسلح منذ أكثر من سبع سنوات.
وذكرت اللجنة في تقرير حديث لها، بأن "ثماني سنوات مرت منذ اندلاع النزاع المسلح في اليمن، استشرى خلالها العنف والمصاعب الاقتصادية وتدهورت خدمات الرعاية الصحية وهياكلها الأساسية، وتضاءلت معها فرص حصول النساء والفتيات على أبسط خدمات الرعاية الصحية التي لا يمكن الاستغناء عنها".
وأورد التقرير "ووفقاً لإحصاء أجرته منظمة اليونيسف، فإن أقل من 50% من حالات الولادة في اليمن حالياً تُجرى تحت إشراف متخصصين صحيين، وأن أمّاً وستة مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بسبب مضاعفات تحدث أثناء فترة الحمل ولأسباب يمكن تجنبها في الظروف الطبيعية، ويرجع ذلك أساساً إلى انعدام فرص الحصول على الخدمات الصحية أو ضعف الرعاية المقدمة".
وأضاف التقرير بأن المحنة مرشحة للتفاقم أكثر في ظل تقليص المنظمات الإنسانية حجم المساعدات التي تقدمها بسبب العجز في التمويل.
وأشار التقرير إلى أن نحو ثلثي اليمنيين لا يحصلون حالياً على أبسط خدمات الرعاية الصحية، أي أكثر من 20.1 مليون من بين إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 30.5 مليون نسمة، في ظل خروج نحو 50% من المرافق الصحية عن الخدمة، كما يقف العنف عقبة أمام قدرة المرضى على الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم.
جدير بالذكر أن 73% من النازحين المقدر عددهم بنحو 4.2 ملايين شخص منذ بدء النزاع في اليمن هم من النساء والأطفال. وتعاني النساء والفتيات النازحات مصاعب اقتصادية واجتماعية إضافية ينتج عنها صعوبة حصولهن على الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية الملائمة لعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية.
وبحسب تقارير أممية، فإن 4.71 ملايين طفل وامرأة في اليمن مصابون بسوء التغذية الحاد، من بينهم 1.14 مليون امرأة حامل أو مرضع تتطلب حالاتهن علاجاً من سوء التغذية الحاد، كما أن 6 ملايين امرأة لا يحصلن على دعم طبي أو دعم الصحة النفسية.
كما أن هناك 5 ملايين امرأة في سن الإنجاب بحاجة إلى دعم، و6.1 ملايين امرأة في حاجة إلى خدمات لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى 5 ملايين امرأة ومراهقة محرومات من خدمات الرعاية الصحية الأساسية والمنقذة للحياة، والرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.