أعلنت ألمانيا عن مساهمتها بمبلغ 4 ملايين يورو لأعمال مرفق دعم السلام (PSF) في اليمن، من أجل تعزيز أعمال وجهود الوساطة المهمة للأمم المتحدة.
وقال وزير الدولة الألماني توبياس ليندنر في مؤتمر المانحين ومؤيدي السلام الدوليين الذي استضافته برلين، بالتعاون مع الأمم المتحدة، يوم أمس في مقر وزارة الخارجية الألمانية: "بصفتنا مضيفاً ومنظماً ومصدراً للأفكار الرامية لتهدئة بؤر التوتر المعقدة، فإننا نظهر ما نعنيه بسياسة السلام النشطة، لذلك سنساهم بأربعة ملايين يورو في أعمال مرفق دعم السلام في اليمن".
ووعد الوزير ليندنر في المؤتمر، بمزيد من الدعم المالي للمرفق، وقال: "لسنوات عديدة، كنا نعمل على المستوى المفاهيمي وبالتزام مالي كبير مع الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى لحل النزاع في اليمن".
ومرفق دعم السلام في اليمن (PSF)، هو صندوق يدار من قبل الأمم المتحدة وبتصرف مبعوثها الخاص إلى اليمن، وتم إنشائه قبل ثلاث سنوات بمبادرة من ألمانيا التي تعد أكبر مانح مالي فيه، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وعشر دول أخرى، منها السويد وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة.
وقال ليندنر وفق ما ورد في بيان صحفي نشرته اليوم الثلاثاء، وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني: "إن اجتماع برلين يجعلني متفائلاً بحذر. يبدو أن حدوث تحول في الصراع اليمني أمر ممكن".

الهدنة الهشة أول نجاح

وذكر البيان إن بدء مفاوضات جادة لحل الصراع في اليمن بات قريبا جداً وفي متناول اليد، لذلك استضافت ألمانيا، بالاشتراك مع الأمم المتحدة، هذا المؤتمر لتعزيز أعمال الوساطة الهامة التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانز جروندبرج.
واعتبر البيان بأن تمديد الهدنة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الذي تم في يونيو وسارية حتى بداية أغسطس، وإن كانت هشة إلا أنها فرصة سانحة ومهيئة لاستغلالها في تقديم الدعم لجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن.

خطوات لدعم السلام وإنقاذ "صافر"

وأورد البيان أنه تم في مؤتمر برلين الاتفاق على التطوير الاستراتيجي الإضافي لمرفق دعم السلام، وكذلك الخطوات العملية الملموسة في هذا الجانب.
كما يهدف مرفق دعم السلام (PSF) إلى المساعدة في منع كارثة بيئية في البحر الأحمر، عن طريق البحث عن حل لناقلة النفط العملاقة "صافر" المتهالكة التي تبلغ من العمر 40 عاماً، وتحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام على متنها، والعائمة بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، ولم تخضع للصيانة منذ سنوات بسبب آثار الحرب الأهلية، وهو ما يجعل خطر حدوث تسرب نفطي من الناقلة أمر متوقع الحدوث وبنسبة كبيرة.
وأوضح البيان بأنه يوجد حالياً فنيون من شركة هولندية متخصصة من أجل التخطيط لعملية إنقاذ محتملة للناقلة، ومن المأمول، ووفق اتفاق سياسي سابق، أن يتم العثور على حل تقني، وفي نفس الوقت، يمكن إزالة عقبة رئيسية على طريق السلام.
وأشار البيان إلى أن ألمانيا ساهمت بالفعل بنحو 10 ملايين يورو في عملية الإنقاذ.