اكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم السبت على موقف بلاده الثابت تجاه العلاقات الراسخة مع اليمن، وشرعيته ووحدته وسلامة أراضية.
كما جدد الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس اليمني رشاد العليمي عقب جلسة مباحثات ثنائية في القاهرة، الدعم الكامل لكافة الجهود الهادفة لتحقيق السلام والتوصل إلى حل سياسي، عادل ومستدام للأزمة اليمنية.
وقال الرئيس السيسي " أكدت خلال المباحثات على موقف مصر الثابت، والمستند إلى العلاقات التاريخية الراسخة والمتشعبة، التي تربط بين الشعبين المصري واليمني، بدعم مصر للشعب اليمني الشقيق وللشرعية اليمنية".
اضاف" كما أكدت على دعمنا الكامل، لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها ورؤيتنا لما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية قصوى لمصر، وللعالم العربي بأسره".
وشدد الرئيس المصري على دعم مصر، لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن وفقًا لمرجعيات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونتائج المشاورات اليمنية الأخيرة في "الرياض"، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وجدد الرئيس المصري التأكيد على ترحيب مصر، بإعلان الأمم المتحدة في الثاني من یونیو 2022 ، عن تمديد اتفاق الهدنة في اليمن وتقديرها لجهود الحكومة اليمنية الشرعية، في احترام التزاماتها وفقًا لما نص عليه الاتفاق ودعواتها لكافة الأطراف للتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، لما يمثله ذلك من تطور إيجابي، يمكن البناء عليه، لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن، حد قوله
وأشار الرئيس السيسي إلى استجابة مصر، لطلب الحكومة اليمنية والأمم المتحدة، بتسيير رحلات طيران مباشرة، بين مطاري "القاهرة" و"صنعاء" ، لافتا إلى أن الاستجابة المصرية جاءت تأكيدًا للحرص على التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، ودعم كافة الجهود التي تصب لصالحه.
وقال السيسي أن مصر لن تدخر وسعًا، في مساعدة اليمن وأنها حريصة على تقديم أوجه الدعم المختلفة للأشقاء اليمنيين، خاصة في مجال تدريب الكوادر البشرية، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا، أهمية تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، وآليات تفعيل ذلك.
وقال " لقد اتفقنا خلال النقاشات كذلك، على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكثيف العمل المشترك، لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، والخليج العربي وارتباط تلك المسألة الحيوية، بالأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا، خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن عبر توفير الدعم والتمويل اللازمين، للخطة الأممية ذات الصلة.
وجدد الرئيس السيسي ترحيبه بالرئيس العليمي والوفد المرافق له ، مؤكدا موقف مصر، القائم على دعم وحدة الدولة اليمنية، واستقلالها وسلامة أراضيها، ودعم مؤسساتها الوطنية الشرعية وحرصها على دعم جهود تعزيز السلام والأمن في اليمن.
من جانبه اثنى الرئيس اليمني الدكتور رشاد العليمي
على مواقف مصر الى جانب بلاده دفاعا عن الجمهورية في الشمال واستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.
وأضاف "اليوم..فإن مصر تقف معنا أيضا في إطار التحالف الداعم للشرعية الدستورية بهدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب المدعوم من إيران، كما تحتضن مئات الآلاف من أبنائنا الذين تقطعت بهم سبل العيش في الداخل مع استماتة الجماعة الانقلابية بحملتها الوحشية في ملاحقة المعارضين لهجماتها المتخلفة"، حد قوله
وأوضح "لقد تحدثت للرئيس السيسي حول مستجدات الوضع في بلادنا والجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي اليمني من أجل تحسين الأوضاع في المحافظات المحررة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والخدمي وتوحيد مؤسستي الجيش والأمن وما تتطلبه هذه الإصلاحات من إسناد ودعم من الأشقاء في مصر".
وقال العليمي أنه تم التأكيد خلال المباحثات على التعاطي الإيجابي مع كافة مساعي السلام بالتنسيق مع التحالف في دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات،" اللتين لم تبخلا في تقديم كافة أشكال الدعم والمبادرات من أجل إنهاء معاناة شعبنا" حد قوله.
وأعرب الرئيس العليمي عن تضامن اليمن مع حقوق مصر المائية، مشيرا إلى أنه تم التأكيد في كافة المحافل الدولية والإقليمية على موقف اليمن الثابت والداعم إلى جانب مصر وشعبها وحقوقه المشروعة.
ولفت العليمي إلى التطرق خلال المباحثات للمخاطر المحدقة بأمن وسلامة الملاحة الدولية مع زيادة الأنشطة العدائية المدعومة من إيران، عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إضافة إلى ما يمكن أن يمثله انهيار الناقلة "صافر" من كارثة بيئية ستشمل اليمن ومصر وكافة الدول المطلة على البحر الأحمر.
وتابع قائلا "إن الرئيس السيسي قد أكد له أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن مصر ودول الجوار والمنطقة برمتها".
واشار الى أنه تم التطرق إلى فرص تعزيز التعاون بين البلدين والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في قطاع الخدمات بما فيها التعليم والصحة وإعادة الإعمار والتسهيلات الإضافية لرعاية المقيمين والوافدين إلى أرض مصر.
وأوضح أن هناك عددا من مذكرات التفاهم سيتم التوقيع عليها من قبل الحكومتين في الوقت القريب العاجل.