[ فرانس برس ]
قالت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، أنها وثقت أكثر من 35 ألف حالة انتهاك ارتكبت بحق الأطفال في اليمن خلال سنوات الحرب، أغلبها ارتكبتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وأكدت المنظمة في بيان صدر عنها، امس السبت، بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، والذي يصادف 4 يونيو/ حزيران من كل عام، مقتل وإصابة أكثر من 14 ألف طفل خلال سبع سنوات من الصراع في اليمن، سواء في القصف المباشر أو عمليات القنص أو بسبب الألغام وغيرها من الانتهاكات، حيث أنها وثقت مقتل أكثر من 5700 طفل، إضافة إلى إصابة نحو 8310 آخرين.
وأشارت المنظمة إلى أن مدينة تعز المحاصرة تأتي في مقدمة المناطق التي تعرض أطفالها للقتل والإصابة، حيث قتل فيها 1100 طفل، وأصيب 4250 آخرين.
واعتبرت المنظمة أن ما ترصده بشكل دائم يعكس صورة قاتمة عن مستوى تمتع الأفراد بحقوقهم، لا سيما وأنها توثق بشكل يومي عشرات الانتهاكات بحق الأطفال، حيث يعاني أكثر من 12 ألف طفل من سوء التغذية، ونحو 2 مليون طفل محرومون من التعليم بسبب الصراع المستمر في اليمن، فيما أدى النزاع المسلح إلى تهجير نحو مليون طفل بشكل قسري الأمر الذي يفاقم من المعاناة التي يتعرض لها أطفال اليمن بشكل خطير.
وتابعت المنظمة في بيانها بأن "جماعة الحوثي متهمة بتجنيد أكثر من 20,000 طفل وإشراكهم في النزاع المسلح، إلى جانب مسؤوليتها عن 797 حالة اختطاف من أصل 888 حادثة اختطاف لأطفال".
وحذرت المنظمة من أن استمرار الانتهاكات بحق الأطفال من قبل أطراف الصراع ومواصلة حرمانهم من حقوقهم الأساسية، يعتبر تعدياً خطيراً على الحصانة والحماية الخاصة التي أقرها القانون الدولي للطفل، إضافة لكونها تقوض أي حل سلمي أو جهد من شأنه أن يحقق الحماية للأفراد والأطفال في ظل غياب المساءلة القانونية الدولية عن انتهاكات أطراف الصراع التي يجب أن تُفعّل بشكل عاجل.
وأرجعت المنظمة الحقوقية تراجع مؤشرات حماية حقوق الأطفال في اليمن عامة وتعز خاصة إلى "إصرار جماعة الحوثي لممارسة العقاب الجماعي بحق المدنيين في تعز ومن بينهم الأطفال، وعدم احترام القواعد الدولية الإنسانية في الحرب، حيث تعرضت المدارس والمستشفيات والأسواق وأماكن لعب الأطفال إلى قصف عشوائي، كما تعرض الأطفال لقنص متعمد ذهب ضحيته المئات من الأطفال، إضافة إلى استمرار إغلاق الطرقات من وإلى المدينة الذي ضاعف من انتهاك حرية التنقل وزاد من معاناة الأطفال في التنقل، وخلق حالة من الخوف الدائم لدى الأطفال والذي أدى بدوره إلى زيادة الصدمات النفسية لديهم".
وأبرزت المنظمة في هذا الصداد ما أسفر عنه المسح الميداني الذي أجرته منظمة "يمن لإغاثة الأطفال"، والذي أظهر أن 31% من أطفال اليمن، أصيبوا بأعراض جسدية كالصداع والإرهاق وآلام الصدر، وهو ما اعتبره الباحثون مؤشرا على الإصابة بأمراض نفسية.
ودعت منظمة "سام" إلى تحرك جديّ من أجل حماية حقوق الأطفال في اليمن والعمل على وقف الانتهاكات وتفعيل المساءلة الدولية، وقالت "إن أي جهد دولي يجب أن يُبذل أولاً في الضغط على كافة أطراف الصراع من أجل وقف انتهاكاتهم وضمان تقديم المخالفين إلى العدالة كخطوة أولى لحماية الأطفال في اليمن، ومن ثم دعوة جميع الأطراف السياسية لحوار شامل، يبحث الخطوات الأولى في إرساء قواعد العدالة والديمقراطية، بالاستناد على قواعد ومواثيق القانون الدولي التي تضمن الحماية الكاملة والشاملة للأطفال والأفراد وحقوقهم من أي انتهاك".