جنيف: المرصد الأورومتوسطي يدعو إلى إنهاء حصار تعز كأولوية إنسانية مُلحّة
يمن فيوتشر - متابعات: الخميس, 26 مايو, 2022 - 07:46 مساءً
جنيف: المرصد الأورومتوسطي يدعو إلى إنهاء حصار تعز كأولوية إنسانية مُلحّة

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، الأطراف ذات العلاقة بالنزاع في اليمن إلى العمل على نحو جاد وسريع لإنهاء حصار تعز، واتخاذ جميع الخطوات الممكنة للحد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون في المدينة.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الخميس، "إنّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في تعز تحتّم على أطراف النزاع والأمم المتحدة إيلاء قضية فك حصار المدينة أهمية قصوى في التفاهمات الجارية، وخصوصاً في ظل الهدنة القائمة، وتطبيق بعض بنودها كوقف العمليات العسكرية، وتسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي بعد نحو 6 سنوات من التوقف".
وعبّر المرصد الأورومتوسطي عن أمله في أن تسهم محادثات الجارية في العاصمة الأردنية عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي في فتح الطرق والمعابر في تعز وبقية المناطق، وتمكين السكان من ممارسة حقهم في حرية الحركة والتنقل.
مشدداً على ضرورة التوافق على تمديد الهدنة الجارية لإفساح المجال أمام تطبيق مزيد من الخطوات التي نصّ عليها اتفاق الهدنة، والتي من شأنها أن تُسهم في خفض التصعيد، وتخفّف من حدة الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد بسبب النزاع.
وقال المرصد بأنّ جماعة الحوثي التي تسيطر منذ 2015 على معظم المنافذ الحيوية لمدينة تعز "تواصل إغلاق طراق الإمداد وتعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى السكّان المحاصرين، إضافة إلى تقييد حركة تنقّل السكان ودفعهم إلى اتخاذ طرق بعيدة ووعرة وخطيرة تسببت بوفاة العشرات منهم خلال السنوات الماضية".
لافتاً إلى أنّ عمليات القصف والقنص التي نفذتها جماعة الحوثي بوتيرة متفاوتة خلال الأعوام السبعة الماضية أدّت إلى مقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف، إذ وثّق تقرير حقوقي مقتل 365 مدنياً نتيجة عمليات القنص التي نفذها مسلحو الجماعة في المدينة خلال الفترة (2015 ـ 2020).
وبين المرصد: "إن حصار المدينة تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية على مختلف الأصعدة، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير نتيجة ارتفاع تكاليف النقل لطول وخطورة الطرق، إضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب، وضعف مستوى الخدمات الطبية المقدمة للسكان وصعوبة الحصول عليها، وخصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يسكنون في ريف المدينة ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة عبر طرق خطيرة للوصول إلى المدينة والحصول على العلاج".
وقال مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي": "رغم الأزمة الإنسانية المروّعة التي سبّبها حصار تعز لملايين السكّان، إلّا أنّ التحرك لإنهاء هذه المأساة بقي محدوداً إلى حد كبير، إذ لم يلمس السكّان المحاصرون أي انعكاسات إيجابية للهدنة المُعلنة، ولا بوادر حتى الآن للتخفيف من الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة". 
وأضاف أنّ "مبادرة الأمم المتحدة ورعايتها للهدنة القائمة تستدعي منها التدخل لدى الأطراف المختلفة لتنفيذ جميع بنودها، وفي مقدمتها فتح الطرق في تعز، والسماح بحرية الحركة والتنقل وتدفق الإمدادات الإنسانية".
وحث المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جماعة الحوثي على الوفاء بتعهداتها بموجب اتفاق الهدنة، وفتح الطرق والمعابر في مدينة تعز وإنهاء عزلها عن باقي المحافظات اليمنية، وعدم تأخير أو ربط هذا الملف الإنساني بملفات سياسية أو ميدانية أخرى.
داعياً المبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبرغ" إلى العمل مع جميع الأطراف في اليمن لتمديد الهدنة القائمة، بما قد يمهد إلى وقف شامل ونهائي للعمليات العسكرية، ويهيئ الأجواء لإطلاق حوار بنّاء بغية التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع تسمح بإنقاذ ملايين اليمنيين من خطر المجاعة.


التعليقات