أعلنت الأمم المتحدة وحكومة هولندا الحصول على 33 مليون دولار لدعم تنفيذ خطتها التشغيلية المنسقة الرامية للتصدي للتهديد الذي يشكله خزان النفط العائم في البحر الأحمر.
وعقدت الأمم المتحدة وحكومة هولندا، اليوم الأربعاء، في لاهاي مؤتمرا لجمع التبرعات اللازمة للتصدي لخطر انسكاب نفطي من الخزان العائم.
في رسالة مصورة إلى المؤتمر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره ودعمه للجهود المبذولة لمنع وقوع كارثة بيئية وإنسانية قبالة سواحل اليمن.
كما أعرب عن شكره لهولندا على المشاركة في استضافة الفعالية.
وأشار بيان مشترك صادر عن الأمم المتحدة وحكومة هولندا أن المؤتمر يمثل بداية الجهود الرامية إلى جمع 144 مليون دولار التي تتطلبها الخطة، بما في ذلك 80 مليون دولار لتنفيذ العملية الطارئة وتركيب السفينة البديلة المؤقتة.
وقالت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، ليزي شرينيماخر: "لقد شكلت فعالية اليوم خطوة مهمة إلى الأمام نحو وقف التهديد الذي يشكله خزان صافر. تمكنا من خلال الفعالية من جمع مبلغ كبير. سنواصل دعم الأمم المتحدة في شهر أيار/مايو لجمع الأموال المتبقية المطلوبة. تبدي العديد من الدول اهتماما كبيرا بالانضمام إلى هذا الجهد."
تعهدت هولندا بتقديم نحو 8 ملايين دولار، فيما شملت قائمة الدولة الأخرى التي تعهدت كلا من ألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والسويد والنرويج وفنلندا، وفرنسا، وسويسرا، ولوكسمبورغ.
•خطوة حاسمة
وقال الأمين العام إن خطة الأمم المتحدة يمكنها أن توقف هذه الكارثة قبل أن تبدأ، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية تعمل بشكل وثيق، في الأشهر الأخيرة، مع جميع أصحاب المصلحة للتوصل إلى سبيل واضح للمضي قدما يحظى بدعم واسع النطاق. "الآن نحن بحاجة إلى الأموال لتنفيذ الخطة."
ووصف الأمين العام فعالية اليوم بأنها "خطوة حاسمة لمنع كارثة من شأنها أن تؤثر على اليمن والمنطقة والعالم."
وحث الأمين العام جميع شركاء اليمن على تقديم التمويل الكامل حتى يبدأ العمل على الفور، مؤكدا أنه "لا توجد لحظة نضيعها."
•نافذة زمنية ضيقة
بدوره، أعرب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن ديفيد غريسلي عن امتنانه للمانحين الذين تعهدوا بتقديم التمويل اليوم. "ونتطلع إلى تلقي المزيد من الالتزامات من أولئك الذين لم يتعهدوا بعد."
"يمكننا بدء العمل عندما يتوفر لدينا التمويل. يمثل حدث اليوم بداية قوية لجهودنا لضمان نجاح المشروع، بما في ذلك التواصل مع القطاع الخاص. نحتاج إلى العمل بسرعة للحصول على الأموال المتبقية لبدء العملية التي تستغرق أربعة أشهر."
وفي حديثه مؤخرا إلى الصحفيين في نيويورك، كان السيد ديفيد غريسلي قد أعرب عن تفاؤله في أن تنتهي قصة صافر بشكل إيجابي قائلا إن لدينا خطة منسقة من قبل الأمم المتحدة للحد من تهديد حدوث تسرب كارثي للنفط لهذه الناقلة. وأضاف:
"ما يقلقني بالتحديد هو أننا بحاجة إلى إنهاء هذه العملية بحلول نهاية شهر أيلول/سبتمبر لتجنب الرياح والتيارات المضطربة التي تبدأ في الجزء الأخير من السنة، في تشرين الأول/أكتوبر، تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر مما قد يزيد من خطورة حدوث أي تفكيك وبالتالي أيضا تزداد خطورة إجراء أي عملية."
من جانبها أبدت خالدة بوزار، مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي امتنانها للجهات المانحة، معربة، في تغريدة على تويتر، عن الأمل في الحصول على تمويل إضافي في الأيام المقبلة ليتسنى البدء في اتخاذ إجراءات عاجلة.
•نتيجة كارثية
وتحتوي السفينة التي يبلغ طولها 376 مترا على أكثر من مليون برميل من النفط الخام الخفيف - أربعة أضعاف الكمية التي سربتها إكسون فالديز المعروفة في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وستكون نتيجة التسرب الكبير كارثة إنسانية وبيئية وستكلف المنطقة عشرات المليارات من الدولارات في عمليات التنظيف والتكاليف الاقتصادية.
يمكن أن يفقد أكثر من 200 ألف يمني يعملون في صناعة صيد الأسماك سبل عيشهم بين عشية وضحاها، وسوف تتأثر السياحة في أماكن بعيدة مثل مصر ويمكن أن يتوقف الشحن عبر باب المندب وقناة السويس.