قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، في مقابلة خاصة مع "الحرة"، الثلاثاء، إن " أمام اليمن فرصة مثالية – لأول مرة – لتحقيق السلام"، منذ اندلاع النزاع عام 2014، لكنه قال إن "السلوك الإيراني بتأجيج الصراع قبل الهدنة يبدو إنه لم يتغير".
وأشار ليندركينغ إلى "وجود قيادة جديدة في اليمن تمثل مجموعة أوسع من مصالح الشعب اليمني وتعمل بشكل جاد للمحافظة على الوحدة وتتواصل مع كل الأطراف وتركز على حاجات الشعب اليمني".
وبشكل مبشر، قال ليندركينغ إن الهدنة صامدة بشكل عام لأول مرة منذ ستة أعوام، مضيفا "أعتقد أن هذه تطورات مهمة جدا لليمن والولايات المتحدة وأن المجتمع الدولي يقف بقوة وراءهم".
ولم يلتق ليندركينغ الرئيس اليمني السابق شخصيا منذ استقالته، لكنه قال "على حد علمي إنه حر في التحدث إلى من يشاء" وفقا لمعلومات قال إنها استقاها من محادثات مع "أشخاص قريبين منه".
ولم يدل الرئيس السابق، عبد ربه منصور هادي، بأية تصريحات صحفية منذ خطاب استقالته في أبريل الماضي، فيما أثيرت تكهنات بأنه قد يكون ممنوعا من إجراء اللقاءات العامة، وهي تكهنات نفيت من قبل الحكومة اليمنية ومن مسؤولين في السعودية، حيث يقيم.
وأكد ليندركينغ أن الحكومة اليمنية السابقة واجهت بعض الصعوبات، وقال إنه "سيكون هناك اتصالات إضافية مع عبد ربه في المستقبل وأعتقد أن ذلك مهم أيضا".
•"تصميم سعودي"
وأشار ليندركينغ إلى وجود "تصميم سعودي" على رؤية نهاية الصراع في اليمن، والبناء على التطورات الأخيرة، مثل الهدنة وتبادل السجناء، والتي وصفها بالإيجابية.
وشدد المبعوث الخاص على أن الولايات المتحدة الأميركية، في ظل الإدارة الحالية أعادت التأكيد على التزامها بأمن السعودية والدفاع عنها، وأشار إلى "وجود سبعين ألف أميركي يقيمون في السعودية وستين ألفاً يقيمون في الإمارات".
وأكد "هناك إرتباط مباشر للغاية بالأمن الأميركي بحكم واقع أنه لدينا الكثير من الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في هذين البلدين".
وكشف ليندركينغ عن تحقيق تقدم كبير في تخطي بعض الخلافات في العلاقات مع السعودية خلال العام الماضي وقال " أرى التزاما قويا للغاية من قبل الولايات المتحدة والسعوديين ببناء هذه العلاقة إلى أقصى حد ممكن، وأرى فائدة كبيرة من خلال تنسيقنا مع السعوديين ومع الحكومة اليمنية".
وأكد ليندركينغ على عمق العلاقة بين واشنطن ودول الخليح بالقول: "هناك 70 ألف أميركي يقيمون في السعودية، و60 ألفا يقيمون في الإمارات، وهناك ارتباط مباشر للغاية بالأمن الأميركي بحكم أنه لدينا الكثير من الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في هذين البلدين".
•إيران
على الجانب الآخر، تبدو الدولة الأخرى المؤثرة في الصراع اليمني، مقابل السعودية، أقل عزما على رؤية نهاية سلمية للصراع.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن إنه "لسوء الحظ، شجعت إيران الهجمات وأججت الصراع قبل الهدنة"، مضيفا أنه "لم ير أي تغيير في تصرفات إيران تجاه اليمن".
واستطرد قائلا " لا بد من الإشارة إلى أن إيران رحبت بالهدنة إلى جانب السعودية ودول أخرى".
وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن أن الولايات المتحدة تريد نجاح مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في تمديد الهدنة.
وقال "نحن منخرطون بقوة في جهوده ومع شركائنا في المنطقة للمساعدة على صمود الهدنة"، وأضاف " لم تطبق كل بنود الهدنة بعد، فالمطار لم يستقبل رحلات تجارية بعد كما تنص عليه الهدنة، كما أن فتح الطرق إلى تعز ومحيطها كانت قضية مهمة للولايات المتحدة ولم تتحقق هذه الالتزامات بعد وهي أولوية بالنسبة لنا".
•إعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب
وحول إمكانية إعادة إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية قال ليندركينغ "سنراقب عن كثب كيفية تصرف الأطراف. وتركيزنا الآن بالتأكيد منصب على الهدنة وإذا كانت ستصمد حتى الثاني من يونيو، وهذا ما نأمله".
وأضاف ليندركينغ إن الولايات المتحدة ستنظر بعدها في إمكانية تمديد الهدنة والبناء عليها لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار".
وكشف ليندركينغ أن الحوثيين لم يخلوا مجمع السفارة الأميركية في صنعاء بعد ولم يطلقوا سراح ثلاثة عشر فردا يمنيا كانوا يعملون في السفارة سابقا.
ودعا إلى إطلاق سراحهم "فورا"، وأكد أنه "لا يوجد أي عذر على الإطلاق لاعتقال الأبرياء واحتجازهم وعزلهم عن عائلاتهم، هذا أمر غير مبرر، هؤلاء مواطنون يمنيون لديهم وظائف وهم يقومون بوظائفهم لحماية ما كان يعرف بالسفارة الأميركية في صنعاء، لذلك نود أن يعود المجمع إلى الولايات المتحدة وإطلاق سراح هؤلاء الأفراد وإعادتهم إلى عائلاتهم".