قالت مصادر عسكرية، ان جماعة الحوثيين ، تحضر فيما يبدو لمعركة مقبلة حول مدينة مارب، وفق ما نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن نائب مدير المركز الإعلامي في القوات الحكومية، العقيد صالح القطيبي.
وقال القطيبي ان الجماعة، "استغلت غياب مقاتلات التحالف في تشييد التحصينات والدفع بالعربات والمدرعات والأسلحة الثقيلة لتعزيز الخطوط الأمامية".
وأضاف "ضاعفت الجماعة من عمليات حفر الخنادق والتحصينات والتحركات الميدانية، كما دفعت بأعداد كبيرة من المقاتلين إلى مختلف الجبهات القريبة من مأرب".
في موازاة ذلك، أفاد سكان في محيط العاصمة صنعاء، بأن "مشرفين حوثيين كثّفوا خلال الأيام الماضية من عمليات الحشد والتعبئة في المساجد والمقايل (أماكن التجمعات لتناول القات)، ودفعوا بعشرات المجندين الجدد إلى مراكز تدريب في محيط العاصمة".
من جهته، قال مصدر في استطلاع القوات الحكومية في مأرب إن "حشوداً حوثية مسنودة بمعدات ثقيلة تصل إلى مختلف الجبهات مستغلة توقف الغارات الجوية"، مشيراً إلى أن "أكثر التعزيزات تصل إلى الجبهات الشمالية في منطقة العلمين (شرقي الحزم مركز محافظة الجوف)، وكذلك إلى الجبهات الجنوبية".
وأضاف: "بناء على التحركات الحوثية فإن المليشيا لن تستمر طويلاً في الالتزام الصوري بالهدنة، وستبدأ بشن هجمات، خصوصاً في الجبهات الشمالية وتحديداً منطقة العلم التي حاولت إحداث اختراق فيها في المرات السابقة وفشلت، إضافة إلى الجبهات الجنوبية" التي تسعى من خلالها لتطويق مدينة مأرب.
وتحاول الجماعة من خلال الهجمات التي تشنها في منطقة العلم، التقدم باتجاه الطريق الدولي الذي يربط مأرب بحضرموت ومنفذ الوديعة بين اليمن والسعودية لقطع الطريق وإطباق الحصار على مأرب، إضافة إلى التقدم باتجاه حقول صافر النفطية وأهم ثروات البلاد.
وقال المصدر العسكري: "الحرب قادمة سواء من شمال المحافظة أو جنوبها، لم نعرف عن الحوثي أنه التزم بهدنة من قبل، وهذه الفترة هي للاستعداد وحشد المزيد من المقاتلين، ومصير هذه الهدنة مثل سابقاتها". وأضاف: "لا نتمناها، لكن إذا حلت سنكون مستعدين لها بالطبع".
•هدنة يمنية ناجحة رغم هشاشتها
وكانت جبهات مأرب شهدت هدوءاً نسبياً خلال الشهر الحالي، عقب إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ في 2 إبريل عن موافقة أطراف الصراع على هدنة إنسانية لمدة شهرين، تتضمّن وقفاً لكل الأعمال العسكرية، فضلاً عن رفع جزئي للحظر المفروض من التحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وكذلك فتح المعابر في مدينة تعز الواقعة تحت حصار الحوثيين منذ بداية الحرب.
ونجحت الهدنة، التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بـ"الهشة"، في تخفيف الأعمال العدائية إلى حد كبير، مع توقف الغارات الجوية والهجمات الحوثية على الأراضي السعودية، إضافة إلى دخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، ما مثّل أبرز مكاسب الهدنة. غير أن بقية البنود الخاصة بمطار صنعاء ومعابر تعز ما تزال متعثرة ويدور بشأنها جدل كبير.
وكانت جماعة الحوثي بدأت مطلع عام 2020 بتنفيذ عملية عسكرية واسعة من جبال نهم شرقي صنعاء، بهدف السيطرة على محافظة مأرب الوازنة في الصراع باعتبارها أهم معاقل الحكومة المعترف بها، وحققت نجاحاً ملحوظاً بوصولها إلى أطراف المدينة وتطويقها فيما يشبه الهلال من ثلاث جهات. غير أن المعارك بالقرب من المدينة باتت مكلفة للغاية وعجزت الجماعة عن التقدم فيها إلى حد كبير.