الرياض-السفير الهولندي بيتر ديرك هوف لـ"يمن فيوتشر": من المهم تغيير السرد حول اليمن بالتركيز على المستقبل
يمن فيوتشر - ثريا دماج الإثنين, 25 أبريل, 2022 - 09:40 صباحاً
الرياض-السفير الهولندي بيتر ديرك هوف لـ

اكد السفير الهولندي لدى اليمن، بيتر ديرك هوف، هشاشة الهدنة المعلنة في البلاد، لكنه اشار الى فرص لنجاحها بضبط النفس، وتنفيذ الالتزامات، لاسيما فتح  الطرق المؤدية إلى تعز، و استئناف الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء الدولي.
ودعا ديرك هوف، اليمنيين الى اغتنام الفرصة و تغيير السرد حول بلدهم، بالتركيز على استحقاقاته المستقبلية.
وقال،"دعونا جميعا ندرك ان هذا صراع لايمكن كسبه، وانه لا يمكن لأي قدر من المساعدة الانسانية انهاء الازمة".
اضاف: "الطريقة الوحيدة لإنهاء المعاناة الإنسانية هي وقف الحرب. في غضون ذلك من المهم أيضا تغيير السرد حول اليمن والتركيز على تطوره المستقبلي".
وقال بيتر ديرك، ان هولندا لديها في اليمن اطول برنامج تعاون ثنائي في العالم، كما يحتل اليمن حاليا المرتبة الرابعة بين الجنسيات الاكثر طلبا للجوء في البلد الاوروبي..الى نص الحوار.

 

•لنبدأ سعادة السفير بالعلاقات اليمنية الهولندية وبرامج الدعم ذات الاولوية في الوقت الراهن؟

-علاقتنا التنموية مع اليمن طويلة الأمد. و في الواقع برنامجنا هناك هو أطول برنامج تعاون ثنائي لدينا في العالم بأسره، اذ يمتد على مدى 44 عامًا.
نحن أحد المانحين القلائل الذين استمروا في التنمية على الرغم من الحرب.
نحن نركز بشكل خاص على قطاعات الصحة، لاسيما الصحة الإنجابية، والإدارة المستدامة للمياه والأمن وسيادة القانون. اضافة إلى ذلك فإننا نركز ايضا على حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي بما في ذلك المرأة والسلام والأمن. نحن أيضًا مانح إنساني مهم.

 

•بالاشارة الى برنامج دعم سلطة انفاذ القانون، وتمكين المرأة خصوصا في صناعة القرار العدلي..هل من مزيد حول هذا البرنامج؟

-نعم قطاع الأمن والعدالة أحد القطاعات ذات الأولوية لدينا. لقد بدأنا بالفعل مؤخرًا برنامجًا كبيرًا متعدد السنوات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يركز على تسهيل الوصول إلى العدالة، ولاسيما الفئات الضعيفة مع التركيز على النساء.
يسعى البرنامج إلى تحسين حصول النساء والفئات الضعيفة الأخرى على العدالة، كما يسعى إلى زيادة تمثيل المهنيات في قطاع العدالة والتخفيف من محنة المحتجزات في صنعاء وعدن.
وهناك برنامج آخر نفخر به يدعم أكاديمية الشرطة النسائية في عدن، من خلال منظمة الإصلاح الجنائي الدولية.

 

•وماذا قدمت هولندا لمواجهة جائحة كوفيد-19  في اليمن؟

-بصفتنا هولندا نحن مساهم مهم في آلية كوفاكس، حيث نقدم اللقاحات إلى البلدان النامية. تم تخصيص 296.800 جرعة لليمن من لقاح يانسن.

 

•تزايد عدد اللاجئين او المهاجرين اليمنيين الى هولندا..هل من تقديرات لعدد اليمنيين في المملكة..وما هي التسهيلات الممنوحة لهم؟

-عدد طالبي اللجوء في هولندا من اليمن آخذ في ازدياد بالفعل.
يحتل اليمن حاليًا المرتبة الرابعة بين الجنسيات الأكثر طلبًا للجوء في هولندا. لا أعرف عدد اليمنيين المقيمين في هولندا، لكن في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي على سبيل المثال، طلب حوالى 1500 يمني اللجوء.

 

•ما هو تقييمكم للهدنة المعلنة في اليمن، وما هي متطلبات نجاحها من وجهة نظركم؟

-الحقيقة الهدنة هشة، ولكن كما صرح مبعوث الأمم المتحدة هانز غروندبرغ في مجلس الأمن، يتم  التعويل عليها بشكل كبير. 
وبالفعل كانت هناك أخبار جيدة على الرغم من أن ما يحدث في مأرب والمناطق الأخرى يجب مراقبته عن كثب. 
من أجل ضمان نجاح الهدنة، يجب فتح  الطرق المؤدية إلى تعز، و يجب استئناف الرحلات الجوية التجارية إلى مطار صنعاء، ويتعين على الأطراف الوفاء بالتزاماتها وممارسة ضبط النفس. 
نأمل أن يكون من الممكن العمل من أجل وقف كامل للعمليات العدائية أو حتى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.

 

•وماذا عن تقييمكم ايضا للمشاورات اليمنية التي رعاها مجلس التعاون مؤخرا بغياب الحوثيين؟

-أعتقد أن الحوار اليمني اليمني في ظل دول مجلس التعاون الخليجي كان خطوة مهمة، على الرغم من عدم وجود الحوثيين.
وانا زرت عدن في وقت لاحق بمناسبة تدشين عمل المجلس الرئاسي هناك.

آمل أن يعمل المجلس من داخل وخارج اليمن. وآمل أن يخصصوا كل طاقاتهم لبدء حوار سياسي شامل والعمل من أجل سلام عادل.
كما انه من المهم تنفيذ اتفاق الرياض بالكامل بما في ذلك البنود الأمنية والعسكرية. يجب تمكين حكومة رئيس الوزراء معين عبد الملك، العمل من عدن لمواجهة الأزمة الاقتصادية العميقة وتقديم الخدمات للشعب اليمني.

 

•الحرب الروسية الاوكرانية قد تضيف اعباء اخرى للازمة الانسانية في اليمن..ما هي تقديراتكم بهذا الشأن؟

-أثر الغزو الروسي لأوكرانيا على العديد من البلدان بما في ذلك اليمن الذي يستورد جزءًا رئيسا من قمحه من أوكرانيا.
يستورد اليمن حوالى 90 بالمائة من غذائه، في ظل الاسعار العالمية المرتفعة، إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي القائم في البلد.

 

•يعمل المبعوث الاممي على تطوير اطار لحل الازمة اليمنية وفي الوقت ذاته تثبيت واستدامة الهدنة..ما هي فرص نجاح هذه الجهود وما الذي تحتاجه للمضي قدما؟

-نحن ندعم بشكل كامل جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ماليًا وسياسيًا، للعمل من أجل سلام عادل وشامل في اليمن. كسفارة نتحدث إلى جميع الأطراف اليمنية في البلاد وفي المنطقة الأوسع.
تولى مبعوث الأمم المتحدة الجديد وظيفته في لحظة زمنية معقدة بشكل لا يصدق. إنه يعمل بجد لبدء عملية سياسية شاملة تشمل جميع الأطراف في اليمن.
يعتمد نجاحه على استعداد جميع الأطراف اليمنية للانخراط بشكل بناء في حوار معه ومع بعضها البعض حول المستقبل السياسي للبلاد.
إنهاء الحرب وبناء سلام دائم. هذا هو المستقبل المنشود، ويعني ذلك أن على جميع الأطراف المشاركة في أي مكان وفي أي وقت وعلى أي مستوى، إذا كانوا جادين بشأن السلام.

 

•في زيارتك إلى صنعاء ذكرت أنك طلبت من الحوثيين إثبات استعدادهم للسلام، فماذا كان رد فعلهم؟ 
-نعم وهناك إشارة إيجابية بأن مبعوث الأمم المتحدة قد زار صنعاء مؤخرًا. نحن ندعم جهوده بالكامل. من المهم أن يستمر أنصار الله في التواصل غير المشروط مع المبعوث في صنعاء.

 

•يقال كما لو انكم والمجتمع الدولي كنتم تنتظرون مصير معركة مارب لصياغة اطار الحل السياسي في البلاد؟
- غير صحيح، أعتقد بقوة أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن. ونشجب دائما اي تصعيد عسكري.

يجب على الأطراف وقف القتال على الفور والعمل مع مبعوث الأمم المتحدة لإيجاد الطريق نحو سلام عادل وشامل. لقد عانى اليمنيون طويلاً وفقد مئات الآلاف حياتهم، والملايين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. هذا صراع لا يمكن كسبه. حان وقت السلام الآن.

 

•تقول الامم المتحدة ان نتائج مؤتمر المانحين الاخير كانت مخيبة..ما هو تفسيركم للامر؟ وهل تعتقدون ان هذه المساعدات تذهب بالفعل الى مستحقيها؟

-من الواضح أن مؤتمر التعهدات في مارس لم يحقق أهدافه. يحدوني الأمل في أن المزيد من المساهمات ستأتي في دورة العام.
تعهدت هولندا بنحو 18 مليون يورو من خلال الأمم المتحدة ومن خلال الشركاء من المنظمات غير الحكومية، وهو نفس المبلغ تقريبًا في العام الماضي.
هذا بالإضافة إلى مساهماتنا غير المحدودة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتحالف الإغاثة الهولندي.
بصفتنا هولندا فإننا نوجه مساعدتنا الإنسانية من خلال الأمم المتحدة ومن خلال المنظمات غير الحكومية.
ولولا المساعدة الإنسانية التي قدمها المجتمع الدولي، لكانت الأزمة أسوأ بكثير وستكلف المزيد من الأرواح ولكن مما لا شك فيه أنه يمكن إجراء تحسينات في تقديم المساعدات الإنسانية.
لكن دعونا جميعًا ندرك أنه لا يمكن لأي قدر من المساعدة إنهاء الأزمة. الطريقة الوحيدة لإنهاء المعاناة الإنسانية هي وقف الحرب. في غضون ذلك من المهم أيضًا تغيير السرد حول اليمن والتركيز على تطوره المستقبلي.

 

•ما هو الموقف من عمليات خطف واحتجاز موظفين امميين في البلاد؟

- يجب إطلاق سراحهم على الفور، كما يجب إطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين تعسفيا في اليمن.
وكما صرح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مؤخرًا: نحن ندين جميع التهديدات والمضايقات والاحتجاز التي تستهدف الموظفين الحاليين والسابقين في البعثات الدبلوماسية والدولية في البلاد.

 

•ما هي رؤية هولندا للحل في اليمن، بما في ذلك القضايا الرئيسة المتعلقة بالنزعات الانفصالية، والاسلحة والمليشيات، ونظام الحكم المناسب لمستقبل البلد؟

- إن مستقبل اليمن السياسي يجب أن يقرره اليمنيون وليس المجتمع الدولي. نحن على استعداد لدعم عملية شاملة حيث يناقش الرجال والنساء اليمنيون، من جميع المحافظات المختلفة ومن جميع الأحزاب السياسية وجميع الخلفيات، ويقررون المستقبل السياسي لبلدهم.

 

•ماهو التحديث الاخير لديكم بشأن جهود انقاذ الناقلة صافر من الانهيار، خصوصا وان هولندا احد المانحين لهذه الجهود؟

-تعتبر محاولة إيجاد طريقة لحل تهديد ناقلة صافر أولوية.
الوقت ينفذ. إذا غرقت صافر أو انفجرت سيعاني ملايين اليمنيين. سيتم إعاقة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل خطير. نحن نعمل بجد لدعم الأمم المتحدة في تطوير حل يدعمه أصحاب المصلحة وإيجاد التمويل لمثل هذا الحل.
نحن على استعداد للمساهمة مالياً إذا تم الاتفاق نهائيا على حل سليم من قبل أصحاب المصلحة في المنطقة.

 

•هل تعتقدون ان القرار الاممي 2216 مايزال صالحا كمرجعية للحل؟ وماذا عن اهمية اتفاق ستوكهولم على ضوء التطورات الاخيرة في محافظة الحديدة؟

-القرار 2216 اعتمد في وقت مختلف. لقد حدث الكثير منذ اعتماده. وبينما يمكن تصور قرار جديد فإن الأمر متروك لأعضاء مجلس الأمن، ونحن حاليا لسنا عضو في المجلس.
لكن علينا ألا ننتظر المجلس ما إذا كان سيناقش قرارًا جديدًا أم لا. لأن القرار في حد ذاته لن يخلق السلام. إن استعداد الأطراف اليمنية للجلوس والتفاوض في عملية سياسية من شأنها أن تخلق السلام.

 

•بالنظر الى قرار انهاء التحقيق الاممي بشأن جرائم الحرب في اليمن، ماهي البدائل الان لابقاء اليمن تحت الرقابة الحقوقية الاممية والدولية؟

-المساءلة عنصر ضروري لسلام مستدام. ما حدث في جنيف كان مخيبا للآمال بشكل لا يصدق. سنحتاج إلى توثيق الجرائم الخطيرة، نحتاج إلى العدالة للضحايا.
يحتاج الضحايا إلى أشكال مختلفة من الدعم لإعادة بناء حياتهم. نحن بحاجة إلى منظمات وطنية قوية ومجتمع مدني قوي وآلية دولية قوية للمساءلة والعدالة الانتقالية في اليمن.


التعليقات