دخلت الهدنة الانسانية الهشة التي ترعها الامم المتحدة في اليمن اسبوعها الثالث، وسط مؤشرات قوية بانهيار محتمل، مع تصاعد الخروقات العسكرية، وتباطؤ الاطراف في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاعلان الاممي.
وفي احدث السجالات المتبادلة، اعلنت الحكومة اليمنية رصد 61 خرقاً حوثيا لوقف اطلاق النار الجمعة في مختلف جبهات القتال، فيما نسبت الجماعة المدعومة من ايران 87 خرقا للقوات الحكومية معظمها جنوبي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر.
وشملت الانتهاكات المعلنة، حسب اتهامات الطرفين، اطلاق الاعيرة النارية، وغارات الطيران المسير، وحشد التعزيزات البشرية وتحريك المعدات العسكرية، في عديد جبهات، استعدادا على ما يبدو لجولة جديدة من المعارك خلال المرحلة المقبلة.
وقالت مصادر اعلامية، ان رئيس مجلس الحكم في سلطة الحوثيين، مهدي المشاط، اجتمع بوزير دفاع الجماعة اللواء محمد العاطفي، لتقييم "مستوى التزام الطرف الاخر بالهدنة الإنسانية والعسكرية التي أعلنتها الأمم المتحدة"، في رسالة يمكن ان تفسر ضمن استعداد الجماعة لجولة جديدة من التصعيد.
وفي المقابل قال الاعلام العسكري الحكومي، ان رئيس هيئة الاركان الفريق صغير بن عزيز اجتمع السبت بقيادة المنطقة العسكرية السابعة التي يشمل مسرح عملياتها محافظات ذمار، البيضاء، صنعاء، وإب، لمناقشة "الخروقات الحوثية للهدنة وضرورة التصدي لها".
وباستثناء تخفيف بعض القيود على دخول سفن الوقود والمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، لاتزال الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من ابريل الجاري، تراوح مكانها فيما يتعلق بالترتيبات الانسانية الاخرى، بما في ذلك استئناف الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء الدولي، وفك الحصار عن مدينة تعز، واطلاق سراح الاسرى والمحتجزين.
وامس السبت لوحت جماعة الحوثيين رسميا، بالعودة الى خيار القوة العسكرية لاجبار من وصفتها بدول العدوان على مغادرة "مربع المماطلة" في التزاماتها بموجب الهدنة الانسانية والعسكرية المعلنة في البلاد.
وقالت الجماعة في تعليقها السياسي الرسمي عبر قناة المسيرة، ان مؤشرات الهدنة بعد مضي اسبوعين على سريانها، "لا توحي بنوايا صادقة ورغبة حقيقية لوقف العدوان وإنهاء الحصار".
واتهمت التحالف بقيادة السعودية باستمرار "عرقلة تسيير الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء ووصول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، بما في ذلك احتجاز ثلاث سفن منذ عشرة أيام".
من جانبها ابدت الحكومة اليمنية المعترف بها، تحفظا ضمنيا من تأخير النقاش، بشأن فتح المعابر والطرقات حول مدينة تعز التي يفرض عليها الحوثيون حصارا خانقا منذ سبع سنوات.
وقال وزير الخارجية اليمني احمد بن مبارك، ان حكومته، سلمت أسماء فريقها المعني بفتح الطرق والمعابر في تعز لمكتب المبعوث الاممي في الاسبوع الاول من الشهر الجاري، في تصريحات تعكس امتعاضا حكوميا من تأخير انعقاد الاجتماعات المقررة برعاية الامم المتحدة بخصوص هذا الملف بعد مضي اسبوعين على سريان الهدنة التي تستمر شهرين قابلة للتجديد.
واعتبر بن مبارك، رفع الحصار عن تعز احد أولويات الهدنة، قائلا ان فتح طرق تعز مطلب إنساني يسهم في خدمة ملايين الناس المحاصرين منذ 7 سنوات.
وتأمل الامم المتحدة، البناء على هذه الهدنة لتأمين وقف دائم للقتال تمهيدا لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات.
وفي احاطة اخيرة امام مجلس الامن الدولي الخميس، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، ان الهدنة متماسكة ويجب استخدامها لإحر تقدم في حل الأزمة التي طال امدها.
اضاف"ستختبر الأسابيع القادمة مدى التزامات الأطراف بتعهداتها".
واوضح انه منذ بدء الهدنة، حدث انخفاض كبير في العنف وعدد الضحايا من المدنيات والمدنيين، مؤكدا ان فتح الطرق حول مدينة تعز ومحافظات أخرى هي أولوية ملحة للوساطة الاممية.
كما تحدث عن احراز تقدم في قضية تبادل المحتجزين، وقال انه " رأئ "بالفعل عددًا من السفن تدخل موانئ الحديدة، مما يؤثر بشكل إيجابي على حياة المدنيين."
لكن جماعة الحوثيين وصفت هذه التصريحات ب"الاكاذيب".
وشنت قيادات بارزة في الجماعة، هجوما متزامنا على التحالف بقيادة السعودية والامم المتحدة، وحذرت ضمنيا من احتمالات انهيار الهدنة.
وقال القيادي في الجماعة حسين العزي ان" كل التصريحات التي تسمعونها من الأمم المتحدة أكاذيب تهدف لتخديرنا في الجانب اليمني".
وزعم العزي ان دول التحالف لاتزال تعرقل تسيير الرحلات وتحتجز السفن.
واعتبر تلك التصريحات "تغطية مفضوحة على تعنت تحالف العدوان"، حد تعبيره.
في السياق قال عضو فريق الحوثيين المفاوض عبدالملك العجري، ان استجابة "دول العدوان" للهدنة حتى اللحظة "لاتبعث على التفاؤل".