انتقد الحوثيون في اليمن فرقة عمل جديدة بقيادة الولايات المتحدة ستقوم بدوريات في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات التي شنها المتمردون المدعومون من إيران في ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.
و قال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين والمتحدثين باسم الحوثيين في وقت متأخر من يوم الجمعة إن التحرك الأمريكي في البحر الأحمر الذي يأتي وسط وقف لإطلاق النار في الحرب الأهلية، يتناقض مع ادعاء واشنطن بدعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
وزعم في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي أن فرقة العمل "تكرس العدوان والحصار المفروض على اليمن". يبدو أن عبد السلام يشير في ذلك إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ سنوات، وكان حتى وقت قريب مدعومًا من الولايات المتحدة، و يفرض حصارًا جويًا وبحريًا على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
إيران هي الداعم الرئيسي للحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء، في سبتمبر 2014. ودخل التحالف الذي تقوده السعودية الحرب إلى جانب الحكومة اليمنية المنفية في مارس 2015. ودفعت سنوات من القتال غير الحاسم أفقر دولة في العالم العربي إلى شفا المجاعة.
كما انتقد زعيم حوثي آخر هو ضيف الله الشامي فرقة العمل التي تقودها الولايات المتحدة، قائلاً إنها ترسل إشارات سلبية و "تعطي قراءة أكثر قتامة للهدنة" وفقًا للمكتب الإعلامي للمتمردين. غير أنه لم يخض في تفاصيل.
وسيتم تكليف فرقة العمل الجديدة المكونة من سفينتين إلى ثماني سفن، بدوريات في وقت واحد يوم الأحد وتهدف إلى استهداف مهربي الفحم والمخدرات والأسلحة والأشخاص في البحر الأحمر، وفقًا لنائب الأدميرال براد كوبر الذي يشرف على البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، مقر الأسطول الخامس.
وقال كوبر إن السفينة يو إس إس ماونت ويتني، وهي سفينة قيادة برمائية من طراز بلو ريدج كانت في السابق جزءًا من الأسطول السادس للبحرية الأفريقية والأوروبية ستنضم إلى فرقة العمل.
وبينما لم يذكر كوبر أسماء الحوثيين كهدف عندما أعلن عن فرقة العمل الأربعاء، لكن المتمردين كانوا اطلقوا زوارق محملة بالمتفجرات وألغامًا في مياه البحر الأحمر.
ويمتد البحر الأحمر من قناة السويس المصرية في الشمال نزولاً عبر مضيق باب المندب الضيق في الجنوب الذي يفصل إفريقيا عن شبه الجزيرة العربية.
واستخدمت جماعة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة تهريب الفحم عبر البحر الأحمر لتمويل الهجمات. كما تم اعتراض أسلحة ربطتها البحرية الأمريكية ومحللون بإيران في المنطقة أيضًا على الأرجح انها كانت في طريقها إلى الحوثيين.
و أطلق المتمردون صواريخ في البحر الأحمر اقتربت من سفينة حربية أمريكية في الماضي.
و يبدو أن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا منذ بداية شهر رمضان المبارك لا يزال قائمًا على الرغم من الانتهاكات المتكررة التي ألقى الطرفان باللوم عليها.
وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، الذي بدأ في 2 أبريل، هو الأول على مستوى البلاد منذ ست سنوات.
وحيدت الهدنة حتى الان اليمنيين في صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون عن الضربات الجوية للتحالف خلال الهدنة كما اعفت الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من هجمات الحوثيين، لا سيما تلك الواقعة على أطراف مدينة مأرب وسط البلاد حيث كان المتمردون يحاولون الاستيلاء عليها على مدى أكثر من عام.