كشف معتقل يمني سابق في سجون الحوثيين بصنعاء عن تفاصيل مرعبة حول تعرض محتجز امريكي لدي الجماعة المدعومة من ايران الى تعذيب "وحشي" حتى الموت.
وقال جمال المعمري، وهو ناشط حقوقي، ومعتقل سابق لدى الحوثيين، انه كان شاهد عيان على تعذيب المحتجز الامريكي جون هامين، الذي لفظ انفاسه في معتقل سري للجماعة بصنعاء اواخر العام 2015.
واعتقل المعمري في مارس/اذار 2015، حيث قضى نحو ثلاث سنوات في سجون الحوثيين تحت التعذيب الذي قاد الى اصابته بالشلل.
وروى المعمري بسلسلة تغريدات في حسابه على تويتر، تفاصيل عملية تعذيب الامريكي جون هامين، وكتم انفاسه من قبل السجانيين الحوثيين حتى الموت.
يقول "في ليلة 20 أكتوبر 2015، كنا على موعد مع سجناء جدد في السجن السري بتجويف جبل صَرِف التابع لمعسكر الأمن القومي".
اضاف: "كانت هناك ضجة لعناصر الحوثيين لحظة إدخال المختطفين إلى المعتقل مع أنهم لايتكلمون عادة إلاهمساً، وعرفت من خلال الاستماع أنهم أمريكيان".
ووفقا للمعمري وضع الحوثيون"جون هامين" في غرفة احتجاز انفرادية، بينما وضعوا رفيقه ويدعى "مارك ماكاليستر" في غرفة اخرى تتسع لشخصين.
واكد انه لمدة ثلاثة أيام ظل "جون هامين" يطالب سجانيه بالحصول على العلاج، الا انهم استمروا برفض طلبه منذ اليوم الاول.
وتابع " كانوا يقولون له بالانجليزية "مت"، كما هي عادتهم مع كل المختطفين في المعتقل.
وقال انهم كانوا يعاملونه بعنف ويضربونه بين الحين والآخر، بينما تعاملهم مع المعتقل الآخر"مارك ماكاليستر" معه اقل عنفا.
وحسب المعمري "كانت زنزانة جون ماهين هي أسوأ زنزانة في المعتقل، وأي معتقل يدخل فيها لمدة يومين يفقد قدرته على الحركة وينهار، كونها زنزانة مظلمة تماماً، تمتلئ جدرانها بالعفن والطحالب".
واكد" ليس فيها أي فتحة ولاضوء ولا تهوية ".
وتابع" كما أن الحوثيين لم يكونوا يعطونه أكلًا جيدًا، وكلما دق الباب يقومون بشتمه".
و اوضح ان كل ما كانوا يجيدونه من اللغة الانجليزية هي هذه الجملة "Shut up donkey، ويفتحون نافذة باب الزنزانة ويرشون عليه الماء البارد.
فقرر الإضراب عن الطعام احتجاجا، لحرمانه من العلاج والأكل الجيد".
وقال المعمري انهم قاموا بضرب جون ماهين مرتين خلال يومين، وفي الليلة الأخيرة ليلة 6 نوفمبر، اي بعد مرور 15 يومًا من اختطافه، اجتمع عليه عناصر الحوثيين وطرحوه ارضا بالرغم من ضخامة جسمه إلا أنه كان منهاراً تماماً".
اضاف "لم يستطع المقاومة بسبب التجويع وظروف الزنزانة وضربهم له في اليومين السابقين، حيث كان يئن ويتوجع، وكان صوته موحشاً في ظلام الليل".
واكد المعمري ان عناصر الحوثي قامت بعد طرح الرجل أرضاً بسحبه إلى "خارج الزنزانة، وكتم أنفاسه حتى لفظ روحه"، حد وصفه.
وتعهد المعمري بالتحدث عن الجريمة إذا طلب أهلُ جون ماهين، أو القضاء منه ذلك، قائلا انه رأى كل التعذيب الوحشي الذي تعرض له الرجل، وشاهد المشهد كاملا.
وافرج الحوثيون عن المعمري في ابريل 2018 ضمن صفقة لتبادل الاسرى مع حلفاء الحكومة المعترف بها دوليا، بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز الذي تعرض خلاله لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي، الذي ادى الى اصابته بالشلل التام