دخلت سفينتان محمّلتان بالوقود لأول مرة منذ ثلاثة أشهر إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين غرب اليمن، حسبما أعلنت سلطات صنعاء، وذلك في إطار هدنة بدأت السبت وتستمر شهرين.
وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين في شمال اليمن وخصوصا العاصمة صنعاء أزمة وقود خانقة منذ اشهر. ويتّهم المتمردون التحالف بقيادة السعودية الذي يفتش السفن منعا لتهريب السلاح للحوثيين، باحتجاز ناقلات الوقود منذ بداية العام.
وقالت "شركة النفط اليمنية" التابعة لسلطة الحوثيين في بيان الاثنين "وصلت الآن إلى (...) ميناء الحديدة سفينة البنزين قيصر بعد احتجازها لمدة 32 يوماً فيما لا تزال سفينتا بنزين إسعافيتين بمنطقة احتجاز التحالف".
وفي وقت سابق، أعلنت الشركة عن وصول سفينة أخرى تحمل اسم "سيبلاندر سافير" وذلك "بعد احتجازها لمدة 88 يوما".
وتقود السعودية منذ 2015 التحالف العسكري دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة.
والسبت دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ. ولم يفد أطراف النزاع بوقوع مواجهات أو أعمال عنف منذ بدء سريان الهدنة.
وتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والسماح برحلتين جويتين من والى مطار صنعاء كل أسبوع للمرة الاولى منذ 2016. ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014، بينما يسيطر التحالف العسكري على الأجواء اليمنية.
وقال المتحدث باسم "شركة النفط اليمنية" عصام المتوكل لوكالة فرانس برس إنّ كميات الوقود في السفن التي سيُسمح لها بافراغ حمولاتها "لن تقضي على الأزمة بشكل كامل كون الاحتياج كبير للمشتقات النفطية (...) ولكن يمكنها أن تخفّف من حدتها".
وفي هذا السياق، أشاد منسق الشؤون الانسانية في اليمن ديفيد غريسلي في بيان بالمساح بدخول السفن، قائلا "أرحب بالالتزام بالسماح بمرور سفن الوقود إلى موانئ الحديدة. هذه الموانئ هي نقاط دخول مهمة للوقود والغذاء والسلع الاساسية الاخرى إلى اليمن".
كما رأى ان استئناف بعض الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء "بمثابة أخبار مرحب بها من قبل العديد من اليمنيين، بمن فيهم أولئك الذين كانوا ينتظرون فرصة للحصول على العالج الطبي أو التعليم في الخارج وللعائلات التي كانت تأمل في لم شملها خلال شهر رمضان".