دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ مساء السبت، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي "بدأت الهدنة التي تستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم. بدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية برًا وجوًا وبحرًا".
وأكد المبعوث الأممي أن "نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة".
وبحسب البيان "تتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من والى مطار صنعاء كل اسبوع".
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً في اليمن دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة.
ويأتي إعلان الهدنة بعد جهود قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر.
وتكثفت الجهود في الأيام الأخيرة. والتقى غروندبرغ الخميس ممثلين للمتمردين الحوثيين في سلطنة عمان، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات اجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في الرياض.
تزامن الإعلان مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفا عسكريا.
ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم المتمردون المدعمون من إيران الأسبوع الماضي عرضا مفاجئا لهدنة موقتة وتبادل أسرى.
اثر ذلك، أعلن التحالف الذي بدأ تدخله في آذار/مارس 2015 أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان.
•بعد تأخر طويل
وقال غروندبرغ في بيان الجمعة "وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده".
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على "دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقاً".
وأردف "اتفق الأطراف أيضاً على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن".
وشكر هانس غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه "بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق".
واعتبر أن "الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل".
وشدد مبعوث الأمم المتحدة على أن "الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة اليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن".
ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة بالهدنة في اليمن ووصفها بأنها "متنفس انتظره الشعب اليمني طويلا"، لكنه اعتبرها "غير كافية".
وقال بايدن في بيان "هذه خطوات مهمة لكنها غير كافية. يجب التزام وقف إطلاق النار. وكما قلت سابقا، من الضروري إنهاء هذه الحرب".
ورحبت بريطانيا وفرنسا أيضا بالاتفاق.
ولقيت الهدنة ترحيب التحالف العسكري بقيادة السعودية.
ورحبت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون بإعلان الهدنة.
وكتب المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة "نرحب بإعلان(..) هدنة إنسانية (..) بموجبها تتوقف العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة".
•بارقة أمل
بالنسبة لليمنيين، يمثل إعلان الهدنة بارقة أمل بعد حرب منهكة مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.
ولقيت الهدنة ترحيبا حذرا من سكان يمنيين في مدن مختلفة السبت.
وفي صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، أكد علي يحيى أن هذه "بادرة خير" معربا عن أمله "في استمرار الهدنة من أجل وقف نزيف الدم وايقاف المشاكل (..) إن شاء الله أن تكون هي المخرج النهائي وتنفك كل الأزمات مع حلول الشهر الكريم".
وفي مدينة الحديدة (غرب) الخاضعة ايضا لسيطرة المتمردين، قالت أسماء زيد (21 عاما) طالبة جامعية تعمل في محل تجاري "هذه المرة أنا متفائلة. إعلان الهدنة يختلف عن كل مرة وقدومه مع شهر رمضان يعطينا أملا كبيرا".
وأضافت "كل شيء حولنا كان عنوانه الموت والحرب. أظن أني سأصاب باكتئاب لو انتهت الهدنة أو فشلت".
ورحب المجلس النروجي للاجئين السبت بالخطوة وقال "نأمل حقا أن تكون هذه بداية فصل جديد، يعطي اليمنيين فرصة للوقوف على أقدامهم مرة اخرى بسلام واستقرار".