[ اسوشيتد برس ]
قال مسؤولون يوم السبت إن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، شن وابلا من الضربات الجوية على العاصمة صنعاء، ومدينة استراتيجية على البحر الأحمر، وقتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص.
و جاءت الضربات الجوية الليلية على صنعاء والحديدة، اللتين يسيطر عليهما الحوثيون، بعد يوم من هجوم المتمردين على مستودع نفط في مدينة جدة السعودية، وهو أكبر هجوم لهم حتى الآن على المملكة.
وقال العميد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إن الضربات استهدفت "مصادر تهديد" للسعودية، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال إن التحالف اعترض ودمر طائرتين دون طيار محملة بالمتفجرات في ساعة مبكرة من صباح السبت.
واشار الى ان الطائرات المسيرة، انطلقت من منشآت نفطية مدنية يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة، وحث المدنيين على الابتعاد عن المنشآت النفطية في المدينة.
وأظهرت لقطات انتشرت على الإنترنت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان فوق صنعاء والحديدة. وسمع صحفيو وكالة أسوشييتد برس في العاصمة اليمنية دوي انفجارات هزت المباني السكنية هناك.
وقال الحوثيون إن الضربات الجوية أصابت محطتي كهرباء و إمداد بالوقود ومكتب تأمين اجتماعي تديره الدولة في العاصمة.
وزعم مكتب إعلامي للحوثيين أن غارة جوية أصابت منازل حراس مكتب التأمينات الاجتماعية في حي حدة بصنعاء، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أربعة آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وشارك المكتب الصور التي قال انها لآثار الغارة الجوية.
وأظهرت حطاما في فناء مكتب تأمين اجتماعي مع نوافذ محطمة لمبنى قريب متعدد الطوابق.
وقال حمود عباد المسؤول المحلي لدى الحوثيين في صنعاء، إن المنشأة تقع بالقرب من مبنى تستخدمه وكالات الأمم المتحدة في العاصمة. وزعم أن مركبات الأمم المتحدة شوهدت وهي تغادر المنطقة قبل الغارات الجوية.
وفي الحديدة قال المكتب الإعلامي للحوثيين إن التحالف قصف منشآت نفطية في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 2018 الذي أنهى شهورًا من القتال حول المدينة التي تتعامل مع حوالى 70 بالمائة من واردات اليمن التجارية والإنسانية. وطالت الضربات أيضا ميناء الصليف القريب على البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي إن الهجمات استهدفت طائرات مسيرة يجري إعدادها في الحديدة لإطلاقها على المملكة.
واتهم الحوثيين باستخدام البنية التحتية المدنية مثل مواني الحديدة ومطار صنعاء، لشن هجمات على منشآت نفطية سعودية.
و أعربت بعثة تابعة للأمم المتحدة تشرف على صفقة الحديدة عن قلقها بشأن الضربات الجوية وحثت الأطراف المتحاربة على "الحفاظ على الطبيعة المدنية للموانئ وتجنب الإضرار بالبنية التحتية المدنية".
ومن المرجح أن يؤدي التصعيد، الذي يأتي في الذكرى السابعة لتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، إلى تعقيد جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص، هانز جروندبرج، للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك في وقت مبكر من شهر أبريل المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي يخطط فيه مجلس التعاون الخليجي لاستضافة الأطراف المتحاربة لإجراء محادثات أواخر الشهر الجاري.
لكن الحوثيين رفضوا ان تكون الرياض - العاصمة السعودية حيث يقع مقر مجلس التعاون الخليجي - مكانا للمحادثات التي من المتوقع أن تضم مجموعة من الفصائل اليمنية.
وقالت إيرين هاتشينسون مديرة اليمن في المجلس النرويجي للاجئين، وهي مؤسسة خيرية تعمل في اليمن، ان "هذا التصعيد لن يفعل شيئًا لرفع المصاعب التي يمر بها الملايين."
اضافت "مرة أخرى نرى المدنيين يتحملون وطأة هذا الصراع الذي يزداد سوءًا كل عام".
واندلعت الحرب الوحشية في اليمن عام 2014 بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وبعد أشهر شنت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها حملة جوية مدمرة لطرد الحوثيين واستعادة الحكومة المعترف بها دوليًا.
و تحول الصراع في السنوات الأخيرة إلى حرب إقليمية بالوكالة أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص من بينهم أكثر من 14.500 مدني. كما خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
و جاء هجوم الحوثيين الجمعة قبل سباق الفورمولا 1 في المملكة يوم الأحد، ما أثار مخاوف بشأن قدرة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نفسها ضد المتمردين المدعومين من إيران.
و استهدف هجوم يوم الجمعة نفس مستودع الوقود الذي هاجمه الحوثيون في الأيام الأخيرة - محطة شمال جدة السائبة التي تقع جنوب شرق مطار المدينة الدولي وهي مركز مهم للحجاج المسلمين المتجهين إلى مكة.
و أظهرت صور الأقمار الاصطناعية من Planet Labs PBC التي حللتها وكالة أسوشيتيد برس أن احدى الخزانين المستهدفين في هجوم الحوثيين على جدة كان لا يزال يحترق في وقت متأخر من صباح السبت.
وقفز اللهب الأحمر الساطع من الخزان، مع تصاعد دخان أسود كثيف من النار.
وبدا أن الهجوم استهدف خزانات جديدة غير تلك التي ضربت مرتين من قبل الحوثيين. وبدا أن خزانا بجانب الخزان المحترق بها غلاف أبيض ورغوة مقاومة للحريق حولها.
في مصر، تقطعت السبل بمئات الركاب في مطار القاهرة الدولي بعد إلغاء رحلاتهم المتجهة إلى جدة بسبب هجوم الحوثيين بحسب مسؤولي المطار.
و أعلنت شركة الطيران السعودية الرائدة في المملكة إلغاء رحلتين على موقعها على الإنترنت، حجز الاثنان 456 راكبًا. رحلة ثالثة تم إلغاؤها على متنها 146 راكبا كانت تديرها شركة طيران ناس السعودية منخفضة التكلفة.
ووجد بعض الركاب مقاعد في رحلات أخرى متجهة إلى المملكة العربية السعودية، وتم حجز آخرين في فنادق قريبة من مطار القاهرة، وفقًا لمسؤولين مصريين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنه لم يكن هناك تصريح بإحاطة وسائل الإعلام.