دعت المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، انجلينا جولي جميع أطراف النزاع في اليمن إلى احترام القانون الإنساني الدولي والالتزام به.
كما دعت النجمة الاميركية في ختام زيارة استمرت ثلاثة ايام الى البلد العربي المنكوب، جميع الأطراف إلى تجنب استهداف المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع المحتاجين، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مناطق الصراع، والتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية.
وحثت جولي المجتمع الدولي على زيادة دعمه لخطة الاستجابة الإنسانية التي تعاني نقصا حادا في التمويل، ومضاعفة الجهود للسعي إلى إنهاء العنف، الذي ادى الى اسوأ ازمة انسانية في العالم، بما في ذلك نزوح اكثر من 4 ملايين شخص.
يأتي نداء جولي، قبيل اسبوع من انعقاد مؤتمر التعهدات رفيع المستوى المقرر في 16 مارس/اذا الجاري.
وصلت جولي، المبعوثة الخاصة لشؤون اللاجئين منذ عام 2011، إلى اليمن في 6 مارس / آذار في زيارة التقت خلالها بالنازحين اليمنيين واللاجئين في شمال وجنوب البلاد.
وخلال زيارتها موقع للنازحين في محافظة لحج جنوبي اليمن، حيث يعيش عديد الأشخاص الذين فروا من ديارهم خلال السنوات القليلة الماضية، أخبرت العائلات النازحة هناك، المبعوثة الخاصة، كيف فقدت منازلها وأحبائها وسبل عيشها.
وقالت أم لخمسة أطفال نزحت من تعز، إن أيا من أطفالها لم يذهب إلى المدرسة أو لديه شهادة ميلاد أو تم تطعيمه. تكافح كل يوم لإطعامهم أي شيء آخر غير الشاي والخبز.
و في شمال اليمن الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين، التقت جولي بمريم البالغة من العمر 65 عاما، التي نزحت منذ عام 2016 وفقدت زوجها في النزاع.
أخبرت هذه السيدة المبعوثة الخاصة، كيف توفيت ثلاث من حفيداتها لأن الأسرة لم تكن قادرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية التي يحتاجونها.
وفي اليوم العالمي للمرأة، شاهدت جولي التأثير الكارثي لهذا الصراع على المدنيين اليمنيين وخاصة النساء والفتيات اللواتي يشكلن أكثر من نصف السكان النازحين.
تواجه هؤلاء النساء بالفعل مستويات من عدم المساواة بين الجنسين والتمييز من بين الأسوأ في العالم، وقد تفاقمت محنتهن بسبب الصراع المستمر.
قالت جولي: مستوى المعاناة الإنسانية هنا لا يمكن تصوره. في كل يوم يستمر فيه الصراع الوحشي في اليمن، تُزهق أرواح المزيد والمزيد من الأبرياء وسيستمر المزيد من الناس في المعاناة".
اضافت:"نحن نعيش في عالم تهيمن فيه المعاناة على عناوين الأخبار، ولكن يمكن أن تؤدي فيه هذه العناوين الرئيسية إلى مظاهر ساحقة من التعاطف والتضامن الدولي. آمل أن يمتد هذا التعاطف والتضامن إلى الشعب اليمني، الذي يحتاج بشكل عاجل إلى حل سريع وسلمي لهذا الصراع، وللنازحين الآخرين أينما كانوا في العالم".
وتقول المفوضية السامية ان الصراع الذي طال أمده في اليمن، قاد إلى أزمات متعددة أثرت على كل جوانب حياة الناس العاديين.
في يناير 2022، قتل أو جرح مدني كل ساعة، بالإضافة إلى انتشار الفقر والجوع والانهيار الاقتصادي مما دفع اليمنيين إلى حافة الهاوية.
واليوم، يحتاج اثنان من كل ثلاثة يمنيين إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة أي ما يعادل 20 مليون شخص.
لا يملك 92 في المائة من جميع اليمنيين النازحين أي مصدر دخل على الإطلاق ويعيشون على أقل من 40 دولارًا في الشهر.