غادرت المبعوثة الخاصة للمفوضية الاممية، انجلينا جولي العاصمة اليمنية صنعاء عصر اليوم الثلاثاء، وفق مصادر ملاحية.
كانت الممثلة الاميركية الشهيرة، وصلت صنعاء امس الاثنين، في زيارة بعيدة عن وسائل الاعلام بموجب قيود الجماعة الحوثية المتشددة.
ومنذ وصولها صنعاء لم يتطرق اعلام الحوثيين، الى الزيارة الدعائية في الاساس للمحنة الاسوأ في العالم، وبدلا من ذلك اقامت الحركة، تظاهرات منددة بدور الولايات المتحدة في حرب الخدمات والاقتصاد المتهاو، بينما لم يرد المسؤولون الامميون المعنيون بالزيارة النادرة، على "يمن فيوتشر"، طلبا للتعليق.
وكانت جولي وصلت اليمن، الاحد في زيارة قادتها اولا الى عدن ولحج الجنوبيتين، في مسعى لتسليط الضوء على الازمة الانسانية في البلاد، قبيل مؤتمر لجمع التبرعات منتصف الشهر الجاري.
و انجلينا جولي هي ممثلة، وصانعة أفلام، وناشطة انسانية أمريكية، حصلت على عديد الجوائز مثل: جائزة أوسكار، و 3 جوائز غولدن غلوب، وجائزتين نقابة ممثلي الشاشة، ولُقبت بالممثلة الأعلى أجراً في هوليوود عدة مرات.
لكن جولي عرفت ايضا بأعمالها الخيرية الوازنة في انحاء العالم، واختيرت عدة مرات لجائزة المرأة الأكثر تأثيراً على مستوى العالم.
كرست جولي جهدها مؤخراً للعمل الانساني مركزة على مناصرة ودعم قضايا اللجوء والنزوح الانساني في مناطق الازمات الكبرى.
مثلت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين كسفيرة نوايا حسنة خلال 2001-2012 وفِي ابريل 2011 عينت مبعوثا خاصا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
و يشمل دورها تمثيل المفوضية والمفوض السامي على المستوى الدبلوماسي، ويساهم عملها مع صناع القرار حول قضايا اللجوء في ايجاد معالجات وحلول لهذه القضايا.
منذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى المفوضية في أوائل العام 2001، قامت أنجلينا جولي بزيارة أكثر من 20 بلداً في كافة أنحاء العالم لتسليط الضوء على محنة الملايين من اللاجئين والنازحين والدعوة إلى حمايتهم.
وقد تمكنت من القيام بذلك كله في موازاة حياتها المهنية الناشطة والناجحة كممثلة وانشغالها في تربية أطفالها.
بدأ اهتمام جولي بالشؤون الإنسانية في العام 2000 عندما ذهبت إلى كمبوديا من أجل تصوير فيلم المغامرات، ”توم رايدر“ Tomb Raider.
ومنذ ذلك الحين، لم يعرف اهتمامها وتصميمها الكلل أو الملل من حيث مساعدة النازحين وتسليط الضوء على محنتهم والتأثير من أجل تأمين المساعدة الدولية لهم.
وعلى إثر الرحلة التي قامت بها جولي إلى أفغانستان في نهاية العام 2008، ناشدت الممثلة الأمريكية الحائزة على جائزة الأوسكار المجتمع الدولي من أجل إظهار المزيد من الالتزام للمساعدة على إعادة إدماج العائدين إلى ديارهم وتقديم قدر أكبر من الدعم الإنساني للسكان.
وفي حديث لها بعد قضائها لجزء من وقتها في إقليم نانجارهار شرق أفغانستان، حيث عاد نحو 850,000، أي 20 في المائة من مجموع العائدين الأفغان منذ العام 2002، وصفت جولي السكان العائدين بقولها: ”القليل منا قادر على تخيل الشجاعة والعزيمة والكرامة الرصينة التي يبديها العائدون أثناء إعادة بناء حياتهم في وجه هذا النوع من الشدائد، إن ذلك يجسّد الروح الإنسانية في أبهى حلتها.“
وأثناء سفرها إلى السودان وتشاد في مطلع العام 2007، تأثّرت جولي تأثراً شديداً بما شاهدته لدرجة دفعتها مع شريكها الممثل براد بيت إلى التبرع بمبلغ 1 مليون دولار لكل من المفوضية ووكالتين أخريتين لدعم عملها في مساعدة الملايين من الأشخاص المتضررين من الأزمة الدائرة في إقليم دارفور بالسودان.
وقد علّقت جولي على الوضع بقولها: ”من الصعب دائما رؤية أشخاص وعائلات محترمة وهم يعيشون في مثل هذه الظروف الصعبة“، مضيفة أنها ذهلت أيضاً من الشعور بالأمل الذي لمسته لدى السكان. وقد ناشدت جولي المجتمع الدولي لبذل المزيد لمساعدة النازحين والأشخاص المحتاجين، على غرار النداء الذي أطلقته عندما قامت بزيارة سوريا والعراق في أغسطس/آب 2008 للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية هناك والدعوة إلى دعم المفوضية وشركائها.
إلى جانب مهمتها الميدانية المكثفة لصالح المفوضية، تعمل أنجلينا على تسليط الضوء على محنة النازحين على المستوى السياسي في مناسبات مختلفة، بما في ذلك الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
كما أنها تزور واشنطن بانتظام من أجل إثارة القضايا الإنسانية خلال لقاءاتها مع أبرز السياسيين في الولايات المتحدة.
وفي العام 2007، أصبحت جولي عضواً في مجلس العلاقات الخارجية ذي النفوذ الكبير.
أطلقت جولي في العام 2005، وأيضاً في العاصمة الأميركية، المركز الوطني للأطفال اللاجئين والمهاجرين، وهي منظمة تقدم المساعدة القانونية المجانية لملتمسي اللجوء من الأطفال الذين لا يتمتعون بأي تمثيل قانوني. وفي العام 2006، أعلنت جولي عن تأسيس مؤسسة جولي-بيت التي قدمت تبرعات كبيرة في كافة أنحاء العالم. كما شاركت في رئاسة ”الشراكة من أجل تعليم أطفال الحرب“، التي تأسست في العام 2006 والتي تساعد على تمويل برامج تعليمية للأطفال المتضررين من الصراعات.
لم يمرّ تفانيها من أجل هذه القضية وغيرها من القضايا الإنسانية دون تكريم. ففي العام 2003، تحولت جولي لتكون أول شخص يُمنح ”جائزة مواطن العالم“ من رابطة المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة، وفي العام 2005، تلقّت الجائزة الإنسانية العالمية من قبل رابطة الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأعمال التجارية من أجل الأمم المتحدة تقديراً لعملها مع اللاجئين.
في السنة نفسها، منحت جولي الجنسية الكمبودية تقديراً للجهود الواسعة النطاق التي بذلتها في هذه الدولة الآسيوية الممزقة بفعل الحرب الأهلية والحكم الوحشي منذ أوائل السبعينيات حتى أواخر التسعينيات.
وفي العام 2007، منحت لجنة الإنقاذ الدولية جائزة الحرية لكل من جولي والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، تقديراً لمساهماتهما في خدمة قضية اللاجئين وحرية الإنسان.