انطلقت دفع جديدة من الطلاب اليمنيين النازحين عبر الحدود الاوكرانية في طريقهم الى الاراضي البولندية، حيث يتوافد الالاف من مختلف الجنسيات لليوم الخامس من الغزو الروسي للبلد السوفيتي السابق.  
وافادت طالبة البورد في جامعة خاركيف الطبية شرقي اوكرانيا، ندى عبدالولي انها امضت ونحو 60 من زملائها 24 ساعة في رحلة برية عبر القطار الى العاصمة كييف، ثم لفيف في الغرب.
وروت ندى ل"يمن فيوتشر"، رحلتها المعزولة عن اي وسيلة اتصالات تحت ضغط المخاوف الامنية فيما يبدو.
ويعتقد ان في مدينة خاركيف ثاني اكبر مدن البلاد، حوالى 150 طالبا يمنيا، لم يتسن معرفة مصير البقية او وجهتم حتى الان.
غادرت ندى ورفاقها غداة الدخول المؤقت للقوات الروسية امس الاول، الى المدينة التي كانت يوما مركزا للادارة السوفيتية السابقة.
"كانت رحلة متعبة جدا جدا جدا، ممنوع فتح الهواتف او الاضواء، لا ماء ولا اكل، كنا مرهقين فوق ما تتخيل". قالت ندى لحظة وصولها مدينة لفيف.
اضافت: " كنا هاربين ولم نتمكن من اخذ اي شيء سوى بعض الاساسيات التي هي شنط فوق ظهورنا فيها اوراق رسمية ولابتوب".
وهؤلاء الطلاب هم جزء فقط من مئات اخرين تقدر السفارة اليمنية عددهم بنحو 600 شخص موزعين في انحاء اوكرانيا، الشريك التجاري الرئيس لبلدهم الغارق هو الاخر بحرب مدمرة للعام الثامن على التوالي.
التحقت ندى في لفيف "بكثير بنات يمنيات" كما تقول، حيث ينتظرن رحلة مضنية لا يعلمن سوى القليل عن تفاصيلها، بما في ذلك احتمالات السير على الاقدام مسافة 50 كيلو مترا الى مراكز الايواء في الاراضي البولندية.
قالت الطبيبة اليمنية، انها وجدت في كييف ايضا، عددا لا يحصى من الطلاب اليمنيين، دون معرفة وجهتهم مع وجود خيارات اخرى مثل سلوفاكيا ورومانيا والمجر، غير انها وزملاءها اختاروا بولندا كوجهة مؤكدة من السفارة اليمنية.
"حجزنا باص وما نحن عارفين ايش بايحصل لنا في الحدود".
وتابعت "ناس كثير يقولون لنا اشياء كثيرة منها الزحمة. قالوا لنا ايضا ان مندوبة من السفارة اليمنية اسمها ميرفت ستستقبلنا هناك لكن الله اعلم".
كانت ندى تقصد بذلك سفيرة اليمن لدى بولندا ميرفت مجلي التي استقبلت في وقت سابق الاثنين اول دفعة من الطلاب اليمنيين الفارين من القتال المحتدم بلا هوادة في الاراضي الاوكرانية.
امتدحت ندى تعامل الاوكران معهم عند وصولهم لفيف، قالت "كانوا راقيين جدا في تعاملهم لدرجة انهم رأوا بعضنا دون ملابس، فبدأوا يوزعون الملابس مجانا..وزعوا لنا الوجبات مجانا والماء ايضا".
اضافت: "ساعدونا كثيرا حتى انه عندما طلعنا تاكس من القطار الى الفندق ما رضي السائق ياخذ منا اي مقابل تضامنا معنا.. قال انتم طلاب وظروفكم صعبة".