لندن: سياسي يمني بارز يدافع عن حركة فبراير في ذروة احتقان مضاد
يمن فيوتشر - متابعات: الجمعة, 11 فبراير, 2022 - 05:49 مساءً
لندن: سياسي يمني بارز يدافع عن حركة فبراير في ذروة احتقان مضاد

قال الامين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني، ياسين سعيد نعمان، ان الرئيس علي عبدالله صالح كان "اكثر فطنة"، وإدراكاً من معاونيه في فهم حقيقة الأوضاع المسدودة التي وصلت إليها البلاد، غداة الانتفاضة الشعبية العارمة المطالبة بالديمقراطية.
واشار نعمان وهو سفير اليمن حاليا لدى المملكة المتحدة، الى ان صالح "أدرك بعمق أنه لا يوجد ما يدفعه لأن يغامر بقمع الاحتجاج الشعبي السلمي، وكان قادراً على ذلك، لأنه لن يستطيع أن يخطو بعد ذلك بالبلاد خطوة نحو الخروج من المأزق".
اضاف:"لذلك فقد تجاوز صالح كثيراً من الاحداث ومن بينها حادث تفجير مسجد الرئاسة الذي كان يمكن أن يوظفه عنوة لقمع الاحتجاجات".
وتابع:"تماسك صالح في أهم اللحظات ولعب لعبته لتوظيف التناقضات التي كانت تقتلي داخل المجتمع، وعمل على توفير فرص الانتقام من معارضيه ومن فبراير بأيادي أخرين (الحوثيين)".
جاءت اشارات نعمان هذه في مقال عرض فيه حقائق حول ثورة فبراير التي افضت الى عزل الرئيس السابق بعد ثلاثة عقود من تشبثه المستميت بالسلطة.
وحذر نعمان وهو شاهد رئيس على تلك المرحلة، من الهجوم المكرور ضد الحركة الاحتجاجية، قائلا ان "الهجوم على فبراير من قبل البعض، لن يكون سوى دعوة للفبرايريين لإعادة نبش صفحات الماضي لتبرير ثورتهم والتمسك بها وبأهدافها". 
وقال السياسي اليمني المخضرم، ان المشهد ليس بحاجة الى اغراقه بمثل هذا الجدل، ممن اخذوا المبادرة بتشويه فبراير، خارج حقائق التاريخ التي من بينها مستجدات الحياة السياسية التي تتطلب من الجميع رصد مسارات التطور لأوضاع البلاد، ومآلاتها، "بعيداً عن ما تضخه نوابض الانتماء إلى عصر لم يعد مفيداً أن نستحضر خصوماته لمجرد التسلية في زمن جاء فيه من يعمل على سحق الجميع : المعارضين والموالين".
واعتبر، "إن ربط الوضع المأساوي الذي وصل إليه اليمن بفبراير هو محاولة يائسة من قبل البعض لدحض الحقائق التاريخية التي دائماً ما ارتبطت بصلتها بحاجة البشر إلى تجديد مسار حياتهم حينما ينتهون إلى طريق مسدود؛ وهذا ما وصل إليه اليمن في لحظة تاريخية لم يعد فيها ممكناً آنذاك تحقيق أي تراكم كمي أو نوعي لتجسيره مع المستقبل". 
وسرد نعمان ثماني حقائق قال انه من غير الممكن النظر إلى فبراير بمعزل عنها، كحركة سياسية شعبية سلمية على طريق التغيير..اليكم نصها.
-كان فبراير ضرورة موضوعية اقتضتها الحاجة إلى وضع حد فاصل بين دولة الغلبة التي سادت اليمن لعهود طويلة ولم تمكنه من النهوض ومغادرة التخلف والصراعات والحروب والحاجة إلى قيام دولة المواطنة والقانون الحديثة التي ناضلت من أجلها الحركة الوطنية اليمنية عقوداً من الزمن. 
-اشتعل الجنوب بالحراك السلمي في تحد مع ما انتجته الحرب من ظروف قاهرة وما كرسته من معادلات سياسية مختلة على صعيد البلاد، وهو ما فتح الباب أمام حراك سياسي سلمي في الشمال أفضت جميعها إلى رفع شعار التغيير السلمي وإكسابه محتوى اجتماعيا وسياسي وشعبي غزير المعنى عندما يتعلق الأمر بضمان المستقبل في إطار واسع من الحرية واحترام انسانية الفرد وتمكينه من التمتع بحقوقه في العيش الكريم.
-لم يتحرك فبراير بارادة ملتبسة بحسابات كثيرين ممن التحقوا به فيما بعد فقد كان محصلة طبيعية لحالة الغليان الشعبي الذي نتج عن وصول النظام إلى طريق مسدود في معالجة القضايا البنيوية التي أحدثت شروخا هائلة في جسم الدولة "المركبة" وتوليفة النظام السياسي والاجتماعي الذي استنفد قدرته على الاستمرار دون مزيد من الأخطاء التي تسببت في الكارثة.
-كان فبراير مشروعاً للبناء، ولم يذهب بما شكله من مقاومة للتحديات الموضوعية، إلى خصومة شخصية مع أركان النظام لذلك كانت أهم حلقاته هي التفاهم والحوار الوطني بين كل القوى السياسية لصياغة عقد اجتماعي يعالج مشاكل اليمن ويضع القواعد المنظمة لنشوء الدولة وحل قضية الجنوب.
لذلك يمكن القول إن فبراير لم يكن مبعثه الصراع على السلطة بقدر ما كان معبراً عن حاجة شعبية لحماية السلطة من الفرد في إطار دولة ديمقراطية تحترم الناس وخياراتهم.
-كغيره من الأحداث التاريخية الهامة التي لا يمكن أن تجري من غير أخطاء، فقد كانت هناك أخطاء كثيرة، حيث تسلق على سلمه كثيرون ممن أثبتت الأيام انه لم تربطهم بفبراير سوى مصالح خاصة حققوها على حساب أهدافه الحقيقية.
-كان علي عبد الله صالح أكثر فطنة وإدراكاً من معاونيه في فهم حقيقة الأوضاع المسدودة التي وصلت إليها البلاد ومعها أدرك بعمق أنه لا يوجد ما يدفعه لأن يغامر بقمع الاحتجاج الشعبي السلمي وكان قادراً على ذلك، لأنه لن يستطيع أن يخطو بعد ذلك بالبلاد خطوة نحو الخروج من المأزق.
ولذلك فقد تجاوز كثيراً من الاحداث ومن بينها حادث تفجير مسجد الرئاسة الذي كان يمكن أن يوظفه عنوة لقمع الاحتجاجات. تماسك في أهم اللحظات ولعب لعبته في توظيف التناقضات التي كانت تقتلي داخل المجتمع وعمل على توفير فرص الانتقام من معارضيه ومن فبراير بأيادي أخرين (الحوثيين).
-انتقم الحوثيون من فبراير نيابة عن صالح وفي مسار انتقامهم حاولوا إعادة صياغة معادلات سياسية واجتماعية وتاريخية لفرض مشروعهم الطائفي على اليمن واعتقدوا أنهم قادرون على استيعاب صالح ومنظومته التي بقيت إلى جانبه ضمن هذه المعادلة واعتقد صالح أن توظيفهم في الانتقام لم يكن سوى الخطوة الأولى نحو استيعابهم ، وكلنا يعرف كيف سارت الأحداث بعد ذلك .
-كان فبراير مشروعاً سياسياً وشعبياً ناجحاً لأنه أوصل مسار التغيير الثوري الى الحوار الوطني متجنباً الغلبة التي دمرت تاريخياً كل محاولات النهوض بالبلد، غير أن المشروع الذي لا يمتلك القوة التي تحميه يكون عرضة لخطر الهيمنة عليه من قبل قوى لا تحمل لمبادئه المودة ، وهذا ما حدث مع فبراير . 
-على الرغم من كل ذلك فإن صيغة التفاهم والتعايش التي خطها فيراير، شكلت مرجعية تاريخية لبناء الدولة، ومعها العدالة الانتقالية، و احترام إرادة الناس في تقرير خياراتهم السياسية.


التعليقات